رحم الله فيصل بن عبدالعزيز حينما كان توجهه في عدم استخدام البترول كسلاح يوجه ضد الإنسانية .. وكان بعيد النظر -يرحمه الله- إذ قال إن الشطط برفع أسعار البترول سيضطر العالم إلى السعي إلى إيجاد بدائل من شأنها أن تؤثر سلبا على البترول كمادة اقتصادية أساسية وقد كان .. إذ أن الصراع والسباق في حلبة الأوبك وفي الدول المنتجة الأخرى الخارجة عنها كانت تحكمه إدارات ليس لها البعد الذي يرقى إلى ما صدر عن الملك فيصل .. الملك الحكيم.. وكان من جراء التسابق على الإنتاج أن أصبحت الدول الكبيرة تعمد إلى التخزين .. الأمر الذي جعل هذا الانحدار الكبير في أسعار البترول كمادة إستراتيجية .. وسحبوا البساط من تحت أقدام الدول المنتجة والتي كانت هي سيدة الموقف .. هكذا إذن وجدت الشعوب المرتبطة في أساسيات اقتصادها أنها تسبح في الهواء. الله يريد بنا خيرا: ورحم الله الأمير ماجد بن عبدالعزيز .. الذي كان صالونه الأدبي يعج يوميا تقريبا بالزائرين .. وكان النقاش حيا يتابع الأحداث .. وكان سموه يجيد ثقافة الصمت وعندما يتدخل فإنما هو يصدر عن ثقافة عريضة ورأى سديد .. كان الوقت آنذاك تتزاحم فيه الأحداث ما بين تفكك دول الاتحاد السوفيتي وحرب العراق وإيران والحرب بين اليمنيين وتدني أسعار البترول. اليماني وتصريحه المتشائم: كان أحمد زكي يماني نجم الأوبك الأول ورجل البترول الأول الذي شغل الرأى العام من خلال ظهوره المتكرر على شاشات التليفزيونات والجرائد العالمية .. كان أنيقا في مظهره أنيقا في حديثه .. حتى أنه فاز برجل العام على غلاف مجلة تايم التي كانت تقنن وتقيس شخصيات العالم .. وفي كل عام تختار شخصية لها تأثيرها ولعبت أدوارا هامة على الساحة الدولية شغلت معها الرأي العام .. وكان اليماني واجهة إعلامية وكان البترول سيد الموقف .. لكنه أخطأ المرمى عندما توقع أن ينحدر سعر البترول إلى عشرة دولارات للبرميل .. كان ماجد بن عبدالعزيز يقرأ هذه الأحداث المتلاحقة والتي رفعت درجة التأزم بالعالم .. وخاصة في محيطنا وخاض الناس في هذه المواضيع من يعرف ومن لا يعرف .. وكان تعليق أبي مشعل (الله يريد بنا خيرا) واليوم ونحن نعيش تلك الظروف، بل وزيادة فإننا نشكو إلى الله حال الأمة العربية والإسلامية .. وما يحدث في قرية مضايا السورية وما تعكسه التليفزيونات من صور مأساوية تبين مدى الحقد ومدى الكراهية عند حزب الله اللبناني ونظام بشار الدموي مما يعكس غياب الرحمة في نفوس هؤلاء .. وعجبى أن العالم ما زال يتفرج وكأننا في عالم الغاب .. غريب ما يحدث فالاقتتال والجثث والأشلاء والدماء هي المادة الغالبة على نشرات الأخبار. الخوف على أطفالنا: حسبنا الله على تلك الصور التي انطبعت في أذهان صغارنا وهم يرون خبزهم اليومي صور المأساة في سوريا وفي فلسطين وفي العراق وفي لبنان وفي ليبيا وفي اليمن وفي أفريقيا .. أحداث انفلتت بشكل لم يكن مسبوقا .. ولعل سطوة روسيا ودخولها إلى سوريا تحت أنظار أمريكا ودول أوروبا يبعث على الاستغراب .. ويحمل على التشاؤم بأن المستقبل يخيم عليه ظلام دامس تغذيه أطماع شرسة غاب عنها الوعي أو غيب .. وكأنهم لا يخشون رب الكون شديد العقاب. الاقتصاد السعودي والمخاوف: من خلال الأحداث السابقة التي مرت بنا على مراحل في عام 73 والمرحلة التي أشرنا إليها وهذه المرحلة الثالثة ومع ذلك خرجنا -بعد الاعتماد على الله- سالمين بعيدا عن الانكسار أو الخضوع .. ويقيني أن الله سيقينا متى ما كان تلاحم الشعب مع القيادة .. والإيمان بأن الرزق بيد الله لا يستطيع أحد أن يشاركنا فيه .. بل علينا بالصبر وكما قالت العرب «اشتدي أزمة تنفرجي» .. هكذا يقينى بأنه سوف تفرج متى ما تعاونا على البر والتقوى .. وحسبى الله ونعم الوكيل. علي محمد الرابغي
مشاركة :