ينتهي عهد الرئيس اللبناني يوم الاثنين المقبل دون توصل نواب لبنان إلى انتخاب رئيس جديد بعد أربع جلسات انتخابية دعا إليها رئيس البرلمان اللبناني انتهت بالفشل وظهرت كمسرحية وسط تمسك كل فريق من النواب بمواقفه . رغم ضغوط الدول الخارجية في طليعتهم فرنسا والولايات المتحدة ودعوة الدول أصدقاء لبنان يبدو أن الفراغ الرئاسي هو سيد الموق. غدا الخميس يوقع لبنان اتفاقية ترسيم الحدود مع الاحتلال الاسرائيلي بفضل المبعوث الأمريكي اموس هوكشتاين. يمثل هذا الترسيم تطور هام للبنان كون حزب الله يلتزم عدم التعرض لحقل كاريش الإسرائيلي ويضمن نوع من سلام، كما يمكن توتال اينيرجي الفرنسية البدئ بالتنقيب عن الغاز. فرغم أن توقعات اللبنانيين بالنسبة للغاز متفائلة بشكل كبير كثر خبراء النفط والمسوؤلين في توتال اينيرجي يحذرون من المبالغة في التفاؤل. يقولون إن إذا تواجدت كميات غاز ستكون متواضعة قد تكفي إلى الاستهلاك المحلي وأنها لن تأتي إلا بعد خمس سنوات. فلا يمكن معرفة مضمون حقل قانا اللبناني طالما لم يحفر بئر وهذا يتطلب حوالي ستة إلى ٨ اشهر لنقل المنصة إلى البحر . في هذا الوقت النواب اللبنانيين باقون على خلافاتهم واقتصاد البلد منهار والشعب هلك من الفساد والفقر والتشاؤم من مستقبل يتراجع . حصل النائب ميشيل معوض على ٣٦ صوت من المعارضة في الجولة الرابعة من مسرحية الانتخاب الرئاسي . وهو ابن الرئيس الراحل الشهيد ريني معوض الذي تم اغتياله بعد ١٥ يوم من انتخابه ولكنه لم يتمكن من اقناع النواب الجدد وهم ١٣ ليصوتوا له علما بأنه مرشح يحظى بالتقدير لكفاءته ونزاهته. لكن حزب الله وحلفائه لا يريدونه لأنه سيادي ويرفض أن يكون تابع للحزب وايران، فالفراغ سيسود ونبيه بري قد يدعو إلى جولة خامسة للتصويت تكون بمثابة مسرحية أخرى مع حزب الله وحلفائه تيار الوطني الحر حزب جبران باسيل صهر الرئيس ميشيل عون وهو رئيس الظل المعطل لكل شيء في البلد لأنه يريد كل النفوذ له. فقيل إن حزب الله طلب منه الاتفاق مع مرشح الحزب سليمان فرنجية الذي قال إن باسيل طلب منه الموافقة له إن يعين قائد الجيش وحاكم البنك المركزي وإن تبقى وزارة الطاقة معه إذا أراد أن يصوت له. أي إنه يريد البقاء رئيس الظل وتجريد فرنجية من نفوذ الرئاسة يخرج الرئيس ميشيل عون من قصر بعبدا يوم الاثنين المقبل والبلد في "جهنم " مثلما حذر الشعب يوما. إن الفراغ والمجهول سيدا الموقف، الرهان هو أن قد يتم الاتفاق في النهاية بعد الضغوط الشديدة من الدول الخارجية على انتخاب قائد الجيش جوزيف عون الذي قد يحصل بعد مدة فراغ طويلة على توافق الأطراف اللبنانية والخارجية التي ما زالت مهتمة بلبنان الذي تراجع جدا في لائحة اهتمامات الدول العربية الأساسية والدول الغربية الكبرى . وحدها فرنسا ما زالت مهتمة بلبنان . حتى إن الرئيس ايمانويل ماكرون خلال لقائه قداسة البابا فرانسيس يوم الاثنين طلب منه أن يهتم بالملف اللبناني وطلب منه أن يعمل من أجله . ولكن اليوم وسط الخلافات العميقة بين اللبنانيين وحدها الصلاة تكون مفيدة للبلد لأن المسوؤلين فيه أغرقوه بخلافاتهم وفسادهم وتبعيتهم لإيران. فهناك الكثير من الشخصيات اللبنانية الكفوؤة على تولي المنصب لو يترك حزب الله لبنان ينتعش ويصوت إلى شخص محترم فاضافة إلى ميشيل معوض هناك كثيرين منهم وزير المال السابق جهاد ازعور الذي يشغل منصب مرموق في صندوق النقد الدولي وهو معروف لنزاهته وخبرته الاقتصادية وأمثاله العديد من الشخصيات التي بإمكانها أن تفتح صفحة جديدة من فترة أفضل في لبنان ولكن لسوء الحظ تعود البلد على التدخل الخارجي لحل مشاكله وانتخاب الرئيس في لبنان في التاريخ كان دائما بفضل تدخل خارجي . وعندما يطول الفراغ وتسوؤ الأمور بشكل كبير يأتي التدخل لدفع الانتخاب. ولكن العالم اليوم منهمك بحرب روسية في أوكرانيا وبالوضع الإيراني ورفض البلد العودة الى الاتفاق النووي فلم يعد لبنان أولوية لأحد. المستقبل اللبناني أسود إذا بقيت الأوضاع كالآن مع شعب ليس لديه ادنى الاحتياجات من كهرباء إلى ماء أو طاقة أو أدوية مع قطاع صحي يتدهور.
مشاركة :