أكد جون كيري، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للمناخ، أن الإمارات تحقق إنجازات استثنائية متقدمة، لاسيما على صعيد التكنولوجيا، في مكافحة التغير المناخي، وتضطلع بدور رائد ليس فقط إقليمياً، ولكن أيضاً عالمياً في هذا المجال. وقال كيري، خلال إحاطة إعلامية حضرتها «الاتحاد» عبر الهاتف: ندرك تماماً أن الإمارات ستستضيف قمة «كوب 28» بصورة فعّالة ومتطورة وشاملة العام المقبل، مشيراً إلى أنه كان من بين مؤيدي استضافة الدولة لمؤتمر قمة المناخ «كوب 28» في 2023. وأشار كيري الذي شغل منصب وزير الخارجية الأميركي خلال الفترة من 2013 إلى 2017، في رد على سؤال لـ«الاتحاد»، إلى أن الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، منوّهاً إلى حرص الإمارات على نجاح قمة المناخ «كوب 27» التي تستضيفها مصر في شرم الشيخ خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، ومن ثم، البناء على ما تحقق من أجل المضي قدماً في «كوب 28» التي ستستضيفها أبوظبي. ووصف كيري قمة المناخ في شرم الشيخ بأنها قمة «الإنجاز» لمتابعة تنفيذ الوعود التي قطعها قادة الدول في قمة المناخ التي عقدت بمدينة غلاسكو الإسكتلندية العام الماضي، والتأكد من الحصول على الالتزامات الضرورية التي لم تُتخذ بعد، لافتاً إلى أن علماء المناخ يؤكدون بالأدلة العلمية على أنه من الضروري القيام بكل ما نستطيع من أجل الحد من مستويات ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية أيضاً. وحذر كيري من أن عدم القيام بذلك يعني أننا نجلب مزيداً من الدمار لأنفسنا وللكوكب، بما في ذلك التأثير على الحياة البحرية في المحيطات، وحالات الطقس المتطرفة، إلى جانب كثير من التبعات الأخرى لعدم إنجاز ما يتعين علينا إنجازه. وتتجه الأنظار حالياً إلى قمة المناخ في شرم الشيخ التي يشارك فيها قادة العالم، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، كما يحضرها آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم. وقال كيري: أنا واثق من أننا إذا قمنا بما نجيد القيام به بالفعل، مع الاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة، فمن الممكن الانتصار في معركة التغير المناخي، موضحاً أن قمة شرم الشيخ فرصة للاجتماع سوياً وقياس ما تحقق، ومعرفة ما ينبغي القيام به من أجل المضي قدماً في الاتجاه الصحيح. وأعرب عن سعادته بأن المنطقة تحتضن هذه الفاعلية المهمة، لافتاً إلى الجهود الكبيرة التي تحققت في الإمارات ومصر، مشيراً إلى العمل مع القاهرة على اتفاقية بالتعاون مع بنك التنمية الأوروبي لتمويل استخدام الطاقة النظيفة. وذكر أن الحكومة المصرية ملتزمة بتقليص استخدام الغاز في توليد 5 جيجاوات من الكهرباء، وإنتاج 10 جيجاوات من الكهرباء من الطاقة المتجددة. وأشاد كيري بالجهود الاستثنائية لدولة الإمارات في الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة المرتبطة بمكافحة التغير المناخي، وتشجيع المؤسسات على المشاركة في التحول إلى الطاقة المتجددة، والتخطيط للمستقبل، مضيفاً: «إنها قيادة قوية ومهمة». وفي هذه الأثناء، دعا كيري إلى مساعدة الدول النامية، لاسيما في أفريقيا، على التصدي لتداعيات التغير المناخي، مؤكداً ضرورة إيجاد آليات لتقديم التمويل اللازم لمساعدة الدول على التحول إلى الطاقة النظيفة. وأضاف: «ندرك أن الغالبية العظمى من التأثير المتسبب في حدوث التغير المناخي تأتي من 20 دولة الأكثر تقدماً في العالم، في حين أن نحو 40 دولة وخصوصاً في أفريقيا جنوب الصحراء مسؤولة عن قدر ضئيل جداً من التغير المناخي، والقارة الأفريقية بأسرها مسؤولة عن 3 في المئة فقط من الانبعاثات الكربونية، في حين أن 17 من الدول الأكثر عرضة للخطر في أفريقيا». وقال: «لا بد من تصحيح هذا الوضع، وهو ما تؤيده الولايات المتحدة عبر تقديم التمويل اللازم للتكيف وإنشاء برنامج طارئ للتكيف والمرونة عبر تخصيص 12 مليار دولار على مدار 5 أعوام، وهناك 3 مليارات دولار مخصصة العام الجاري لهذا الغرض». وأكد كيري ضرورة مواجهة أزمة المناخ خلال العامين المقبلين، محذراً من أنه لا يمكن تجاهل الحقائق العلمية بشأن ما يحدث نتيجة زيادة الانبعاثات الكربونية، ولا بد من حصول جميع الناس في أنحاء العالم على هواء نظيف، لنتمكن من إنتاج الغذاء ومواجهة الجفاف.
مشاركة :