دخل ريشي سوناك التاريخ من أوسع أبوابه، كونه أول رئيس وزراء بريطاني من أصول مهاجرة في تاريخ البلاد، كما أنه أول رئيس وزراء غير أبيض يبلغ هذا المنصب. ولم يكن طريق سوناك لرئاسة الوزراء مفروشا بالورود، بعد فشله في المنافسة أمام رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس لخلافة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، رغم حصوله على تأييد واسع من نواب حزب المحافظين إلا أنه لم يقنع على ما يبدو الكتلة الناخبة للحزب (130 ألف عضو). ومثلما كان باراك أوباما أول رئيس أميركي أسمر ومن أصول أفريقية، فإن ريشي سوناك حقق هذا الإنجاز في بريطانيا؛ فهو من أصول هندية، ويرى مراقبون أن التاريخ أنصفه في وقت قصير، بعد أن تبيّن أن تحذيراته من خطة ليز تراس الاقتصادية سوف تجر على البلاد خسائر كبيرة، وذلك ما كان بالفعل. ويعدّ ريشي سوناك حديث عهد بتقلد المناصب الكبيرة في بلاده، فهو لم يصبح برلمانيا عن حزب المحافظين إلا في عام 2010، وتقلد مناصب حكومية صغيرة في حكومة تيريزا ماي، قبل أن يصبح وزيرا للخزانة سنة 2020 في حكومة بوريس جونسون. ولد سوناك لأبوين من أصول هندية، قدما إلى بريطانيا، فاشتغل الوالد في الطب والوالدة كانت تمتلك صيدلية، مما منحه وضعا ماديا مريحا، أهّله لدخول جامعة أكسفورد العريقة. وعلى مدى سنوات، ظل ريشي سوناك بعيدا عن السياسة، حيث انشغل بمجال المال والأعمال، وعمل مستشارا لأكبر المؤسسات البنكية في العالم. ويُعرّف سوناك غالبا على أنه من أغنى السياسيين في البلاد، وهذا راجع لثروة زوجته (أكشاتا مورثي) التي تعد من أغنى نساء المملكة المتحدة، وحول ثروتها أثير كثير من الجدل بعد الكشف عن استفادة شركاتها من الملاذات الضريبية بعيدا عن بريطانيا.
مشاركة :