شهدت صناعة الذكاء الاصطناعي في إفريقيا نموا سريعا خلال السنوات الأخيرة. وبحسب بيانات إحصائية، تحتوي قارة افريقيا حاليا على أكثر من 2500 شركة تدمج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في أعمالها. كما تشير البيانات إلى أن ما يقرب من نصف شركات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، تأسست خلال السنوات الخمس الماضية. وفي حال بلغت حصّة أفريقيا 10% من سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بحلول عام 2030، فمن المتوقع أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي 1.5 تريليون دولار أمريكي في الاقتصاد الأفريقي. في هذا الصدد، قال خبير الذكاء الاصطناعي الجنوب إفريقي، سيريداز مالوالا، إن القارة الأفريقية تمتلك تعدادا سكانيا هائلا، وينمو باستمرار. وبدون تطبيق تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لن تتمكن البلدان الأفريقية من التعامل مع النمو السكاني والتوسع الحضري والأمن الغذائي وقضايا أخرى. وشدّد مالوالا على ضرورة أن تستخدم أفريقيا قوة العلم والتكنولوجيا للخروج من الفقر وتعزيز التنمية المستدامة. وشهد التبادل والتعاون بين الصين والدول الأفريقية خلال السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا في مجالات إنشاء البنية التحتية الرقمية وتدريب المواهب الرقمية. مما أسهم في تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي في أفريقيا. حيث قامت شركة "تشاينا تيليكوم" ببناء أكثر من 50 ألف كيلومتر من شبكات الألياف الضوئية في 11 دولة أفريقية، مما أدى إلى تحسين مستوى المعلوماتية بشكل كبير في العديد من البلدان الأفريقية. وتعاونت شركة "زي تي اي" مع مجموعة "ايرتيل" الأفريقية للمساعدة في رقمنة الشبكة الصوتية في الكونغو الديمقراطية. وأطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية في عام 2021، بالتعاون مع الشركات الصينية، برنامج "بناة مصر الرقمية"، والذي يقدّم منحًا دراسية إلى 1000 طالب متميز كل عام لدعم دراساتهم الإضافية في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والأمن السيبراني وغيرها من المجالات. وفي هذا السياق، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري عمرو طلعت، إن الشركات الصينية تساعد الدول الأفريقية بصدق في إنشاء البنية التحتية الرقمية مثل مراكز البيانات ومراكز الخدمات السحابية. وتوقع أن تقدم الشركات الصينية المزيد من التدريب للمشاركين في برنامج "بناة مصر الرقمية"، لمساعدة الدول الأفريقية بشكل أكبر في مجال التقنيات الرقمية، على غرار الذكاء الاصطناعي.