ماذا بعد استقالة «ليز تراس» من رئاسة الحكومة البريطانية؟

  • 10/25/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد‭ ‬ستة‭ ‬أسابيع‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلافة‭ ‬‮«‬ليز‭ ‬تراس‮»‬،‭ ‬لـ«بوريس‭ ‬جونسون‮»‬،‭ ‬رئيسة‭ ‬للوزراء،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬بريطانيا‭ ‬الآن‭ ‬تولي‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ثالث‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬مع‭ ‬استقالتها،‭ ‬وسط‭ ‬تمرد‭ ‬من‭ ‬النواب،‭ ‬وفقدان‭ ‬الدعم‭ ‬الشعبي،‭ ‬وانهيار‭ ‬سياساتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأساسية‭.‬ ولكونها‭ ‬أقصر‭ ‬فترة‭ ‬رئاسة‭ ‬لرئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطاني،‭ ‬حيث‭ ‬استقالت‭ ‬بعد‭ ‬44‭ ‬يومًا‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬تقلدها‭ ‬منصبها؛‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬ويليام‭ ‬بوث‮»‬،‭ ‬و«كارلا‭ ‬آدم‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬سقوط‭ ‬‮«‬تراس‮»‬،‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬الكفاءة‮»‬،‭ ‬و«افتقادها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تسويق‭ ‬رؤيتها‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬نواب‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬وبشكل‭ ‬أوسع‭ ‬‮«‬الناخبين‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮«‬متداولو‭ ‬العملات‭ ‬والسندات‭ ‬في‭ ‬لندن‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬لاندلر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬العالمية،‭ ‬‮«‬حكمت‭ ‬على‭ ‬أجندتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الراديكالية‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬فقدت‭ ‬مصداقيتها‮»‬،‭ ‬وأدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حسم‭ ‬مصيرها‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‮»‬‭.‬ ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬الاقتصادية‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬الأساسي‭ ‬للانهيار‭ ‬السريع‭ ‬للحكومة،‭ ‬والذي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬‮«‬الميزانية‭ ‬المصغرة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬دافع‭ ‬عنها‭ ‬المستشار‭ ‬‮«‬كواسي‭ ‬كوارتنج‮»‬‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022،‭ ‬والتي‭ ‬أعطت‭ ‬الأولوية‭ ‬للتخفيضات‭ ‬الضريبية‭ ‬لأصحاب‭ ‬الدخول‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتزايد‭ ‬فيه‭ ‬التضخم؛‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬انتقادات‭ ‬المراقبين‭ ‬والسياسيين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬وحذر‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التغييرات‭ ‬‮«‬ستدفع‭ ‬فقط‭ ‬التضخم‭ ‬للأعلى‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬وصف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬خطأ‮»‬،‭ ‬وأوضح‭ ‬أنها‭ ‬ستسبب‭ ‬في‭ ‬اضطرابات‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بها‮»‬‭.‬ واستجابةً‭ ‬أيضا‭ ‬لردود‭ ‬الفعل‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬والبرلمانيين،‭ ‬فيما‭ ‬وصفته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬الحديث»؛‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬كل‭ ‬‮«‬أجندة‭ ‬تراس‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭ ‬تقريبًا،‭ ‬وعُزل‭ ‬المستشار‭ ‬‮«‬كوارتنج‮»‬‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تعيين‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬هانت‮»‬،‭ ‬بديلا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الحكومة،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬موضع‭ ‬ترحيب‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬وصفته‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬عنصر‭ ‬سياسي‭ ‬أكثر‭ ‬خبرة‮»‬،‭ ‬وإصرار‭ ‬المستشار‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬‮«‬ستتخذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬صعبة‭ ‬لضمان‭ ‬توفر‭ ‬مسؤولية‭ ‬وثقة‭ ‬في‭ ‬مواردنا‭ ‬المالية‭ ‬الوطنية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬بدت‭ ‬وكأنها‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬تهدئة‮»‬‭ ‬الأسواق؛‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وفقًا‭ ‬لشبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‮»‬؛‭ ‬أدى‭ ‬التراجع‭ ‬السريع‭ ‬للإصلاح‭ ‬الضريبي‭ ‬المخطط‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬تفويض‭ ‬‮«‬تراس‮»‬‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬الذين‭ ‬انتخبوها،‭ ‬حيث‭ ‬تحولت‭ ‬أجندتها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حبر‭ ‬على‭ ‬ورق‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬وصف‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬تراجع‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬سياستها‭ ‬الضريبية،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬إهانة‮»‬‭ ‬لرئيسة‭ ‬الوزراء،‭ ‬وإشارة‭ ‬‮«‬جوشوا‭ ‬نيفيت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬‮«‬أضر‭ ‬بسلطتها‭ ‬السياسية‮»‬،‭ ‬وتكرار‭ ‬المعارضة‭ ‬داخل‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ -‬والتي‭ ‬أجبرت‭ ‬جونسون‭ ‬على‭ ‬التنحي‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ - ‬مطالبها‭ ‬نفسها‭ ‬مع‭ ‬‮«‬تراس‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬السير‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬ووكر‮»‬،‭ ‬النائب‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬الحزب،‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬موقفها‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الدفاع‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وضعها‭ ‬البلاد‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬قدر‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬والانزعاج‭ ‬غير‭ ‬الضروريين»؛‭ ‬كان‭ ‬بقاؤها‭ ‬في‭ ‬منصبها‭ ‬‮«‬موضع‭ ‬شك‮»‬‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬القدرات‭ ‬القيادية‭ ‬الشخصية‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬محل‭ ‬نزاع‮»‬‭ ‬أيضًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬استقالة‭ ‬وزيرة‭ ‬الداخلية،‭ ‬‮«‬سويلا‭ ‬برافرمان‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الانفعالات‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬‮«‬تتناقض‭ ‬فيها‭ ‬مواقفها‭ ‬مع‭ ‬موقف‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬بشأن‭ ‬الهجرة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬اتهمتها‭ ‬الوزيرة،‭ ‬بممارسة‭ ‬‮«‬سياسات‭ ‬غير‭ ‬جادة‮»‬،‭ ‬و«الاستمرار‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬النهج‮»‬‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬‮«‬ارتكاب‭ ‬أخطاء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬ستتحقق‭ ‬بطريقة‭ ‬سحرية‮»‬‭. ‬وحتى‭ ‬خلال‭ ‬أيامها‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬المنصب،‭ ‬كانت‭ ‬كلمات‭ ‬‮«‬تراس‮»‬،‭ ‬تناقض‭ ‬أفعالها،‭ ‬وأصرت‭ ‬قيادة‭ ‬المحافظين‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬التالية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬وأخبرت‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العموم‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬مقاتلة،‭ ‬وليست‭ ‬مستسلمة‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬أقرت‭ ‬بعدها‭ ‬بيوم،‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬‮«‬تنفيذ‭ ‬التفويض‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬انتخبت‭ ‬لأجله‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحزب‭. ‬ وربما‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬الأغرب‭ ‬في‭ ‬أفول‭ ‬نجم‭ ‬‮«‬تراس‮»‬،‭ ‬السياسي‭ ‬وخسارتها‭ ‬للسلطة؛‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ ‬سخرية‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ديلي‭ ‬ستار‮»‬،‭ ‬من‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أيامها‭ ‬الأخيرة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬مقارنة‭ ‬مباشرة‭ ‬بين‭ ‬مستقبلها‭ ‬السياسي،‭ ‬وفترة‭ ‬صلاحية‭ ‬الخس‭ ‬في‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭. ‬ومع‭ ‬تغطية‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬بأن‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬أضحت‭ ‬‮«‬هدفا‭ ‬للنكات‭ ‬البريطانية»؛‭ ‬علقت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬استقالتها‭ ‬بأن‭ ‬الصحف‭ ‬الشعبية‭ ‬انتصرت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬رأس‭ ‬الخس،‭ ‬انتصر‭ ‬على‭ ‬تراس‮»‬‭.‬ وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬انصب‭ ‬تركيز‭ ‬المراقبين‭ ‬والسياسيين‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬سيخلف‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬لحزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬سيتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬أيام،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقدير‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬عام‭ ‬1922‮»‬‭ ‬لنواب‭ ‬الحزب‭ ‬البارزين‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬كيت‭ ‬وانيل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المرشحين‭ ‬المحتملين‭ ‬سيحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬100‭ ‬ترشيح‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬زملائهم‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الترشح‮»‬،‭ ‬بحلول‭ ‬24‭ ‬أكتوبر،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬ستنحصر‭ ‬بين‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسماء‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭.‬ ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإن‭ ‬أبرز‭ ‬المتنافسين‭ ‬المحتملين،‭ ‬هو‭ ‬وزير‭ ‬الخزانة‭ ‬السابق،‭ ‬‮«‬ريشي‭ ‬سوناك‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬زعامة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬تراس‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الزعيمة‭ ‬الحالية‭ ‬لمجلس‭ ‬العموم،‭ ‬‮«‬بيني‭ ‬موردونت‮»‬‭. ‬وربما‭ ‬تشهد‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬عودة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬بوريس‭ ‬جونسون‮»‬،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬ووفقًا‭ ‬لشبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬فرغم‭ ‬أنه‭ ‬شخصية‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬مرشحًا‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬القوى‭ ‬والتيارات‭ ‬المختلفة،‭ ‬ويمكنه‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬‭.‬ وبينما‭ ‬أعرب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬بالفعل‭ ‬عن‭ ‬دعمهم‭ ‬لعودة‭ ‬‮«‬جونسون»؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سلطته‭ ‬نفسها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مُقوضة‭ ‬لمبررات‭ ‬أقلها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬تحقيقا‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬جاريا‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬كذب‭ ‬على‭ ‬البرلمان،‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬فضيحة‭ ‬‮«‬بارتي‭ ‬جيت‮»‬،‭ ‬أثناء‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وهو‭ ‬التحقيق‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬روب‭ ‬ميريك‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬إندبندنت‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إيقافه‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يضيف‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬والاضطرابات‭ ‬إلى‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬البريطانية‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬هانت‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬نأى‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬الترشح‭ ‬لزعامة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬ورئاسة‭ ‬الوزراء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أصرت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬‮«‬سلطات‭ ‬كبيرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة،‭ ‬كرئيس‭ ‬لأجندة‭ ‬بريطانيا‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬النواب‭ ‬المحافظين،‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬بدأوا‭ ‬بالفعل‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬فعلي‭ ‬محتمل‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬إعلان‭ ‬رحيل‭ ‬تراس،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬تأثيره‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الحالي‭.‬ وأثارت‭ ‬الاستقالة‭ ‬السريعة‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء‭ ‬وزعامة‭ ‬المحافظين،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخصية‭ ‬تعتبر‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬الترتيب‭ ‬لتولي‭ ‬تلك‭ ‬المهام‭ ‬خلال‭ ‬الستة‭ ‬أعوام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬دعوات‭ ‬لإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة؛‭ ‬لتوفير‭ ‬قدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الوضوح،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬وصفتها‭ ‬‮«‬إيلين‭ ‬إيوانز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬فوكس‮»‬‭ ‬بـ«الأزمة‭ ‬السياسية‮»‬‭. ‬وستوفر‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ - ‬حال‭ ‬انعقادها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ - ‬‮«‬فرصة‭ ‬كبرى‮»‬،‭ ‬لحزب‭ ‬العمال‭ ‬المعارض‭ ‬لاستعادة‭ ‬السلطة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‭. ‬وأشار‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬أجرته‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ريدفيلد‭ ‬آند‭ ‬ويلتون‭ ‬ستراتيجيز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر2022،‭ ‬إلى‭ ‬إحراز‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬تقدمًا‭ ‬بفارق‭ ‬36‭ ‬نقطة‭ ‬على‭ ‬المحافظين،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬تقدم‭ ‬لحزب‭ ‬سياسي‭ ‬بريطاني‭ ‬لمدة‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬لإجراء‭ ‬انتخابات،‭ ‬قد‭ ‬تخاطر‭ ‬بفقدان‭ ‬قدر‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬البرلمانية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬معارض‭ ‬تحت‭ ‬أروقة‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭.‬ وعلاوة‭ ‬على‭ ‬الاضطرابات‭ ‬السياسية‭ ‬الراهنة،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬بريطانيا‮»‬،‭ ‬تواجه‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬الاقتصادي‭. ‬ويشير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد‭ ‬بفعل‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬تراس‮»‬،‭ ‬‮«‬يصعب‭ ‬تغييرها‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬كريستينا‭ ‬لو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬إنقاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البريطاني‭ ‬المنهك‭ ‬من‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‮»‬‭. ‬ورأت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬‮«‬هانت‮»‬،‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬غير‭ ‬كافية‭ ‬لإخراج‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬المأزق‭ ‬المالي،‭ ‬التي‭ ‬ورطت‭ ‬نفسها‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصوره‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬أفاد‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬المالية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الزيادات‭ ‬الضريبية‭ ‬المخططة‭ ‬حديثًا،‭ ‬والتي‭ ‬تبلغ‭ ‬32‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني،‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كافية‭ ‬لتدارك‭ ‬الضرر‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬الذي‭ ‬أحدثته‭ ‬‮«‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‮»‬‭.‬ ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬إيش‭ ‬نلسون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬القادم،‭ ‬فقد‭ ‬بات‭ ‬واضحًا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سيواجه‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‮»‬،‭ ‬وسط‭ ‬‮«‬مرحلة‭ ‬أخرى‭ ‬مستمرة‮»‬‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬اليقين‮»‬‭. ‬وأكد‭ ‬‮«‬جاجيت‭ ‬تشادا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للبحوث‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬احتمالات‭ ‬ضئيلة‭ ‬للغاية‭ ‬لتحقيق‭ ‬نمو‭ ‬قوي‮»‬‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البريطاني‭ ‬مستقبلاً‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬تريفور‭ ‬جريثام‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬فيدلتى‭ ‬وورلدوايد‭ ‬للاستثمارات‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬بها‭ ‬البعد‭ ‬السياسي‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية،‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬التوافق‭ ‬البرلماني‭ ‬لحزب‭ ‬المحافظين‭ ‬حول‭ ‬مرشح‭ ‬بعينه‮»‬،‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬‮«‬تصحيح‮»‬‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬واتباع‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬‮«‬هانت‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬علق‭ ‬‮«‬أنطوان‭ ‬بوفيت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬آي‭ ‬إن‭ ‬جي‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬سيستغرق‭ ‬سنوات‭ ‬لبناء‭ ‬دولة‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬سمعة‭ ‬وأداء‭ ‬مالي‭ ‬يتسم‭ ‬بالقوة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬وصعوبات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭.‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أشار‭ ‬المحللون‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬الأضرار‭ ‬المحتملة‭ ‬للأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬بريطانيا‭ ‬الدولية‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬جاك‭ ‬ديتش‮»‬،‭ ‬و«روبي‭ ‬جرامر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الضرر‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬استقالة‭ ‬رئيسين‭ ‬للوزراء‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬فوضوية‭ ‬أوسع‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي،‭ ‬‮«‬فلاديمير‭ ‬بوتين‮»‬،‭ ‬يحتفل‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬بـ‮«‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أقرب‭ ‬الحلفاء‭ ‬الموالين‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬سخر‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الروسي،‭ ‬‮«‬دميتري‭ ‬مدفيديف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬تراس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬على‭ ‬تويتر،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬وداعا‭ ‬تراس‭ ‬وتهانينا‭ ‬للخس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬أطلقته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ديلي‭ ‬ستار‮»‬،‭ ‬والسابق‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭.‬ وعند‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬بها‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬‮«‬مصدرًا‭ ‬للسخرية،‭ ‬والشفقة،‭ ‬والشماتة‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬الخارجية‮»‬؛‭ ‬فقد‭ ‬رفض‭ ‬السفير‭ ‬البريطاني‭ ‬السابق‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬السير‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬ويستماكوت‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المزرية،‭ ‬ووصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مهينة‭ ‬لبلد،‭ ‬لطالما‭ ‬كان‭ ‬نموذجًا‭ ‬للديمقراطية‭ ‬الفعالة‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬فإن‭ ‬الطريقة‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬فيها‭ ‬السياسيون‭ ‬البريطانيون‭ ‬‮«‬منغمسين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬أشبه‭ ‬بالارتجال،‭ ‬واختبار‭ ‬رؤاهم‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬زعزعت‭ ‬الإطار‭ ‬الدستوري‭ ‬للبلاد،‭ ‬وكذلك‭ ‬سمعتها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‮»‬،‭ ‬وكما‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬برونوين‭ ‬مادوكس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬بريطانيا‭ ‬‮«‬إظهار‭ ‬مدى‭ ‬قوتها،‭ ‬لكونها‭ ‬دولة‭ ‬تحترم‭ ‬القانون،‭ ‬وأساليب‭ ‬الحوكمة‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬قيمها‮»‬‭. ‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬أخفقت‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ - ‬المنتهية‭ ‬ولايتها‭ - ‬‮«‬ليز‭ ‬تراس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬خلفها‭ ‬‮«‬بوريس‭ ‬جونسون‮»‬،‭ ‬وربما‭ ‬جعلت‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغذيتها‭ ‬لحالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والارتباك‭ ‬حيال‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬اقتصادي‭ ‬فاشل،‭ ‬وفي‭ ‬غضون‭ ‬ذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لـ‮«‬إيوانز‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السابق،‭ ‬‮«‬يعمل‭ ‬داخل‭ ‬حزبه‭ ‬ليضمن‭ ‬عودته‭ ‬مع‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬رؤية‭ ‬موحدة‭ ‬لبلاده‭ ‬بعد‭ ‬خروج‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬؛‭ ‬وهي‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬‮«‬مشكلات‭ ‬تتعلق‭ ‬بآرائه‭ ‬الداخلية،‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تخيلية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الواقع‮»‬‭. ‬ وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬سيحل‭ ‬محل‭ ‬‮«‬تراس‮»‬،‭ ‬بنهاية‭ ‬أكتوبر،‭ ‬سيتعين‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يعالج،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وعدم‭ ‬شعبية‭ ‬حزبه‭ ‬بين‭ ‬الناخبين؛‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬مواجهة‭ ‬‮«‬الشكوك‭ ‬الطويلة‭ ‬المدى‭ ‬حول‭ ‬هوية‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬ومقدار‭ ‬انتمائهم‭ ‬إليه‮»‬‭.‬

مشاركة :