تأهيل المشرف التربوي قبل الميدان.. «ما له عذر»!

  • 12/17/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت إدارة الإشراف التربوي بالادارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض بالإعداد لمشروع متكامل لتأهيل وإعداد المشرف التربوي الجديد، وتزويده بالمعارف والخبرات الكافية التي تجعله قادراً على أداء الدور المنوط به، بدلاً من إنزاله إلى الميدان التربوي من دون وجود أي خبرات ومعلومات في المجال الاشرافي -كما كان سابقاً-، ويعدّ هذا المشروع الجديد الأول من نوعه على مستوى المملكة للبنين والبنات. تطوير الأداء وأوضح "محمد بن عبدالله المرشد" -مساعد المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض للشؤون التعليمية للبنين- أنّ أهمية تأهيل المشرفين التربويين الجدد في بداية مشوارهم الإشرافي تأتي كونهم أحد أهم محاور تطوير الأداء التربوي في المنظومة التربوية الحديثة، من خلال دورهم كمطورين ومجددين وناقلي خبرة للمعلمين؛ لذا كان هذا البرنامج البنّاء "تأهيل المشرف التربوي الجديد" الذي عملت عليه ادارة التعليم، سعياً منها لتحقيق احتياجات المشرفين ليتمكن المشرف من مد جسور التواصل مع زملائه المعلمين، وليكون رافداً مهماً لهم، وساعياً لتطويرهم، وتذليل ما يعترضهم من عقبات، حيث إنّ الإشراف التربوي يبني الفكر التطويري، وتستطيع المؤسسات التعليمية أن تكون بيئات مؤهلة لصناعة الفكر السّوي لدى أبنائنا الطلاب الذين هم رجال المستقبل وحاملوا راية التطور والتقدم. مقومات شخصية وشدد "سهم بن ضاوي الدعجاني" -مدير مكتب التربية والتعليم بقرطبة رئيس اللجنة التنفيذية- على أنّ تجويد الاشراف التربوي أحد العناصر الفاعلة والقادرة على إحداث التغيّر الإيجابي في الميدان التربوي؛ لذا تبرز أهمية المشرف التربوي، بما يملك من مقومات شخصية، ومهارات يستطيع من خلالها تقديم الدعم اللازم للمدرسة لتحقق الأهداف التربوية والتعليمية، ومساعدة زملائه المعلمين ببرامج التطوير والتحسين لمخرجات العملية التربوية والتعليمية، إلى جانب دوره الفاعل في الميدان التربوي باعتباره حجر الزاوية في المنظومة التعليمية في مشروعنا التربوي الوطني. وأضاف أنّ برنامج تأهيل المشرف التربوي الجديد محاولة من إدارة الاشراف التربوي للمشاركة في تأهيل المشرفين الجدد الذين تم ترشيحهم من قبل الإدارة ابتداء من العام 1434/ 1435ه، قبل الانخراط في العمل الميداني، بل والانتقال بالإشراف التربوي من إطار الاهتمام التقليدي بالمدرسة إلى التركيز على عمليتي "التعليم والتعلم"، وتعزيز العلاقة مع المدرسة لتصبح بيئة متعلمة تزخر بمتعلمين إيجابيين في بيئة تعلم جاذبة تكسب الطالب المهارات الحياتية، وتبني الاتجاهات الإيجابية، وتعزز القيم الوطنية، فقيادة الميدان التربوي تبدأ من تأهيل جيل من المشرفين التربويين القادرين على التغيير بمهارات عالية وكفايات مهنية متميزة، لهذا ولد هذا البرنامج لبناء جيل من المشرفين التربويين القادرين على صياغة مشهدنا التربوي. برنامج متكامل وأكّد "فواز آل داوود" -مدير مكتب التربية والتعليم بالدرعية عضو اللجنة التنفيذية للمشروع- على أنّ الإشراف التربوي مكوّن مهم في عملية التربية والتعليم؛ لذا سعت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض بكافة إداراتها لتطوير أدائه وتزويده بالمهارات والمعارف والاتجاهات، التي تزيد من فاعليته وتأثيره الإيجابي في الميدان والبيئة المدرسية، وعملت لتجويد وتطوير برامج تأهيلهم خلال الفترات الماضية، حتى وصلت لهذا البرنامج المتكامل. وأشار إلى أنّ أبرز خطوات تأهيل المشرف التربوي تمثلت في التدريب على رأس العمل، وتعزيزه بأهم المهارات، وتزويده بأفضل الخبرات النظرية والميدانية، إلى جانب الخطوات الأخرى المهمة والضرورية، كالتطبيق الميداني، والإثراء المعرفي، والالتقاء بالمختصين والخبراء، معتبراً أنّ إيجابية الملتحقين هي العنصر المؤثر في العملية برمتها؛ مما مكنهم من الإفادة من البرنامج وكافة مكوناته التي كانت سببا في نجاحات المشرفين في أعمالهم السابقة. نظرية وممارسة وذكر "أحمد بن سعد العويس" -مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بوسط الرياض عضو اللجنة التنفيذية لمشروع تأهيل المشرف الجديد- أنّه في بداية كل عام يحمل مجموعة من المشرفين التربويين الجدد داخل حقائبهم مجموعة من المهام تتقافز في أذهانهم لها أسئلة عدة يصارعونها وحيدين متوجسين، مضيفاً: "كنت أقرأ في عيونهم البحث عن إجاباتها، وتحمل ألسنتهم استفسارات خجلى ودُّوا لو كان تأهيلهم أفضل وتدريبهم أشمل؛ لذا برز برنامج تأهيل المشرف التربوي الجديد"، موضحاً أنّ البرنامج تطاول لرسم مراحله وخطواته تخطيطاً وتنفيذاً وتقويماً مجموعة مبدعة من القادة التربويين، حتى ظهر متناسقاً وهادفاً لإعداد المشهد الجديد من المشرفين التربويين، بعباءة القدرة المبنية على النظرية الداعمة والممارسة النشطة للأساليب الإشرافية المناسبة للتنمية المهنية. خبرات تربوية ورأى "رشيد بن عبدالله البداح" -مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بالروابي عضو اللجنة التنفيذية- أنّ الشؤون التعليمية في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض ممثلة في إدارة الإشراف التربوي تؤدي جهوداً مستمرة في تطوير عمل المشرف التربوي، وقد أولت العناية الكبيرة للمشرف التربوي الجديد، من خلال التخطيط والإعداد لبرنامج تأهيل المشرف التربوي، والذي يهدف إلى تزويده بالعديد من المهارات والمعلومات التي يحتاجها، معتبراً أنّ هذا البرنامج من -وجهة نظره- فريد وغير مسبوق على مستوى الإدارات التعليمية بالشكل الذي خطط له، من حيث التنوع فيما يقدم للمشرف التربوي الجدي، وقد تم الإفادة من تجارب الآخرين، لافتاً إلى أنّ مراحل البرنامج ستقدم للمشرف التربوي الجيد مادة علمية وخبرات تربوية جيدة، تكون داعماً قوياً له في أولى خطواته الإشرافية. رؤية وهدف ولفت "محمد بن عدنان السمان" -مدير الاشراف التربوي بالادارة- إلى أنّ فكرة المشروع تعتمد على إعداد المشرف الجديد وتزويده بالأدوات المناسبة وفق النظريات والأنماط الإشرافية الحديثة، وقد تم وضع رؤية له وهي نحو إشراف تربوي فاعل معتمد على النظرية والمعرفة، وتم تحديد الرسالة إعداد جيل من المشرفين لممارسة الإشراف التربوي الفعال وتطبيقه في الميدان وفق النظريات الحديثة، مبيّناً أنّ الأهداف العامة هي إعداد المشرف الجديد وتأهيله لممارسة الإشراف الفعال بدون عوائق، وتزويده بالنظريات الداعمة لعملية الإشراف التربوي، وتدريبه على الأنماط الإشرافية الحديثة اللازمة للممارسة، وتزويده بما يحتاجه من أدوات ومهارات تساعده على التخطيط وتدريب المعلمين، وهو خاص بالمشرفين الجدد "وهم مشرفو المواد ومشرفو الإدارة المدرسية ومشرفو الإرشاد". وقال إن مراحل العمل في البرنامج بدأت قبل قرابة تسعة أشهر، موضحاً أنّ البرنامج مرّ بعدة مراحل، شملت التخطيط والإعداد والمتمثل في تشكيل لجنة تأهيل المشرف الجديد وتكليفها، ومراجعة آلية تأهيل المشرف الجديد الحالية المعمول بها، والاطلاع على البرامج التربوية الحالية المقدمة للمشرف التربوي، والاطلاع على تجارب المكاتب في تأهيل المشرف الجديد، إلى جانب استطلاع آراء مجموعة من مشرفين لآلية التأهيل الحالية، واستطلاع آراء مجموعة من المشرفين والقيادات التربوية لطرق تحسين وبناء آلية جديدة لتأهيل المشرف التربوي الجديد، بالإضافة إلى دراسة لبعض نظريات وفلسفات التطوير الحديثة وفق أنماط الإشراف التربوي، ثم بناء مخطط آلية التأهيل الجديدة ومحتواها بصورة أولية، ثم التحكيم من قبل مجموعة من القيادات والمشرفين للآلية، ثم عرض الصورة الأولية بعد التحكيم على إدارة الإشراف التربوي لإقرارها. وأضاف أنّ المراحل توالت حتى وصل البرنامج إلى مرحلة التنفيذ، والتي تختص بعملية التأهيل الفعلي للمشرف الجديد، حيث يتم تدريب المشرف الجديد على مجموعة من المهارات الإشرافية والاتجاهات الإدارية الحديثة والمفاهيم المعاصرة للإشراف التربوي، على مرحلتين الأولى: بناء الاتجاهات والمفاهيم، والثانية: تطوير الأداء الإشرافي ويتم ذلك من خلال التدريب. وأشار إلى أنّ ما يميز هذا البرنامج أو المشروع هو الخطوة الثانية: الملازمة والتي ستكون عملية مخططا لها وفق آلية محدد تقترحها اللجنة بالتعاون مع الأقسام، من خلال التعاون مع الأقسام والإدارات المعنية في تصميم موقف إشرافي يتضّمن نشاطاً لمشرف قدير مع مشرف جديد، وقد تم تصميم استمارة خاصة بالملازمة، ولم يتوقف المشروع عند هذا الحد، مبيّناً أنّ الخطوة الثالثة: الملاحظة المتأملة، هي محطة تأمل يمر بها المشرف الجديد، تتبنى فيها اللجنة أساليب النمو المهني التأملي، وذلك بممارسة لقاءات منتظمة مع المشرفين التربويين الجديد لمناقشة تجاربهم وأفكارهم ومشاعرهم المرتبطة بعملهم، بهدف الإفادة من التجارب السابقة، وتنمية وتعزيز البحث الناقد لديهم في العملية الإشرافية، وفق آلية وخطوات تقترح من اللجنة تتناغم وأساليب التطوير المهني التأملي، مشيراً إلى أنّ الخطوة الرابعة تتمثل في التجريب النشط وفق آلية تقترح من اللجنة بالتعاون مع مكاتب التربية والتعليم، فيطبّق ما تعلّمه في مواقف إشرافية جديدة، ومن ثمّ يعمّم النتائج التي توصّل إليها. حقائب تدريبية وقال "السمان" إنّ التدريب تم على مجموعة من الحقائب التدريبية، تقدم في مرحلتين الأولى: ستتناول مجالين، الأول: بعنوان "تحولات في الإشراف التربوي"، ويتم تقديم على مدار ثلاثة أيام، والمجال الثاني بعنوان "أنماط حديثة في الإشراف التربوي" لمدة اربعة ايام، وفي المرحلة الثانية من التدريب يتم تقديم البرامج التي تتوافق واحتياجات المشرف كما تتوافق مع برامج الوزارة، حيث يتم تدريبهم على التخطيط لمدة ثلاثة أيام، ثم تدريبهم على القيادة ومهارات الألفية الثالثة لمدة أربعة أيام، ثم تدريبهم على مهارات التدريب لمدة ثلاثة أيام، والمرحلة الثالثة مرحلة التقويم، وتمر بعدة خطوات، منها: تقويم قبلي للمشروع بعد البناء، من قبل القيادات التربوية ومشرفين. وأضاف أنّ الخطوة الثانية تقويم مرحلي لمرحلة التنفيذ من قبل اللجنة، بعد عرض منتج المشرف الجديد وتقويم أدواته لتقديم التغذية الراجعة له، مشيراً إلى أنّ الخطوة الثالثة تقويم نهائي: بنهاية الخطوة الأخيرة سيكون تقويما ختاميا من قبل جميع المعنيين لتعديل المشروع وتحسينه، وسيكون ذلك عن طريق ملف الإنجاز للمشرف الجديد، والذي يضم محتويات متنوعة.

مشاركة :