ومنذ العام الماضي، أجرت طهران والقوى الكبرى مباحثات بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، والذي انسحبت واشنطن منه في 2018. وتعثرت المباحثات مطلع أيلول/سبتمبر، بعدما اعتبرت الأطراف الغربية أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم طرحها الاتحاد الأوروبي كان "غير بنّاء". وقال رئيسي "اليوم على الأميركيين أن يتخذوا القرار، الا أنهم يماطلون"، وذلك أمام ممثلي وكالات أنباء آسيوية يعقدون هذا الأسبوع مؤتمرا في طهران. وأتاح الاتفاق بين إيران وكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية وضمان سلميّتها. الا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه، وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران. وشدد رئيسي على أن "الجمهورية الإسلامية تسعى لرفع الحظر (العقوبات)، لكنها وضعت أيضا على جدول أعمالها مسألة تحييد آثار هذا الحظر". وخلال الأسابيع الماضية، تراجع التركيز على الملف النووي في العلن بينما تشهد إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر، احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية. ودعمت دول غربية عدة هذه الاحتجاجات، وفرضت عقوبات على طهران بسبب "قمع" السلطات لها. من جهتها، تتهم إيران "أعداء" تتقدمهم الولايات المتحدة، بالضلوع في "أعمال شغب" تشهدها. واعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان السبت أن واشنطن تضغط على طهران عبر دعم الاحتجاجات، لانتزاع تنازلات منها في الملف النووي. وأشار الى أن الأميركيين يواصلون "تبادل الرسائل معنا" عبر الوسيط الأوروبي، لكنهم "يتطلعون الى ممارسة ضغوط سياسية ونفسية ويريدون كسب التنازلات في المفاوضات" من خلال دعم الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني. وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال في 13 تشرين الأول/أكتوبر إن الرئيس جو بايدن "لا يزال يعتقد أن النهج الدبلوماسي هو الأفضل" في الملف النووي الإيراني، مضيفا "لكننا لسنا قريبين من ضمان تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة الى الاسم الرسمي للاتفاق. وأكد إن تركيز واشنطن ينصّب حاليا على "محاسبة" السلطات الإيرانية على تعاملها مع "المتظاهرين الأبرياء".
مشاركة :