أعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف القوات الأميركية في كوريا الجنوبية أمس، تحسبا لأي استفزاز من كوريا الشمالية في أعقاب التجربة النووية التي أجرتها الأسبوع الماضي. وكشف مسؤول في قيادة القوات المشتركة والقوات الأميركية في كوريا أن «قائد القوات، كيرتس سكاباروتي، أصدر هذا الأمر خلال زيارة لقاعدة أوسان الجوية التي تديرها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشكل مشترك». وأشارت كوريا الجنوبية إلى أن كبير مفاوضيها النوويين يعتزم لقاء نظيريه الأميركي والياباني غدًا، فيما سيجتمع أيضًا مع المبعوث النووي الصيني في بكين. وأوضحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في بيان، أن الاجتماع سيناقش خيارات الرد على تجربة كوريا الشمالية النووية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. ومن جانب آخر، بحثت واشنطن وسيول أمس، إرسال مزيد من الأسلحة الأميركية الاستراتيجية إلى شبه الجزيرة الكورية بعد تحليق طائرة أميركية قاذفة من طراز «بي – 52» فوق أراضي كوريا الجنوبية، ردا على التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الأسبوع الماضي. يذكر أن كوريا الشمالية كشفت عن أنها أطلقت قنبلة هيدروجينية الأربعاء الماضي في رابع اختبار نووي لها منذ 2006، الأمر الذي أثار غضب الصين حليفتها الأساسية، وكذلك الولايات المتحدة التي قالت إنها تشك في أن الجهاز الذي تم تفجيره كان قنبلة هيدروجينية. وفي استعراض للقوة، ودعما لحلفائها في المنطقة، أرسلت الولايات المتحدة أول من أمس، طائرة قاذفة من طراز «بي - 52» التي تملك قدرات نووية، وكانت متمركزة في جوام في رحلة فوق كوريا الجنوبية. وأفادت صحيفة «رودونج سينمون» الكورية الشمالية الناطقة باسم حزب العمال الحاكم بأن «الولايات المتحدة تدفع الموقف إلى شفا حرب»، وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن «الولايات المتحدة قد ترسل إلى كوريا الجنوبية قاذفات من طراز (بي - 2) وغواصات تعمل بالطاقة النووية والمقاتلات الشبح (إف - 22)». وقال كيم مين سيوك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، لوكالة «رويترز»، إن «الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجريان بشكل متواصل وعن كثب مباحثات بشأن إرسال مزيد من العتاد الاستراتيجي». ودعت الصين كل الأطراف إلى تفادي تأجيج التوتر، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي، ردا على سؤال بشأن رحلة القاذفة الأميركية «بي - 52»: «حماية السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا يصب في مصلحة كل الأطراف»، وتابع: «نأمل أن تستطيع كل الأطراف الحفاظ على ضبط النفس والتحرك بحرص وتفادي تأجيج التوتر بشكل متلاحق». وكلفت الحكومة الصينية أكثر من 500 شخص برصد الإشعاع على مدار الساعة على طول حدودها مع كوريا الشمالية بعد أن أجرت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي رابع تجربة نووية لها، إلا أنهم لم يرصدوا حتى الآن أي شيء غير طبيعي. وقالت وزارة البيئة الصينية في بيان إن «أكثر من 500 شخص يشاركون في رصد الإشعاع وبينهم نحو 350 شخصا على طول الحدود ذاتها إضافة إلى 37 محطة رصد ثابتة و14 محطة متحركة». وعرضت صورا على موقعها لمركبة رصد إشعاع تتحرك على طريق تغطيه الثلوج على الحدود ومسؤول يقف وسط الثلوج وينظر إلى إحدى المعدات الفنية. لكن الوزارة «استبعدت» بالفعل احتمال أن يكون للتجربة أي أثر إشعاعي على الصين، مضيفا أنه لم يجر رصد أي شيء غير عادي. وتختبر الوزارة عينات من الهواء والتربة والثلوج وستستمر في اختباراتها وستبقي على آلية الرد الطارئ الحالية.
مشاركة :