تصدرت «القنبلة القذرة» متابعات الدوائر السياسية والعسكرية -معا- بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية أن الوزير، سيرغي شويغو، تناول في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، أمس الأحد، خطر استخدام كييف المحتمل لـ «قنبلة قذرة».. وفي وقت لاحق اليوم أفادت الدفاع الروسية بأن شويغو بحث الوضع في أوكرانيا هاتفيا مع كل من نظيريه التركي خلوصي أكار، والبريطاني بن والاس، حيث أبلغهما هواجسه بشأن الاستفزازات المحتملة من قبل أوكرانيا باستخدام «قنبلة قذرة». ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي»عن مصادر موثوقة بدول مختلفة، بما فيها أوكرانيا، أن هناك مؤشرات على إعداد نظام كييف استفزازا باستخدام ما يسمى بـ «القنبلة القذرة» أو الأسلحة النووية منخفضة القوة. وكشفت موسكو عن معلومات تفيد بإعداد النظام في كييف لاستفزاز على الأرض يتعلق بتفجير «قنبلة قذرة» وهو سلاح نووي منخفض القوة، لكن الغرض من الاستفزاز هو اتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل في مسرح العمليات الأوكراني، وبالتالي شن حملة ضد روسيا حول العالم. وبينما صرح وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف ترسل خبراءها إلى كييف عقب بيان روسيا بشأن صنع كييف لـ «قنبلة قذرة».. ما هي الفنبلة القذرة ؟ يعرف المختصون القنبلة «القذرة» بأنها عبارة عن «جهاز» لنشر الإشعاع وهي تعمل عكس القنبلة النووية التي تطلق طاقة هائلة، بمتفجرات بسيطة «تشتت» المواد المشعة.. ويصاب البشر عند تشتيت هذه المواد المشعة في منطقة محددة، فيما يمكن مقارنة الضرر الناجم عن القنبلة «القذرة» بعواقب الكوارث بمحطات الطاقة النووية، وعلى سبيل المثال بعد انفجار محطة تشيرنوبيل النووية. ومع ذلك تعد القنبلة «القذرة» من أسلحة الدمار الشامل، وفيها يتم دمج المواد المشعة مع العناصر المتفجرة التقليدية. سلاح إرهابي وموجة الانفجار الناجمة عن «القنبلة القذرة»، أصغر من الموجة التي تنتج عن السلاح النووي. وهذا النوع من القنابل لا ينسب تقليديا إلى الأسلحة القتالية، بل إلى الأسلحة الإرهابية، حيث يعمل الإشعاع ببطء ويمكن أن يقتل عددا كبيرا من البشر من دون أن يلاحظه أحد تماما. تصمبم القتبلة القذرة..3 خيارات ويقول الخبير العسكري فسطنطين سيفكوف، لشبكة RT الروسية، إن «القنبلة القذرة»، تحمل بعناصر مشعة أو بذخيرة كيميائية وتصميمها الأولي عبارة عن قذيفة بمادة مشعة مع شحنة طاردة. تنفجر القذيفة وتحمل الشحنة الطاردة المادة المشعة ويتم نشرها على مساحة كبيرة، فيما الخيار الثاني أن تُرسل بنظام صاروخي بعيد المدى لضرب نفايات محطات طاقة نووية. ويتمثل الخيار الثالث، بحسب هذا الخبير، عن طريق نشر عنصر نووي باستخدام الطائرات. إلا أن هذا الأسلوب غير مناسب للاستفزاز، حيث يمكن إسقاط الطائرة فوق الأراضي التي يسيطر عليها الطرف صاحب هذا النوع من القنابل. ليست قنبلة بالمعنى الحقيقي والهدف من القنبلة «القذرة» ليس تدمير المنطقة التي تصيبها، فيما يمكن أن يكون انفجار قنبلة ذرية عادية أقوى بآلاف أو حتى ملايين المرات من انفجار قنبلة ذرية «قذرة»، لذلك فالقنبلة «القذرة» لا تعد، بحسب الخبراء، قنبلة بالمعنى الحقيقي للكلمة، ويمكن أن تكون مجرد حاوية لمواد مشعة تركت في مكان عام. أو الغبار الذي تنثره طائرة على مدينة، مثل المبيدات الحشرية التي تنتشر فوق الحقول، وحتى محطة الطاقة النووية المتضررة يمكن إدراجها في نفس السلاح. الغرض الرئيس من القنبلة القذرة هو محاولة إحداث ضرر من خلال التلوث الإشعاعي. لكن حتى هذا الهدف لا يتحقق بالكامل. وينص كتيب صادر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية على أن القنبلة القذرة ليست سلاحا إشعاعيا بقدر ما هي وسيلة للهجوم النفسي. هل قدرات أوكرانيا النووية «مقيدة» وبالنسبة لأوكرانيا فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بقيت بقايا من البرنامج النووي السوفيتي. وفي أوائل التسعينيات، قامت بيلاروس وأوكرانيا وكازاخستان، وفقا لبروتوكول لشبونة، بنقل ما تبقى من الأسلحة النووية إلى روسيا. وفي عام 1994، تم التوقيع على مذكرة بودابست، والتي حصلت أوكرانيا بموجبها على تعويض مقابل التنازل عن مطالباتها النووية. وشملت هذه التعويضات الحصول على وقود لمحطات الطاقة النووية، وتخفيف الديون، والمساعدة المالية، بما في ذلك من الولايات المتحدة. وفي عام 2000، ألغت روسيا 1.099 مليار دولار من الديون المستحقة على أوكرانيا، بينما حولت الولايات المتحدة إليها 175 مليون دولار. «القنبلة القذرة» ابتزاز نووي أوكراني ومع كل ذلك، بحسب تقرير RT، بقيت بعض القدرات التي تحتاجها أوكرانيا للحفاظ على محطات الطاقة النووية الخاصة بها. وبعد فترة بدأت كييف في التعبير عن استيائها من مبلغ التعويض، وفي أعقاب الانقلاب الذي جرى في كييف في عام 2014، تعالت أكثر فأكثر الدعوات لإعادة الوضع النووي للبلاد. وفي عام 2019 ، وصف ألكسندر تورتشينوف، أمين مجلس الأمن القومي لأوكرانيا، تخلي البلاد عن الأسلحة النووية بأنه خطأ تاريخي. مثل هذه المواقف والتطورات استخدمت كوسيلة للابتزاز بما في ذلك للغرب. أرادت كييف ضمانات بانضمام قريب لأوكرانيا إلى حلف الناتو، وهددت بخلاف ذلك باستعادة وضع القوة النووية، ما أدى إلى تخويف الشركاء المحتملين. ومنذ عام 2022، تم توجيه الابتزاز النووي نحو روسيا. بعد بدء العملية العسكرية الخاصة، حين حررت القوات المسلحة الروسية مدينة إنرغودار ومحطة الطاقة النووية في زابوروجيه، دار حديث عن إنشاء «قنبلة قذرة». في البداية، جرى التخطيط لتكون عن طريق تدمير منشآت بالمفاعل، إلا أن هذا النوع من الابتزاز في أكتوبر 2022، وصل إلى منعطف جديد. ا
مشاركة :