ملتقى أدبي مكة يدشن دورته السادسة لمناقشة الشعرية الرقمية

  • 10/25/2022
  • 12:27
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء، عن بُعد فعاليات النسخة السادسة من ملتقى نادي مكة الثقافي الأدبي، حيث بدأ السلام الوطني مع انطلاق الجلسة الافتتاحية، أعقب ذلك آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة رئيس مجلس إدارة "أدبي مكة" المشرف العام على الملتقى الدكتور حامد الربيعي. وتحدّث "الربيعي" عن دوافع اختيار "الشعرية الرقمية" موضوعًا لدورة هذا العام من الملتقى. وقال: في سياق محاولاته الدؤوبة؛ يعمل نادي مكة الثقافي الأدبي على التحديث في طروحاته وفعالياته في محاولات جادّة؛ لمواكبة كل جديد يخدم الأدب والثقافة والفكر، ومن هذه التطلعات جاء اختيار موضوع (الشعرية الرقمية - مستجدات الأدب الرقمي وتحدياته)، ليكون موضوعًا للملتقى الدوري السادس عام 2022/ 1444هـ، وهذا العنوان جاء واستقر بعد مداولات ومشاورات، وبحث عميق في الزوايا والأبعاد المختلفة لمعطيات المرحلة، وما تمر به من تحولات ونقلات متسارعة، وما حملته التقنية إلى الحياة في كل نواحيها التي يأتي الأدب والثقافة في مقدمتها. وأضاف: بهذا الملتقى وما سيقدم فيه من بحوث وأوراق عمل نوعية جادة يطمح نادي مكة الثقافي الأدبي أن يخطو خطوة واسعة وعميقة وثرية في مجال التقنية والأدب، وما يتصل بهما وما يصل بينهما؛ فالبحوث التي بين أيدينا، وقد اختيرت بعناية، كتبها عدد من المختصين والمهتمين ممَّن هم موضع الثقة، سقف طموحاتهم وأهدافهم عالية جدًّا، تتحدث عن ذلك منجزاتهم البحثية والعلمية والفكرية، كل ذلك يجعلنا نطمئن إلى ما نرجوه من نجاح، وأن ما سيقدمه هذا الملتقى سيكون مؤثرًا وفاعلًا. وعن سبب اختيار الانعقاد عن بعد عوضًا عن الحضور الشخصي قال "الربيعي": نظرًا لأن الملتقى والقائمين عليه يؤمنون بالثقافة ومكانتها في الحياة المعاصرة التي تقاربت فيها الأمصار وتسارع فيها وصول المعرفة؛ فقد استقر الرأي على أن يكون الملتقى افتراضيًا عبر تطبيق "زووم"، وهو الوسيلة التي أصبح النادي يؤمن إيمانًا راسخًا بأنها الأنفع، وحرص على أن تكون كل فعالياته عبرها وعن طريقها. وحول مآلات البحوث المقدمة بعد انقضاء جلسات الملتقى، أضاف: فضلًا عما يتضمنه برنامج الملتقى من بحوث وأوراق عمل وفعاليات مصاحبة، فقد حرصنا على أمرين؛ أحدهما: أن نُخرج تلك البحوث وأوراق العمل في كتاب بعد الملتقى مباشرة، والآخر هو طباعة ونشر كتاب جديد في موضوعه وطرحه ذي صلة وثيقة جدًا بالملتقى، ويسرنا هنا أن نزف خبر صدوره، وقد كان حاضرًا في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022م، وسيوزع قريبًا وعنوانه: "السرد الوسائطي - الآلية والممارسة"، للدكتور وصفي ياسين عباس. وقدّم، في ختام كلمته، الشكر لكل من عمل في دورة هذا الملتقى، أفرادًا ولجانًا، وقدّم خدمة تعين على تحقيق أهداف النادي، وخصّ بالشكر اللجنة العلمية برئاسة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن المحسني، وأمينة اللجنة الدكتورة مستورة العرابي وأعضاء اللجنة، مؤكدًا أنهم تفانوا وأفنوا قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد المقدر والمثمن عاليًا. من جهته، ألقى رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور عبدالرحمن بن حسن المحسني، كلمة، قال فيها: مكة ستبقى موئل التغيير وقائد التحول، ولها مع التغيير قصة بدأت منذ فجر التاريخ، حتى باتت شجاعة مواجهة التغيير خاصية منتظرة لهذا المكان، فلا غرو بعد ذلك أن نرى نادي مكة الأدبي يتفاعل مع متغيرات عصره، ويقيم مثل هذا الملتقى الذي جاء بعد ممهدات بنَت قناعات بإقامة هذا الملتقى النوعي (الشعرية الرقمية...) الذي يواجه تحولات الكتابة الأدبية ومتغيرات الشعرية الرقمية في ظل التقنيات المتجددة. وأشار إلى أهداف الملتقى والمتمثلة في السعي إلى مواكبة المستجدات العالمية في المجال الأدبي، والطموح إلى تحديد السمات الأجناسية للأدب الرقمي وأنواعه؛ ليأخذ مكانته الطبيعية في نظرية الأدب العامة، مع العمل على تأسيس نظرية نقدية تتعامل مع الأدب الرقمي بما يتواءم وطبيعته، وتأصيل الأنماط الأدبية الجديدة المولودة في البيئة الإلكترونية. ولفت إلى السعي لتبيّن واقع تجربة الأدب الرقمي العربي في ضوء التجارب الرقمية العالمية والوقوف على تجليات الشعرية الرقمية في الأدب الرقمي العالمي والعربي، نثرًا وشعرًا، واستشراف مستقبليات الأدب الرقمي في ظل المتغيرات المعاصرة. وقال المحسني: الملتقى يحاور موضوعًا غاية في التخصصية، مضيفًا بقوله: لا أخفي أننا حينما بدأنا في هواجس هذا الملتقى كان واحدًا من قلقه هو مدى توقع تفاعل الباحثين مع قضاياه ومحاوره المتخصصة جدًا، حتى كنا نحدّث أنفسنا في اللجنة العلمية ومع النادي بأسئلة من قبيل هل يقام الملتقى أو لا؟! وما هو إلا أن بعثنا إعلان الملتقى حتى بدأت تنهال علينا الملخصات التي تجاوزت ثمانين ملخصًا، كلها تناوش المحاور بجدية لافتة، ولتفعَّل تلك الملخصات ببحوث عميقة جعلتنا أمام تحدي الفرز، الذي جنّد له النادي فرقًا للتحكيم حتى تُحقق نوعية البحوث ومواجهتها للمتغيرات الرقمية التي افترضتها رؤية الملتقى. وأردف: اليوم يقف النادي بسعادة غامرة أن تحقق أمل هذا الملتقى الذي نتأمل أن يحقق تطلعات القائمين عليه. وتابع المحسني: أجدني ممتنًا كثيرًا لرئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته وموظفيه على حرص لا متناهٍ على تفاصيل إقامة هذا الملتقى، وللزملاء الكرام في اللجنة العلمية للملتقى على جهود كبيرة بذلت، كما أشكر جميع الباحثين ممن تقدموا بأبحاث أثروا بها أعمال هذا الملتقى، ولنتشارك في الحوار معهم لرسم استراتيجيات مستقبل أدبنا العربي في ظل الرقمية.

مشاركة :