دشّن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الهوية المؤسسية، ومنصة الإقراء الإلكترونية العالمية، والموقع الإلكتروني بحلته الجديدة لمجمع القرآن الكريم بالشارقة، وذلك خلال حفل شهده سموه بمقر المجمع صباح أمس. بدأ الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تفضل بعدها صاحب السمو حاكم الشارقة بضغط زر تدشين الهوية المؤسسية، ومنصة الإقراء الإلكترونية، والموقع الإلكتروني لمجمع القرآن الكريم، بعدها شاهد الحضور عرضاً مرئياً تناول رؤية المجمع وأهداف المنصة والموقع والهوية. تستلهم الهوية البصرية المؤسسية للمجمع شعارها «الإبداع والريادة في خدمة القرآن الكريم» من رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة ومؤسس المجمع، وترمز إلى جهود المجمع في تطبيق أعلى معايير الجودة، وتحقيق الأهداف المرسومة له، ويعكس تنفيذ شعار الهوية الجديد محاكاة التصميم الهندسي البديع للمجمع من جهة، وخط المصحف الشريف من الجهة الأخرى. ويتميز الموقع الإلكتروني للمجمع بتصميم جذاب وبمعايير عالمية ذكية تتناسب مع الأجهزة الحاسوبية والمحمولة كافة، ليسهل مطالعته من جميع أنحاء العالم، إلى جانب خاصية التجول الافتراضي التي تمكن زائر الموقع من التجول في متاحف وأروقة المجمع المتنوعة واستكشاف ما تتضمنه من كنوز تاريخية نادرة، بالإضافة إلى الأرشيف الذي يتضمن جميع المخطوطات القرآنية الخاصة بالمجمع، والتي يرجع تاريخها إلى مئات السنين. وتعتبر مقرأة الشارقة الإلكترونية العالمية منصة متميزة تسهّل التحاق الطلبة بالمجمع من جميع أنحاء العالم، وتتيح لهم التواصل المباشر مع معلميهم لتلقي القرآن الكريم بالقراءات المتواترة، وتخريج قراء مجازين بالسنّد المتصل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتعتمد المنصة تقنيات حديثة في الاتصال المرئي والصوتي، وذلك لتمكين الطلبة من سهولة التواصل، مع مرونة استخدام الوقت المناسب، بما يراعي فرق التوقيت بين الشارقة ومختلف مدن العالم، وتوفر نظام تقييم دورياً للطلبة يمكّن المشرفين والإداريين من متابعة جلسات الإقراء الحيّة والمسجلة لقياس جودة الأداء، ورفع كفاءة العملية التعليمية. وكان الدكتور خليفة مصبح الطنيجي، رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، قد ألقى كلمةً رحب فيها بصاحب السمو حاكم الشارقة، مشيراً إلى جهود ومتابعة ونظرة سموه الثاقبة للمجمع الذي أصبح أحد المجمعات العالمية المتميزة بما أنجزه من نجاحات كبيرة على مستوى أهدافه وتوجهاته. وأشار إلى ما يمثّله المجمع كمؤسسة تعليمية متخصصة، وما يسعى إلى تقديمه، وقال: «إنّه درة معرفِيّة وأيقونة حضارية، جمعت بين جمال المظهر وجلال الجوهر، وأصبحت مَضْرِبَ المثل في التميز والإبداع، يسير بِخُطى ثابتة وبصيرة ثاقبة، يسعى للابتكار والتجديد بعيداً عن التَّكْرار والتقليد، له بصمته الخاصة ورؤيته الفريدة، يربط الحاضر السعيد بالماضي التليد، ويُظْهِر عظمة القرآن المجيد، وتراثَ الأُمّة العتيد». وتناول الفوائد المتعددة والفرص التي توفرها المنصة الإلكترونية الجديدة، مؤكداً أنها أصبحت قبلةَ الحفظة من كل البلدان، تهوى إليها أفئدتهم، ويجدون فيها بُغْيتهم، فالمجمع يحفل بالعلماء، ويضم خيرة مشايخ الإقراء، ساعِين لأداء رسالة القرآن بفهم سليم واعتدال. وقال: «مهما نَأَت الأماكنُ وبعُدت، ومهما طالت المسافات وامتدت، فشعاع الشارقة إليها ينفذ، ونور القرآن إليها يمتدّ، ليصل القرآن الكريم إليها غضاً طرياً كما أنزل، على الوجه الأكمل، والأداء الأمثل، فبمنصة الإقراء نختصر المسافات، ونختزل الأوقاتِ، ونقرب المعارفَ والمعلومات». واختتم رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة كلمته بالشكر والعرفان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على تشريف التدشين، وجهوده المباركة في خدمة القرآن الكريم وطلبته ودارسيه. وألقى الدكتور شيرزاد عبد الرحمن طاهر، الأمين العام لمجمع القرآن الكريم، كلمة استعرض فيها ما حققته المقارئ الإلكترونية بالمجمع، حيث عملت على تغطية الطلبة في 160 دولة في العالم، لتتخطى بذلك مثيلاتها من المشاريع القرآنية العالمية. وتناول جهود المجمع في استقطاب كوكبة من علماء القراءات من المجازين بالقراءات السبع والعشر الصغرى والعشر الكبرى ومن حفظة المتون وحملة الدرجات الأكاديمية، وعددهم 53 كأكبر تجمع لعلماء القراءات في مجمع واحد، وهو أحد أسرار الإقبال على المجمع من الطلبة من جميع الدول. وتخلل الحفل عرض نماذج من التلاوات من خلال منصة المقارئ الإلكترونية العالمية والتي شارك فيها طلبة من الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية البرازيل. وشاهد الحضور فيلماً مصوراً من إنتاج المجمع يحكي قصة كتابة القرآن الكريم وتوثيقه عبر التاريخ، ويكشف عن الدور التاريخي للمجمع في المحافظة على المصحف الشريف وتوارثه عبر الأجيال. حضر حفل التدشين إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعبدالله خليفة السبوسي، رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، وسلطان مطر بن دلموك الكتبي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسُنة النبوية، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وعدد من مسؤولي المؤسسات العلمية والقرآنية.