تربط دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية علاقات راسخة متميزة، نشأت منذ تأسيس اتحاد دولة الإمارات، أرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يداً بيد مع من عاصرهم من أشقائه الذين تولوا رئاسة مصر، واستمرت بالنمو والتطور على مدى العقود المتتالية، وهي علاقات قامت على التكامل والتعاضد المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة، ونسجت روابط الأخوة الوطيدة والصداقة الراسخة بين البلدين قيادة وشعباً لتصبح بمثابة نموذج يحتذى به في العلاقات الثنائية بين الدول العربية، وانعكس صداها وأثرها في مختلف المجالات، وعلى كل مستويات التعاون. وتعود العلاقات التي تجمع بين أبناء دولة الإمارات وأبناء جمهورية مصر العربية إلى منتصف القرن الماضي، من خلال البعثات التعليمية والطبية التي وصلت إلى الإمارات، وكان لها دور مهم في نشر التعليم النظامي الحديث في الإمارات. تعكس تصريحات القيادة في البلدين الشقيقين متانة وخصوصية وعمق العلاقات الإماراتية المصرية في مختلف المراحل، وعلى كل المستويات، وهي تصريحات جاءت معظمها في أوقات استثنائية، وتجاوزت إطارها السياسي وسياقها الإعلامي لتحفظها ذاكرة أبناء الشعبين وقلوبهم، فصارت تصريحات خالدة، تعبر عن روابط الأخوة المتينة ومشاعر الصداقة العميقة، التي تربط بين البلدين قيادة وشعباً، وتؤكد واقع الدعم والمؤازرة والمساندة الدائمة والمطلقة بين الجانبين. ومن أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة». وهو ما يؤكده دائماً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث قال سموه: «مصر دولة عربية رئيسة وركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، ونعد أمن مصر من أمن الإمارات، وتقدمها وتطورها واستقرارها يمثل مصلحة للإمارات وكل العرب». أما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فمن أقوال سموه: «التاريخ علمنا أن مصر عندما تكون قوية فإنها قادرة على بث الحياة في الأمة وتجديد نهضتها.. مصر هي كنانة الرحمن.. وموطن السلام.. وقلب العروبة.. فيها خير أجناد الأرض وبها ومعها يصنع التاريخ». «مصر هي وطن ثان لنا.. كما أن الإمارات وطن ثان للمصريين.. لنا ما لهم وعلينا ما عليهم». «وقوفنا مع مصر.. هو حب في شعبها.. وواجب في حقها».. «مصر موطن التاريخ والفكر والثقافة والعلم.. بلد الأمن والأمان بفضل جهود وتضحيات أبنائها وبدعم من أشقائها وأصدقائها». أما فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فمن أقواله حول العلاقات المتينة بين البلدين: أخبار ذات صلة رئيس الدولة ونائبه يهنئان رئيس زامبيا بذكرى استقلال بلاده فعاليات «مصر والإمارات.. قلب واحد» تنطلق الأربعاء «تابعت باهتمام بالغ كلمة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، للشعب الإماراتي الشقيق التي وضع فيها خارطة طريق واضحة للرخاء والتنمية والأخوة... إنني أود أن أشيد بالرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تجلت في مواقف عديدة طوال السنوات الماضية، والتي أثق بأن الإمارات والعالم سيستفيدان منها خلال الفترة المقبلة. وأؤكد من جديد عزمنا على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون ونقلها إلى آفاق أرحب تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. تصريحات تعكس متانة العلاقات يحافظ كلا البلدين على علاقات وثيقة مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل والمصالح المشتركة التي تكون دائماً على أفضل المستويات وتتطور بمعدل غير مسبوق، وقاد البلدان العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة ونجحا بحكمة قيادتيهما في الحفاظ على سيادة الأمن والاستقرار ودعم السلم الدولي، حيث يدعم التعاونَ الشاملَ والمتنامي بين الإمارات ومصر توافقٌ في السياسة الخارجية الدولتين، حيث تتفقان على أهمية التسوية السياسية لأزمات المنطقة دعماً لجهود التنمية، وحفاظاً على مقدرات الشعوب، وصوناً للسلام الإقليمي وحفاظاً على وحدة الأراضي العربية وسلامتها. وتعود العلاقات المصرية الإماراتية الرسمية إلى عام 1971، عندما تم تأسيس الاتحاد، والإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وأيدت مصر بشكل مطلق وأقرت بشكل كامل وحدة أراضي الإمارات العربية المتحدة، وعند إعلان قيام الاتحاد، كانت مصر من أول الدول التي اعترفت به ودعمت وجوده على المستويين الدولي والإقليمي باعتباره حجر الزاوية للأمن والاستقرار ونقطة قوة جديدة للأمة العربية. وتميزت العلاقات المصرية الإماراتية منذ نشأتها بالخصوصية والاحترام المتبادل، تحت مظلة أواصر الأخوة والصداقة التي تربط بين البلدين.. قيادة وشعباً، وانعكست على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية. محطات بارزة ساهمت البعثات التعليمية والطبية منتصف القرن الماضي، والتي جاءت من مصر إلى الإمارات، في نشر التعليم النظامي الحديث في الإمارات وتطوير المجال الصحي، وخلال مرحلة الستينيات وقبل تأسيس الاتحاد، كانت هناك بعثات طلابية تضم طلاباً من أبناء الإمارات للدراسة في مصر. وعام 1973 وقفت الإمارات إلى جانب مصر ودعمت حقها في استعادة أراضيها المحتلة، ويسجل التاريخ المقولة الخالدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دعم التضامن العربي: «إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي».
مشاركة :