آلاف السودانيين يتظاهرون في الذكرى الأولى لقرار البرهان وسط انقطاع الإنترنت

  • 10/26/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم‭ ‬–‭ ‬الوكالات‭: ‬أطلقت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬السودانية‭ ‬قنابل‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬على‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الذين‭ ‬نزلوا‭ ‬بالآلاف‭ ‬أمس‭ ‬إحياءً‭ ‬للذكرى‭ ‬الأولى‭ ‬لإجراءات‭ ‬العسكر‭ ‬وللمطالبة‭ ‬بحكومة‭ ‬مدنية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إخراج‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬المأزق،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬قُطع‭ ‬فيه‭ ‬الاتصال‭ ‬بالإنترنت‭. ‬ ومنذ‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر،‭ ‬بدأ‭ ‬الجانبان‭ ‬في‭ ‬التحرك‭: ‬أقام‭ ‬المتظاهرون‭ ‬متاريس‭ ‬لإبطاء‭ ‬تقدم‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬من‭ ‬جهتها‭ ‬بإغلاق‭ ‬كل‭ ‬الجسور‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬ضفتي‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬السودانية‭ ‬لمنع‭ ‬المحتجين‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬القصر‭ ‬الجمهوري‭. ‬ في‭ ‬محيط‭ ‬ذلك‭ ‬القصر،‭ ‬أطلقت‭ ‬الشرطة‭ ‬قنابل‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتفريق‭ ‬الحشود،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬شهود‭. ‬ وتظاهر‭ ‬الآلاف‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬مدن‭ ‬ود‭ ‬مدني‭ ‬والأبيض‭ ‬والقضارف‭ ‬وبورسودان‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬وعطبرة‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬ونيالا‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬دارفور‭. ‬ ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬كرر‭ ‬المتظاهرون‭ ‬شعارهم‭ ‬الرئيسي‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تفاوض‭ ‬ولا‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬الانقلابيين‮»‬‭. ‬ في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬تراجع‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬التعهدات‭ ‬التي‭ ‬قطعها‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭ ‬بتقاسم‭ ‬السلطة‭ ‬مع‭ ‬المدنيين‭ ‬تمهيدا‭ ‬لانتخابات‭ ‬حرة‭ ‬في‭ ‬السودان‭. ‬عند‭ ‬الفجر،‭ ‬أمر‭ ‬يومها‭ ‬باعتقال‭ ‬كل‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬والوزراء‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬الحكومة،‭ ‬واستأثر‭ ‬الجيش‭ ‬بالسلطة‭. ‬ ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬ينقطع‭ ‬الاتصال‭ ‬بالإنترنت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يُنظّم‭ ‬فيه‭ ‬أيّ‭ ‬تحرك‭ ‬ضدّ‭ ‬تحرك‭ ‬البرهان،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬أمس‭. ‬ رغم‭ ‬كلّ‭ ‬ذلك،‭ ‬‮«‬خرج‭ ‬مئات‭ ‬التلاميذ‭ ‬والطلاب‭ ‬في‭ ‬عطبرة‮»‬،‭ ‬حسبما‭ ‬قال‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عادل‭ ‬محمد‭.  ‬وهتف‭ ‬المتظاهرون‭ ‬حاملين‭ ‬الأعلام،‭ ‬‮«‬العسكر‭ ‬إلى‭ ‬الثكنات‮»‬‭ ‬و«سلطة‭ ‬مدنية‮»‬‭. ‬ منذ‭ ‬الليلة‭ ‬قبل‭ ‬الماضية،‭ ‬خرجت‭ ‬مواكب‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬التظاهر‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬وضواحيها‭ ‬ومدن‭ ‬عدّة‭. ‬واستباقاً‭ ‬لذلك،‭ ‬أعلنت‭ ‬ولاية‭ ‬الخرطوم‭ ‬يوم‭ ‬عطلة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الإدارات‭ ‬والمدارس‭. ‬ ومنذ‭ ‬عام،‭ ‬يتحدّى‭ ‬أنصار‭ ‬الديموقراطية‭ ‬القمع‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬وينزلون‭ ‬الى‭ ‬الشوارع‭ ‬للاحتجاج‭ ‬والدعوة‭ ‬الى‭ ‬‮«‬عودة‭ ‬العسكر‭ ‬الى‭ ‬الثكنات‮»‬‭. ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬قُتل‭ ‬118‭ ‬متظاهراً‭ ‬أثناء‭ ‬مطالبات‭ ‬بعودة‭ ‬السلطة‭ ‬الى‭ ‬المدنيين،‭ ‬وهو‭ ‬شرط‭ ‬رئيسي‭ ‬يضعه‭ ‬المانحون‭ ‬الدوليون‭ ‬لاستئناف‭ ‬مساعداتهم‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬علّقت‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬إجراءات‭ ‬العسكر‭. ‬ بات‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬كارثياً‭. ‬بين‭ ‬تضخّم‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬ونقص‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬أصبح‭ ‬ثلث‭ ‬السودانيين‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬45‭ ‬مليونا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الجوع،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬يزيد‭ ‬بنسبة‭ ‬50%‭ ‬على‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬بحسب‭ ‬برنامج‭ ‬الاغذية‭ ‬العالمي‭. ‬ ووفق‭ ‬البرنامج،‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬بنسبة‭ ‬137%،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬العائلات‭ ‬تخصّص‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬دخلها‭ ‬للغذاء‮»‬‭. ‬ وإضافة‭ ‬الى‭ ‬قلق‭ ‬السودانيين‭ ‬الأول،‭ ‬وهو‭ ‬تدهور‭ ‬قوتهم‭ ‬الشرائية،‭ ‬يخشى‭ ‬كثيرون‭ - ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬ثورة‭ ‬العام‭ ‬2019‭ - ‬عودة‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التحالف‭ ‬بين‭ ‬الإسلاميين‭ ‬والعسكريين‭. ‬فمنذ‭ ‬تحرك‭ ‬البرهان،‭ ‬استعاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬البشير‭ ‬مناصبهم،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬الذي‭ ‬يحاكم‭ ‬أمامه‭ ‬حاليا‭ ‬الدكتاتور‭ ‬السابق‭. ‬ وفوق‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬تسود‭ ‬ضبابية‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالوضع‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ويستبعد‭ ‬المراقبون‭ ‬والمحلّلون‭ ‬أي‭ ‬إمكانية‭ ‬لإجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬وعدت‭ ‬السلطات‭ ‬الحالية‭ ‬بتنظيمها‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬2023‭. ‬ وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬وجه‭ ‬سياسي‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للانضمام‭ ‬الى‭ ‬حكومة‭ ‬مدنية‭ ‬يعد‭ ‬بها‭ ‬باستمرار‭ ‬الفريق‭ ‬البرهان‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬الوساطات‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬المبادرات‭ ‬المحلية‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭.‬

مشاركة :