غداة تحليق قاذفة أميركية من طراز «بي 52» التي تملك قدرات نووية فوق أراضي كوريا الجنوبية رداً على تجربة نووية رابعة أجرتها كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، أعلنت سيول إجراء محادثات مع حليفتها الولايات المتحدة في شأن إرسال مزيد من الأسلحة الاستراتيجية إلى شبه الجزيرة الكورية. وذكرت وسائل إعلام في سيول أن الولايات المتحدة قد ترسل إلى كوريا الجنوبية قاذفات من طراز «بي 2»، وغواصات تعمل بالطاقة النووية، ومقاتلات الشبح «إف 22». وقالت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، إن «الولايات المتحدة تدفع الموقف إلى شفا حرب»، مكررة الدعوة إلى إبرام اتفاق سلام مع الولايات المتحدة، وهو موقف بيونغيانغ منذ أمد بعيد، فيما دعت الصين كل الأطراف الى تفادي تأجيج التوتر، وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها هونغ لي، إن «حماية السلام والاستقرار في شمال شرقي آسيا يخدم مصلحة كل الأطراف، لذا نأمل في حفاظ كل الأطراف على ضبط النفس، وتفادي تأجيج التوتر»، علماً أن الولايات المتحدة والصين درستا سابقاً احتمال تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، بما في ذلك رفع العقوبات المفروضة عليها، إذا تخلت عن سلاحها النووي. إلى ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية إن كبير مفاوضيها النوويين يعتزم لقاء نظيريه الأميركي والياباني غداً الأربعاء لمناقشة «كل خيارات الرد» على التجربة النووية لكوريا الشمالية، ثم المبعوث النووي الصيني في بكين في اليوم التالي. وكلّفت الحكومة الصينية أكثر من 500 شخص برصد الإشعاع على مدار الساعة على طول حدودها مع كوريا الشمالية، من دون أن يرصدوا أي شيء غير طبيعي حتى الآن، علماً أن خبراء أسلحة يشككون في إعلان كوريا الشمالية اختبار قنبلة هيدروجينية تفوق قوتها القنبلة الذرية. وأوضحت وزارة البيئة الصينية أن 350 من أكثر من 500 شخص يشاركون في رصد الإشعاع يتمركزن على طول الحدود، إضافة إلى 37 محطة رصد ثابتة و14 محطة متحركة. وعرضت الوزارة صوراً على الإنترنت لمركبة رصد إشعاع تتحرك على طريق تغطيه الثلوج على الحدود، ومسؤول يقف وسط الثلوج وينظر إلى معدات فنية تختبر عينات من الهواء والتربة والثلوج. لكنها استبعدت أي أثر إشعاعي للتجربة على البلاد، في وقت ستواصل السلطات اختباراتها وستبقي على آلية الرد الطارئ الحالي. على صعيد آخر، بثت محطة «سي إن إن» الأميركية مقابلة مع كيم دونغ تشول (60 سنة) الذي يحمل الجنسية الأميركية، قال فيها إنه اعتقل في كوريا الشمالية بتهمة التجسس، مطالباً سيول أو واشنطن بإنقاذه. وأوضح تشول أنه تجسس لمصلحة عناصر محافظة من كوريا الجنوبية، واعتقل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقال: «كانت مهمتي التقاط صور لأسرار عسكرية ومشاهد فاضحة».
مشاركة :