تسهم التطورات التكنولوجية في إيجاد حلول تقنية لتعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال خفض التكاليف وتقليص استهلاك الطاقة، حسب خبراء ومتخصصين بقطاع التكنولوجيا الذين أكدوا ريادة الإمارات في مجال تبني الحلول التقنية الصديقة للبيئة. ووفق التحالف من أجل الاستدامة البيئية الرقمية (CODES) التابع للأمم المتحدة، توفر الحلول التقنية فرصاً رائدة لمراقبة البيئة وحمايتها، فضلاً عن الحفاظ على الصحة العامة للكوكب، فمن خلال التسخير بالشكل الأكثر ملاءمة، يمكن توجيه الثورة الرقمية لتعزيز الاستدامة العالمية والاعتناء بالبيئة والإنسان. وتمثل المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 محركاً وطنياً يهدف إلى خفض الانبعاثات والحياد المناخي بحلول 2050، مما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي. وشهدت السوق المحلية انتشاراً واسعاً لتبني الطرق الصديقة للبيئة في العديد من القطاعات التي يأتي في مقدمتها الصحة والتعليم والصناعة، بعد أن لمس رواد هذه القطاعات الوفرات والفوائد التي يمكن تحقيقها من خلال تبني الممارسات البيئية الصحيحة. مراكز البيانات وقال أحمد عدلي، مدير أول، رئيس الحلول السحابية - الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة أوراكل: «إن الاستدامة واحدة من أهم الأولويات لدى الشركة العالمية، ويوجد 100% من مراكز الحوسبة السحابية الموجودة في أوروبا تعمل بالطاقة المستدامة، وتطبق الشركة نفس التوجه في المنطقة للتوافق مع التوجهات المحلية والعالمية لتقليل انبعاثات الكربون التي يمكن أن تؤثر على البيئة». وأضاف أن «أوراكل» تعمل على تطوير تكنولوجيا وحلول تستخدم طاقة أقل، وبالتالي تسهم في تقليل البصمة الكربونية لعملياتها. ولفت إلى أن الشركة لديها مركزان لقواعد البيانات، أحدهما في أبوظبي والآخر في دبي، والاثنان يعتمدان بشكل جزئي على الطاقة المتجددة، كما يتم التعاون مع مدينة مصدر في العديد من البحوث والبرامج لاعتماد الطاقة المتجددة في جميع المشاريع. تحديات الاستدامة ومن ناحيته قال جيتش غاي، الرئيس التنفيذي لشؤون المنتجات في شركة إنفورماتيكا: «إن الشركة ترصد الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة لتحسين الاستدامة في إطار رؤية الإمارات 2021». وأوضح أن هناك التزامات واضحة عبر قطاعات متعددة لمواجهة تحديات الاستدامة والمبادرات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG)، وهي بعض الطرق التي تتبعها المنظمات التي تتطلع إلى قياس التقدم المحرز وفهم مجالات التركيز المستمر. ولفت إلى أن لوائح الإدارة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات ESG تحدد تأثير كل منظمة وتمكينها بالمعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ خيارات أكثر ذكاءً واستدامة وإحداث التغيير المرجو ومع ذلك، فإن التحدي ليس مجرد تحد بيئي. ولفت إلى أنه عادةً ما يتم وضع البيانات المطلوبة للإبلاغ عن الإدارة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في العديد من التنسيقات المختلفة، عبر تطبيقات وسحب متعددة، بالإضافة إلى بيانات الجهات الخارجية الواردة من الموردين. أخبار ذات صلة برعاية محمد بن زايد وعبدالفتاح السيسي.. «مصر والإمارات قلب واحد» تنطلق غداً في القاهرة رئيس الدولة: عازمون على مواصلة جهود مكافحة الأمراض وتعزيز التنمية تقنيات حديثة ومن جهته، قال حسام الصغيّر، مدير المبيعات الإقليمي لدى «إبسون» في الإمارات ودول الخليج العربي: «إن الاستدامة وتقليل الأثر البيئي للعمليات جزء من تكوين الشركة ومن أبرز مفردات نجاحها». ولفت إلى أنه قبل الشروع في إنتاج أي منتج يتم الأخذ بعين الاعتبار المعايير البيئية ومدى تأثير المنتج على البصمة الكربونية، مشيراً إلى أن غالبية المنتجات صديقة للبيئة وقابلة للتدوير. وأوضح أنه من أهم إنجازات الشركة على هذا الصعيد عبوات الحبر السائل والتي زاد انتشارها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث تم استبدال شريحة كبيرة من طابعات الليزر، ما قلص من نسبة استخدام الحبر وقطع الغيار والمواد المستهلكة. وأشار إلى أن تكنولوجيا الحبر السائل الجديدة قلصت نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع 93%، وخفضت التكاليف بنسبة 85%، وساعدت في ترشيد استهلاك الطاقة بنسبة 86%. توفير الطاقة قال وليد يحيى المدير العام لشركة ديل تكنولوجيز في الإمارات: إنه ضمن الأهداف التي تم تحديدها للعام 2030 أن يكون لدى «ديل» منتجات تسهم بشكل فعال في موضوع الاستدامة من خلال تقليل استخدام الطاقة بشكل عام في جميع منتجات الشركة. ولفت إلى أن منتجات الشركة يحدث فيها تطوير من حيث الذكاء واستخدام الطاقة وهذا الأمر في تطور مستمر، لافتاً إلى أنه يتم استخدام عدة تقنيات في مجال التصميم وأشباه الموصلات لتأمين استخدام أقل للطاقة بنسب تتراوح بين 10% و30% مع تحقيق أهداف أخرى من حيث سرعة الأداء. بول فرينش: البيانات والمعلومات لمواجهة التغير المناخي قال بول فرينش، الرئيس التجاري لشركة أوردنانس سيرفي لـ «الاتحاد»: إن عملية المراقبة هي أمر بالغ الأهمية لأي مشروع استدامة، حيث يوجد حاجة لتنفيذ تدابير تغير المناخ، مضيفاً أن المراقبة الفعالة تحتاج إلى أخذ البيانات من الأقمار الصناعية والصور الجوية ودمجها مع بيانات الموقع المأخوذة من الأرض. وأوضح أنه في حال تم الحصول فقط على مخطط حراري من قمر صناعي، فلن يكون له سياق ولكن إذا تم دمج بيانات القمر الصناعي مع خرائط أوردنانس سيرفي أو خرائط أي مدينة، فيمكن في هذه الحالة تحديد مصادر الحرارة المختلفة، لا سيما في البيئات الحضرية، والمساعدة في التخطيط الحضري المستقبلي. وقال إنه على سبيل المثال، يمكن أن يساعد هذا الأمر في فهم أنواع ومواد الأسطح المختلفة وتأثير ذلك على التدفئة، موضحاً أن شركته عملت بشكل وثيق مع المركز الوطني لرصد الأرض في المملكة المتحدة، في هذا الشأن وهذا الأمر يدعم الحكومات لمواجهة أكبر التحديات التي تواجه المجتمع، بما في ذلك تغير المناخ. وأوضح أنه في منطقة الشرق الأوسط، فإننا نعمل مع شركة Deimos Space UK في دبي لمراقبة وتتبع نمو وصحة أشجار المانغروف والنخيل. وأضاف أن البيانات والمعلومات ضرورة لمواجهة التغير المناخي. وقال: إن الخرائط الدقيقة والمراقبة ومعلومات الموقع تعد أدوات حيوية في الكفاح العالمي ضد تغير المناخ، وتنسجم هذه الخبرات مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز البنية التحتية وضمان وصول السكان إلى المساحات الخضراء لتعزيز هدف الدولة المتمثل في أن تصبح أكثر استدامة وأكثر اخضراراً.
مشاركة :