التعليم «همزة وصل» مصر والإمارات

  • 10/25/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يكتمل الاحتفال بالعلاقات الإماراتية- المصرية من دون التطرق إلى قطاع حيوي مثل قطاع التعليم، ودوره في تعزيز أواصر العلاقات بين أبناء البلدين. وتستهدف الفعاليات التي تنظم بمناسبة مرور خمسين عاماً على العلاقات الإماراتية- المصرية، تعميق العلاقة المميزة بين الشعبين، وتسليط الضوء على أبرز المنجزات التي تحققت خلال الخمسين عاماً منذ تأسّس العلاقات المشتركة وما عكسته من تقدم وازدهار على الشعبين في مختلف القطاعات والمجالات، ومنها قطاع التعليم. وقد لعب بالفعل التبادل التعليمي في العلاقات الإماراتية- المصرية دوراً كبيراً في نهضة هذا القطاع المهم من الجانبين. وتعود العلاقات بين أبناء دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية إلى منتصف القرن الماضي. فخلال مرحلة الستينيات وقبل تأسيس الاتحاد، كانت هناك بعثات طلابية تضم طلاباً من أبناء الإمارات للدراسة في مصر. وتعزز هذا التعاون من خلال البعثات التعليمية التي وصلت إلى الإمارات، وكان لها دور مهم في نشر التعليم النظامي الحديث في الدولة. وقام النظام التعليمي خلال المراحل الأولى من التعليم النظامي في الإمارات الممتدة من العام 1953 إلى 1971، على أسس علمية وتربوية، معتمداً على التخطيط لجميع نواحيه، فالمقررات الدراسية أصبحت متنوعة وتساير عصرها، والمراحل الدراسية توزعت بين ثلاث مراحل هي الابتدائية 6 سنوات، والإعدادية 3 سنوات، والثانوية 3 سنوات. وتولى مسؤولية التعليم في هذه الفترة معلمون من أبناء الدول الخليجية والعربية؛ أبرزها مصر، إلى جانب المعلمين من دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي المناطق الشمالية، كان التعليم يخضع لإشراف البعثات العربية وأبرزها المصرية. مجالات حيوية وقد بلغت المساعدات الإماراتية لمصر خلال عامي 2013 و2014 أكثر من 51 مليار درهم (ما يعادل 13.9 مليار دولار)، وشملت مجالات حيوية أبرزها التعليم. وقد شيد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مصر في العام 1992. أخبار ذات صلة برعاية محمد بن زايد وعبدالفتاح السيسي.. «مصر والإمارات قلب واحد» تنطلق غداً في القاهرة رئيس الدولة: عازمون على مواصلة جهود مكافحة الأمراض وتعزيز التنمية 100 مدرسة وفي عام 2013، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل وتشييد 100 مدرسة في 18 محافظة مصرية، تضم حوالي 1877 فصلاً دراسياً، وتستوعب أكثر من 67 ألف طالب، بموازنة بلغت 261 مليون درهم (ما يقارب 72 مليون دولار). معهد خليفة نفذّت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، مشروع معهد خليفة للتعليم المهني في جمهورية مصر العربية. وتأتي هذه المشاريع انطلاقاً من تبني المؤسسة للتعليم المهني والتدريب الصناعي كاستراتيجية أساسية في مبادراتها الإنسانية الخاصة في التعليم، وذلك تصدياً لمشكلة البطالة وبهدف دعم المجتمعات الفقيرة في مواجهة الفقر والبؤس، وتبني مناهج تعليمية مهنية مبتكرة تمكّن الطلبة من امتلاك القدرات والمهارات المطلوبة في مجالات عملية محددة. التعلّم الرقمي والتعاون التعليمي بين الجانبين طال التعلّم الرقمي، خصوصاً بعد ما شهده العالم من تسريع تطبيق حلول التعلم عن بُعد، للتكيّف مع الظروف الجديدة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا. وتتفق الإمارات ومصر على أهمية التعاون في برامج التعليم الرقمي التي تطبقها «المدرسة الرقمية»، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، لإحداث فارق في توفير تعليم رقمي نوعي على المستويين الإقليمي والدولي لأكثر من مليون متعلم خلال السنوات الخمس الأولى من المبادرة، خاصة في المجتمعات المحتاجة ومخيمات اللاجئين. وتم التركيز على أهمية مواكبة التطور المتسارع للتعليم الرقمي، بخطوات ومبادرات عملية، تبنى على التكنولوجيا المتقدمة وتوحيد الجهود في تصميم مستقبل التعلم الرقمي وصناعته، وبحث مبادرات التعليم الإلكتروني والرقمي المطبقة في جمهورية مصر العربية التي تمتلك تجربة ثرية للتعليم الرقمي، تطورت بشكل متسارع خلال الفترة الماضية. تعليم الفتيات أطلقت «دبي العطاء»، برنامجاً في مصر لتعليم الفتيات، يهدف إلى معالجة بعض التحديات، والمساعدة على تنشئة جيل جديد من القادة، من خلال برنامج تصل قيمته إلى 7.347.000 درهم، ويمثل البرنامج الذي يُعرف بـ «ضمان دعم تعليم سليم وآمن للفتيات في مصر» أول تدخل لدبي العطاء في مصر. ويعكس البرنامج الحاجة إلى الشمولية والتمكين، والبيئة المدرسية المحسنة، وتطوير أساليب التدريس، فضلاً عن إعادة النظر في المناهج الدراسية من خلال توفير تعليم سليم من شأنه إعداد الشباب لمستقبل ناجح وزاهر. كما يهدف البرنامج إلى تحسين مستوى التعليم لحوالي 15.000 طالب وطالبة، وضمان حصولهم على بيئة آمنة ومشجعة للتعلم في صعيد مصر والذي يشمل محافظات أسيوط وبني سويف والمنيا. ويعتمد البرنامج نهجاً متعدد الأوجه لتحقيق الأهداف من خلال صقل المهارات القيادية للفتيات عبر أنشطة خارج المناهج الدراسية، إلى جانب ممارسة الرياضة. كما يقدم البرنامج الفرصة للفتيات لممارسة القيادة من خلال المشاركة في اتحاد الطلاب. ويشجع البرنامج أيضاً الجهات الفاعلة في المدارس على التعرّف على أهمية تمكين الطالبات، وتحسين المرافق التعليمية، ورفع المستوى العام للتعليم من خلال تطوير قدرات المعلم في التعليم باللغة العربية. علاوة على ذلك، يتضمن البرنامج التدريب على أساليب التعلم النشط وأساليب الانضباط الإيجابية لخلق بيئة مدرسية أكثر تشاركية.

مشاركة :