أكمل مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي مؤخراً أول وأكبر مشروع تجريبي للعملات الرقمية للبنوك المركزية بنجاح، وذلك بالتعاون مع سلطة النقد في هونج كونج وبنك تايلاند ومعهد العملات الرقمية التابع لبنك الشعب الصيني وبنك التسويات الدولية، حيث نفذ 20 بنكاً تجارياً مشاركاً معاملات ذات القيمة الحقيقية نيابةً عن عملائها من الشركات العابرة للحدود، وذلك كجزء من مشروع الجسر "mBridge" التجريبي. ويعكس نجاح هذا المشروع، الذي يعد الأول للعملات الرقمية للبنوك المركزية لاستخدام المؤسسات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سعي المصرف المركزي لإنشاء بنية تحتية مالية ذات مستوى عالمي وأنظمة دفع مبتكرة، تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة لدعم التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات وتمكين التنوع والنمو في القطاع المالي. وخلال المرحلة التجريبية للمشروع استخدمت البنوك التجارية في الدول الأربع منصة "الجسر" لإجراء أكثر من 160 معاملة لصرف العملات الأجنبية والمدفوعات، بلغ إجمالي قيمتها80 مليون درهم إماراتي ما يعادل 22 مليون دولار أمريكي على مدى ستة أسابيع. وأظهرت نتائج المشروع إمكانية إجراء معاملات التسوية النقدية عبر الحدود بشكل أكثر أماناً وسرعة وبتكلفة منخفضة باستخدام العملات الرقمية المصدرة من المصارف المركزية، والتي تم تحديدها كأولوية اقتصادية لمجموعة العشرين، الى جانب العائدات والآثار الإيجابية على التجارة الإقليمية والدولية والجهات المشاركة. كما يقدم المشروع، المصمم لمختلف العملات والدول ويتخذ من العملات الرقمية للبنوك المركزية أساساً له، حلاً فعّالاً قابلاً للتطوير ومتوافقاً مع الأنظمة للمدفوعات العابرة للحدود. وبهذه المناسبة، صرّح معالي خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي: "يجسد مشروع "الجسر" رؤية القيادة الرشيد في أن تكون دولة الإمارات الرائدة في تطوير وإصدار العملات الرقمية للبنوك المركزية والمركز الإقليمي الأمثل للبنية التحتية المالية المتقدمة، وأن يكون مصرف الإمارات المركزي ضمن أفضل المصارف المركزية في العالم." وأوضح معاليه أن المشروع هو جزء من مبادرات المصرف المركزي لدعم تنافسية القطاع المالي وتنوعه ونموه بما يتماشى مع الاتجاهات الاقتصادية للدولة، مؤكداً مواصلة المصرف المركزي في العمل على وضع إطار الحوكمة الصحيح للعملات الرقمية للبنوك المركزية القابلة للتشغيل المتبادل لتقديم فوائد ملموسة للشركات والمستهلكين.
مشاركة :