الرياض – يعيش كوكبنا الثلاثاء على وقع كسوف جزئي للشمس يغطي مناطق واسعة من نصف الكرة الشمالي، في ظاهرة رغم انها لن تؤدي الى ظلمة كاملة فقد انتشرت التحذيرات لمتابعيها بل وأقرت دول عربية اجراءات احترازية بينها عطل رسمية. وتبدأ الظاهرة الثلاثاء في الساعة التاسعة الا دقيقتين بتوقيت غرينتش في أيسلندا، وتنتهي عند الساعة الواحدة زولا ودقيقتين قبالة الهند، مروراً بأوروبا وشمال شرق إفريقيا والشرق الأوسط، بحسب المعهد الفرنسي للميكانيكا السماوية وحساب التقويم الفلكي التابع لمرصد باريس. ويحدث كسوف الشمس عندما تتراصف الشمس والقمر والأرض على خط مستقيم. وعندما تكون المحاذاة مثالية تقريباً، يلامس مخروط ظل القمر سطح الأرض ويعيق القرص الشمسي بأكمله، وعندها يكون الكسوف كليّاً. لكن هذه المرة، لن يلمس ظل القمر الأرض و"لن يكون من الممكن مشاهدة الاختفاء التام لقرص الشمس في أي مكان"، وفق ما أوضح مرصد باريس في بيان. وسيشاهد كسوف جزئي للشمس في أوروبا وغرب آسيا وشمال شرق إفريقيا بخلاف رؤيته بنسب مختلفة في معظم الوطن العربي، قبيل ظهر الثلاثاء ولمدة تتجاوز ساعتين حسب التوقيت المحلي لكل دولة. في مصر، وجه معهد البحوث الفلكية (رسمي)، الإثنين، تحذيرًا من النظر لكسوف الشمس، حتى لا تتلف العين أو يفقد البصر. فيما دعت وزارة التعليم، مسؤولي المدراس في المحافظات (27) بتوعية الطلاب عن مخاطر النظر للشمس وقت الكسوف. وفي العراق، حذر متحدث وزارة الصحة سيف البدر، من النظر مباشرة للشمس وقت الكسوف، وأوصى باستخدام نظارات مخصصة لذلك. دعت مديرية الدفاع المدني في العراق، المواطنين إلى توخي الحذر وعدم النظر بشكل مباشر إلى الشمس بسبب ظاهرة كسوف الشمس التي ستشهدها البلاد منتصف نهار اليوم الثلاثاء، لمدة ساعتين. وشددت مديرية الدفاع المدني على المواطنين، في بيان، ضرورة "عدم النظر للشمس في أثناء ظاهرة كسوف الشمس التي ستشهدها البلاد في الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي من هذا اليوم والمتوقع أن تستمر لمدة ساعتين، من الساعة الواحدة ظهرا حتى الساعة الثالثة بعد الظهر لما يسببه من أذى للعين بشكل مؤقت أو دائم". وحذرت المديرية من استخدام الوسائل التقليدية كالزجاج المعتم أو النظارات الشمسية العادية أو مسودات أشعة إكس الطبية وغيرها. وكانت غالبية المحافظات العراقية أعلنت الثلاء عطلة رسمية بسبب الظاهرة. وفي الأردن، أعلنت وزارة التعليم، الاكتفاء بالتوعية للمدرسين والطلاب، فيما حددت الجمعية الفلكية بالبلاد (رسمية) أماكن رصد الكسوف الجزئي، بطرق آمنة. وحذر الدفاع المدني الفلسطيني من النظر إلى الشمس أثناء الكسوف لخطورته على العين. وفي قطر، دعا الفلكي الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني إلى الحرص والحذر حتى لا تتضرر العين، لافتًا إلى وجود مبادرة لتوفير نظارات خاصة لمشاهدة الكسوف. كما أصدرت وزارة الصحة الكويتية إرشادات أثناء ظاهرة كسوف الشمس، أبرزها عدم النظر لقرص الشمس مباشرة. وهو التحذير الذي أكده الباحث الفلكي البحريني، علي الحجري، داعيا لحضور فعالية فلكية بالعاصمة المنامة لرصد الكسوف بشكل آمن. وفي الإمارات، قررت مدارس خاصة في الإمارات الشمالية، عدم إخراج طلابها للساحات الخارجية أثناء حدوث الظاهرة وإجراء محاضرة توعية صباحا. وفي لبنان، طلب وزير التعليم عباس الحلبي، توعية التلاميذ والطلاب بمخاطر النظر المباشر للشمس أثناء الكسوف الجزئي ثانيا: تعطيل الدراسة فيما قررت الكويت تعطيل الدراسة للطلبة فقط بجميع المدارس الحكومية والخاصة لمدة يوم واحد، وذلك بسبب أخطار كسوف الشمس. وهو قرار طبقته سلطنة عمان على مدارس الفترة المسائية فقط. كما تشهد السعودية والكويت والإمارات والبحرين، والأردن، وفلسطين، إقامة صلاة الكسوف وهي سنة عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وحثت بعضها على الدعاء. والصلاة تصلى جماعة في المسجد وتصح بشكل منفرد، وتقام دون أذان أو إقامة. ووفق بيان لوزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، تقام الصلاة، ظهر الثلاثاء في المسجد الحرام، وجميع مناطق المملكة، بينما حددت الأوقاف الكويتية، في بيان منفصل، 50 مسجدا لإقامتها. ودعت دائرة الشؤون الإسلامية بدبي، وإدارة الأوقاف السنية البحرينية ونظيرتها الأردنية، إلى أداء الصلاة بالمساجد، وحثت على الدعاء، وفق بيانات منفصلة. وفي فلسطين، دعت وزارة الأوقاف جميع الأئمة والخطباء في محافظات قطاع غزة إلى إقامة صلاة الكسوف ظهر الثلاثاء، على أن تتلوها موعظة. وتؤكّد الاختصاصية في طب وجراحة العيون في مستشفى ومركز بلفو الطبيّ الدكتورة جويل أنطون أنّ "النظر إلى قرص الشمس أثناء الكسوف الجزئيّ أو الكليّ للشمس، من دون أيّ حماية للعين، يُمكن أن يؤدّي إلى أضرار دائمة في العين، تتمثّل في #حروق القرنية واعتلال الشبكيّة". وتشرح أنطون بأن "هذا الحدث قد يحمل مخاطر على العين في حال لم نتّخذ الإجراءات الوقائية اللازمة، لأنّه بمجرّد النّظر إلى قرض الشمس، نُعرّض العين إلى ندوب وأضرار قد تكون دائمة، ولا يُمكن معالجتها. فالعين ليست محميّة تجاه الأشعة ما فوق البنفسجية، وما تحت الحمراء، التي قد تؤذي الشبكيّة، كما أن الأشعة الحمراء قد تُسبّب حروقاً في القرنية. وبالتالي، خطر #فقدان البصر كبير في حال تلف شبكيّة العين؛ وكلّ هذه الأضرار قد تحدث في غضون دقائق فقط". وعن الأضرار الناجمة، فهي تنقسم - وفق أنطون - إلى قسمين: أضرار في القرنيّة مرتبطة بالتعرّض للأشعة ما فوق البنفسجية، تكون مؤلمة، ولكنها موقتة، ويعود كلّ شيء إلى طبيعته في غضون أيّام، واخرى في الشبكيّة مرتبطة بالتأثير الحراري والكيمياء الضوئية الناتجة من أشعة الشمس على خلايا الشبكيّة. هذه الحروق تكون غير قابلة للعلاج، وتؤدي إلى فقدان البصر. وهي تعتبر خطيرة، لأنها لا تُسبّب أيّ ألم فوري، والأضرار لا تظهر إلا بعد ساعات من التعرّض لهذه الأشعة. وهذا هو الكسوف الجزئي السادس عشر للشمس في القرن الحادي والعشرين، والثاني هذا العام، ويمكن رؤيته فوق جنوب المحيط الهادئ. وفي البر الرئيسي الفرنسي، يعود آخر كسوف جزئي إلى 10 حزيران/يونيو 2021. في 12 آب/أغسطس 2026، سيحدث كسوف كلي سيؤدي إلى تعتيم على القرص الشمسي بنسبة 92%، وفق مرصد باريس.
مشاركة :