يعتقد أغلب الأشخاص أن البشر وحدهم هم المسؤولون عن الكثير من استنفاد طبقة الأوزون، وإلحاق الضعف بها، مما يسبب أضرارا بالغة للإنسان والبيئة. وما يخفى علينا، أن العلماء أيضًا، وحتى وقت قريب، كانوا يجهلون وجود مؤثرات أخرى طبيعية، تتسبب في إلحاق الضرر بطبقة الأوزون. وبعد البحث والدراسة، توصل العلماء إلى وجود ما يسمى بالشفق القطبي، حيث تطلق عروضا ضوئية مذهلة في سماء الليل، لكن هذه الظاهرة الجميلة يمكن أن تؤثر على طبقة الأوزون. وبحسب العلماء، فإن العلم لم يكن يعرف قبل الآن، مدى تأثير هذه الجسيمات على طبقة الأوزون، إلا بشكل غامض. وبعد البحث والدراسة، وجد أن الجسيمات المشحونة في البلازما المنبعثة من التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، تستمر أيضًا في “قضم” طبقة الأوزون. وفي وقت سابق، وجد باحثون أن الغلاف المغناطيسي الضعيف يمكن اختراقه بسهولة بواسطة الرياح الشمسية، ما يؤدي إلى تلف طبقة الأوزون، والاضطرابات المناخية وغيرها. ومع ملاحظة نوع من الشفق القطبي، والمعروف باسم “الشفق القطبي المعزول”، كشف عن سبب استنفاد الأوزون الذي يأتي من الفضاء. ودرس فريق دولي من العلماء من اليابان والولايات المتحدة وكندا “شفق البروتون المعزول”، وذلك من أجل تقييم الأضرار التي لحقت بطبقة الأوزون بسبب الجسيمات المشحونة الأتية من الفضاء المحيط بالأرض. ووجد الفريق البحثي ما يشير إلى عامل جديد يجب مراعاته عند تقييم الضرر الذي يلحق بطبقة الأوزون، حيث وجد ضررا أكثر مما توقعته عمليات المحاكاة. ووفقا لما ذكره الفريق البحثي، فإن تأثيرات “الشفق القطبي المعزول” تسببت في حدوث ثقب بعرض 250 ميلا (400 كيلومتر) في طبقة الأوزون. ولاحظ العلماء أن هذه التأثيرات تنفجر أسفل مكان حدوث الشفق القطبي، وقد اختفى معظم الأوزون في غضون ساعة ونصف تقريبا. وأوضح الفريق البحثي، أن العلماء لم يكونوا يتوقعون أن يتحلل هذا القدر من الأوزون في أعقاب هذه الظاهرة. كما قد لا يكون الشفق القطبي البروتوني المعزول ساطعا مثل الأضواء الشمالية ونظيرتها الجنوبية، لكنه ما يزال مرئيا للعين البشرية. ومن المعروف أن انفجار البلازما، التي تطلقها الشمس، تجلب معها أيونات وإلكترونات عالية الطاقة، وينتهي المطاف بهذه الجسيمات عالقة في أحزمة فان ألين الإشعاعية الداخلية والخارجية للأرض. مما تمنع الجسيمات من قصف الكوكب مباشرة، وتحويله إلى أرض قاحلة مثل المريخ. ويمكن للجسيمات التي تصل إلى حزام الإشعاع الداخلي، أن تعبث بالغلاف الجوي للأرض عندما تتسلل إلى خطوط المجال المغناطيسي. وبالتالي، تؤين شحنتها الغلاف الجوي وتنتج أكاسيد النيتروجين والهيدروجين، وكلا المركبين يسهمان في فقدان الأوزون. وينطبق هذا في الواقع فقط على طبقة الأوزون في طبقة الميزوسفير، أما الطبقة الأكثر أهمية أدناه، الستراتوسفير، فتظل غير متأثرة. ومع ذلك، فإن الشفق القطبي البروتوني المعزول، يؤثر على الأرض بطرق أخرى. وكتب العلماء في الدراسة، التي نُشرت في 11 أكتوبر في مجلة Scientific Reports: “تداعيات الإلكترون من الحزام الإشعاعي للأرض تلعب دورا مهما في فقدان طبقة الأوزون، كحلقة وصل بين طقس الفضاء والنظام المناخي”. وعلى الرغم من أن الضرر الذي يلحق بأوزون الغلاف الجوي في طبقة الأوزون الستراتوسفيرية (والذي غالبا ما يكون ناجما عن النشاط البشري) يقوم بإصلاح نفسه بسرعة. إلا أن الشفق القطبي البروتوني المعزول لا يزال يؤثر على التغيرات في الغلاف الجوي. ويمكن أن يتسبب الطقس الفضائي في حدوث خلل في الأقمار الصناعية والبنية التحتية الكهربائية، وتشكل الجسيمات المشحونة خطرا أيضا على رواد الفضاء. الجدير بالذكر، أن نتائج هذه الدراسة ستساعد العلماء على التنبؤ بتقلبات طقس الفضاء، والتي يمكن أن تؤثر على الغلاف الجوي للكوكب؛ بحسب ما أورده موقع سبيس.
مشاركة :