وقعت وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، اليوم، مذكرة تفاهم مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالسعودية، لإطلاق المرصد العربي للترجمة ضمن المشاريع التي تنفذها المملكة مع منظمة "الألكسو"، والذي سيُوفر قاعدة للبيانات الببليوغرافية الرقيمة والخدمات في قطاع الترجمة. ويأتي إنشاء المرصد في وقتٍ يشهد ازدياد في دور المؤسسات الوطنية السعودية لدعم أعمال المنظمات الدولية الثقافية، ومن بينها "الألكسو" خلال الفترة الماضية، انطلاقًا من دور المملكة العربية السعودية المؤكد على أهمية تعزيز التعاون بين دول العالم لتحقيق الأهداف السامية للمنظمات الدولية. وقدم سمو وزير الثقافة شكره وتقديره للرعاية الملكية السامية لهذه المبادرة، ودعم القيادة الرشيدة لمسيرة العمل العربي المشترك، مؤكداً سموه اعتزاز وزارة الثقافة بعلاقات التعاون والتواصل مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو). وقال سموه: "إن تأسيس المرصد العربي للترجمة سيُسهم بشكلٍ مباشر وفعال في تبادل المحتوى المعرفي داخل المجتمع العربي". وأضاف سموه بأن المرصد "يُترجم الحرص الذي توليه المملكة لإبراز مكانة اللغة العربية عالمياً، والتميز في حفظ ورقمنة البيانات الببليوغرافية للترجمة عبر جمع أكبر قدر من المعلومات وقواعد البيانات المتنوعة التي تساهم في تنمية وتطوير قطاع الترجمة، ودعم استمرارية مهنتها كون المرصد يعد رافداً لها بالعالم العربي من خلال التعاون والتكامل وتبادل الخبرات والمعارف بين المرصد العربي للترجمة والجهات والمنظمات والمؤسسات والأفراد، لضمان التميز والريادة في مجال الرصد والتوثيق والتحليل ودراسات القطاع، وبالتالي تحقيق النجاحات والإنجازات المستدامة". من جانبه، قدم معالي مدير عام منظمة "الألكسو" الأستاذ محمد ولد أعمر شكره الجزيل إلى المملكة ممثلة في وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة، على هذه الشراكة النوعيّة التي تعزز التعاون بين المنظمة والسعودية في مجالات التربية والثقافة والعلوم، وتنسيق الجهود العربية لدعم مسيرة الترجمة العربية، وإنشاء بوابة للتبادل المعرفي والثقافي، بما يُسهم في بناء مجتمع عربي معرفي وتنمية اقتصادية، وجعل المرصد مرجعاً رائداً للترجمة المعتمدة من اللغة العربية وإليها. وقال: "تأتي هذه الشراكة في وقت يحتاج فيه العالم العربي إلى مواكبة الحراك المعرفي والثقافي العالمي وتبادل الخبرات والمعارف مع جميع دول العالم، الأمر الذي يجعل الترجمة من اللغة العربية وإليها أحد أهم المشاريع في هذا العصر، والتي ينبغي تطويرها وفق أحدث التقنيات"، مضيفاً: "ولعل المرصد العربي للترجمة الذي ينشئ في الرياض يؤسس لمفاهيم جديدة نظراً لما يوفره من تبادل المحتوى المعرفي وربط قنوات الترجمة من خلال رصد وتوثيق حركة الترجمة في الدول العربية، ودعم الترجمة الاحترافية والصناعة للممارسين، وتحفيز العلوم والمعرفة من خلال دعم المرصد بالبحوث التخصصية، وحصره وتقديمه للبيانات الدقيقة والإحصائيات الحديثة عن واقع وحراك قطاع الترجمة". ويُعد المرصد العربي للترجمة سادس جهة إقليمية لمنظمة "الألكسو" وثالث جهة منذ إنشائها، حيث يتبع لها خمسة مراكز خارجية اثنين منها تم إنشاؤهما قبل تأسيس المنظمة، ويأتي المرصد بعد 32 عام من إنشاء آخر مركز خارجي للمنظمة، كما أنه يُعد ثاني جهة إقليمية ودولية تؤسس في المملكة العربية السعودية تابعة لمنظمات التربية والثقافة والعلوم، بعد المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم العام تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، الذي أنشئ قبل 8 سنوات. ويأتي المرصد كمنصةٍ متخصصة، تتمثل في قاعدة بيانات ضخمة لببليوغرافية الكتب المترجمة -من اللغة العربية وإليها- المنشورة في المملكة والعالم العربي، وتسمح بإدارة العمليات الإحصائية بكفاءةٍ وفعالية، وتحقق الشفافية في عرض البيانات، حيث تعرض دليل دور النشر العربية، وجمعيات الترجمة والمترجمين العرب، والمترجمين غير العرب ممن يقدمون خدمات الترجمة العربية. ويهدف المرصد العربي للترجمة إلى توثيق حركة الترجمة في العالم العربي؛ لدعم مسيرة الترجمة العربية، وتنسيق الجهود الترجمية وتوحيدها، ويرتكز دوره على حصر وتقديم البيانات الدقيقة والإحصائيات الحديثة عن واقع وحراك قطاع الترجمة؛ ليكون قاعدة بيانات رقمية، ويدعم تأسيس خطة عربية موحدة لحركة الترجمة في الوطن العربي تسهم في نقل وتوطين المعرفة عبر تقديم نهج مبتكر للبيانات يجمع بين أحدث التقنيات. ويحتوي المرصد على عددٍ من الأقسام التي تقدم من خلالها جملة من الخدمات التخصصية التي ستجعل منه المرجع العربي الرقمي الأول في مجال الترجمة، وهي أقسام: ببليوغرافية الكتب المترجمة، الدراسات والأبحاث في مجال الترجمة، دليل دور النشر والمترجمين، وخدمات المستفيدين من المهتمين والممارسين في القطاع الترجمي محلياً ودولياً. وتنقسم مساراته إلى أربعة مسارات رئيسية، وهي: "الشراكات الاستراتيجية" عبر تطوير وبناء شراكات مستدامة مع الجهات ذات العلاقة في قطاع الترجمة لتوثيق نشاطها الترجمي، و"الرصد والتوثيق" عبر جمع أكبر قدر من المعلومات وقواعد البيانات المتنوعة التي تسهم في تنمية وتطوير القطاع بالعالم العربي، و"منح الدراسات والأبحاث" المتخصصة في مجال الترجمة، والأبحاث السوقية الدورية ورفع تقارير دورية بأهم المؤشرات الإحصائية والاقتصادية، إلى جانب "الخدمات التنفيذية" التي تسعى لخلق مصادر دخل رئيسية ومستدامة للمرصد؛ لدفع عجلة التطوير محلياً وإقليمياً. ويعكس اهتمام المملكة وإيمانها بأهمية العمل مع المنظمات الدولية ومحيطها الإقليمي، ما أقامته الجهات السعودية ذات الصلة بمجالات عمل المنظمة من مبادرات ومشاريع مشتركة، مثل اختيار الدرعية العاصمة العربية للثقافة 2030م، واستضافة محافظة العُلا خلال شهر يناير الماضي اجتماع المجلس التنفيذي لـ "الألكسو"، للمرة الثانية بعد 42 عام من أول اجتماع استضافته المملكة. ويضاف لذلك إطلاق برنامج الموهوبين العرب مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، وتوقيع مذكرة تفاهم بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز و "الألكسو"، للنهوض بالثقافة التكنولوجية والأمن السيبراني في العالم العربي ووقاية الطفولة والشباب العربي من مخاطر المعلوماتية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم بين "الألكسو" ومنتدى الجوائز العربية في المجالات التربوية والثقافية والعلمية، حيث أصبحت "الألكسو" عضواً في الجمعية العمومية للمنتدى، وتمت إضافة 3 جوائز لها ضمن الجوائز العربية المعتمدة في منظومة جوائز المنتدى. كما عقدت جامعة الملك فيصل في الأحساء المؤتمر الدولي الأول للأمن الغذائي والاستدامة البيئية، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة ومنظمة "الألكسو"، خلال الفترة 7-9 مارس 2022م، وقبل ذلك تنظيم اللقاء الافتراضي الذي حمل عنوان "الألكسو في السعودية" كأول لقاء في تاريخ الألكسو مع دولة عربية، بمشاركة 50 جهة وطنية و70 قائداً من مؤسسات وجهات حكومية وخاصة وغير ربحية، والذي عرضت فيه الألكسو رؤيتها ومبادراتها وبرامجها المختلفة؛ لبحث سبل التعاون.
مشاركة :