أنور قرقاش: العلاقات الإماراتية المصرية تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والمصداقية

  • 10/27/2022
  • 20:23
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

- في افتتاحية فعاليات اليوم الثاني من الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الإماراتية المصرية ..أنور قرقاش: العلاقات الإماراتية المصرية تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والمصداقية. القاهرة في 27 أكتوبر /وام/ أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أن العلاقة بين الإمارات ومصر علاقة استراتيجية راسخة، لافتاً إلى التزام الدولتين المطلق بهذه العلاقة، والتي تشهد في هذه المرحلة دفعة قوية برعاية مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأخية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. جاء ذلك خلال مشاركة معاليه بكلمة رئيسية ضمن فعاليات الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الإماراتية المصرية التي تقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وتقام الفعاليات تحت شعار "مصر والإمارات قلب واحد" في العاصمة المصرية على مدار أيام 26، 27، 28 أكتوبر الجاري.وخلال الجلسة أكد معالي الدكتور أنور قرقاش أن ما يميز العلاقات بين البلدين استمراريتها وإيجابيها رغم أن المنطقة لطالما مرت بتوترات سياسية وتجاذبات عديدة، إلا أن علاقة الإمارات ومصر بقيت ممتدة وتزداد ثباتاً وقوة منذ عهد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس أنور السادات، مشدداً على أن البلدان مؤمنان بهذه العلاقة ويمكنهما الاعتماد على بعضهما بغض النظر عن التطورات الجيوسياسية وتقلبات السياسة. وأشار معالي المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أنه على مدى الخمسين عاماً الماضية حافظ البلدان على تعزيز وتوطيد رؤيتها المشتركة وتعاونهما في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، فضلاً عما يربط الشعبين الشقيقين من علاقات أخوة وثقة متبادلة. وأشاد معاليه بالرؤية التنموية العميقة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والنهضة التي يقودها أثمرت عن إنجازات عديدة ممتدة في جميع أنحاء الأراضي المصرية.وأوضح قرقاش أن المنطقة تواجه تحديات عديدة، بدءاً من القضايا المرتبطة بالتنمية والاقتصاد والأمن الغذائي والصحي ووصولاً الى تلك المرتبطة بالاستقرار وقوى التطرف والإرهاب والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول، وهو الأمر الذي رسخ لدى قيادة الإمارات قناعة بأن مواجهة هذه التحديات بحاجة إلى تكتل عربي للدول المعتدلة والمتقاربة في الرؤى والمواقف بحيث نتمكن من بناء سرد عربي خاص بنا ينطلق من مصالح دولنا وشعوبها لتحقيق هدف رئيسي وهو الاستقرار والازدهار وضمان مستقبل مزهر للأجيال المقبلة. وشدد معالي المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أن هذه القناعة متبادلة مع القيادة المصرية، فحالة الانسجام والتقارب في الرؤى تجاه غالبية الملفات والقضايا الإقليمية انسحب على عدد من الدول العربية، مؤكداً أنه يمكن القول إن الإمارات ومصر ومجموعة من الأشقاء العرب تمكنوا بحكمتهم وادراكهم للمخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة من تأسيس نواة عربية ذات ثقل ولديها رؤية طموحة لاستقرار المنطقة وضمان الأمن والسلم فيها، وهي نواة قادرة على وضع تصورها الذاتي لتسوية العديد من التوترات والصراعات التي تشهدها المنطقة. وأكد قرقاش أن الإمارات لديها إيمان مطلق أن مصر تمثل الركيزة الرئيسية لهذا التكتل وهي النواة التي يمكن الاعتماد عليها لنجاح أي مشروع عربي، وهذا التوجه ليس وليد اليوم بل هو قناعة راسخة منذ تأسيس دولة الإمارات، مستشهداً بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بأن "مصر بالنسبة للعرب هي القلب ". وعن طبيعة المشهد العالمي في الوقت الراهن قال قرقاش: "يشهد العالم اليوم حالة من عدم اليقين، وهناك تغيرات عميقة على مستوى النظام الدولي الذي يتسم بحالة من الاستقطاب والصراع على النفوذ، وفي خضم كل هذا التعقيد على المسرح العالمي تعيش منطقتنا تحدياتها ومشاكلها الداخلية، ومن هنا كان التحرك الإماراتي المصري نحو تفعيل قنوات التواصل والتعاون والتكامل العربي لتعزيز العمل المشترك وتوحيد الجهود والخروج برؤية عربية قادرة على الوقوف أمام هذه التغيرات بما يضمن مصالح الدول والشعوب العربية". وأضاف قرقاش: "المواقف المشتركة والموحدة للبلدين عززت من قدرتهما على الوقوف في وجه الكثير من المخططات الخارجية الرامية إلى زعزعة الاستقرار، ولعل الموقف الحاسم في وجه التنظيمات المتطرفة والإرهابية يأتي في صدارة هذه المواقف، فقد كان للإيمان والرؤية الموحدة لمصر والإمارات الدور الكبير والفاعل في مواجهة هذه الآفة التي أُريد لها أن تنتشر وتتغلغل في دولنا مستهدفة إضعاف وتدمير الدولة الوطنية وكل ما يرتبط بها". وأشار معالي المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة إلى فوضى السنوات الماضية، والتي لامست توجهات وقناعات الكثير من القوى الدولية، ما حتّم على الإمارات القيام بموقف واضح وحاسم مع الدولة المصرية، وقال: "انطلاقاً من الإيمان الراسخ في مصر والإمارات بأن كل منهما يمكنه الوثوق والاعتماد على الآخر، كانت وقفتنا مع مصر وشعبها، فكما كانت مصر معنا دائماً كُنا لها سنداً وعوناً، فعلاقتنا مع مصر من أهم العلاقات مهما اختلفت الظروف وتغيرت الأحوال فمصر ركيزة أساسية من ركائز الاستقرار العربي، وهذا مبدأ من مبادئ علاقاتنا العربية منذ تأسيس الإمارات". وأكد قرقاش أن العلاقة المميزة بين البلدين والمبنية على رؤية تؤمن بضرورة إيجاد عمق استراتيجي عربي كانت انعكاساً مباشراً على تعزيز وتفعيل التواصل بين الدول العربية، وهو ما شهدناه في العديد من اللقاءات التي استضافتها مصر والإمارات خلال السنوات الماضية، والتي اسفرت عن بناء موقف عربي إزاء الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، بحيث تمكّنا من خلال التنسيق العربي المستمر من طرح رؤية متماسكة وطموحة لمستقبل دولنا ضمن منظور خاص يضمن مصالحها وينطلق من أرضية صلبة قائمة على التفاهم والتعاون العربي. وأشار قرقاش إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبيل جمع الدول العربية وبناء تقارب عربي يستند إلى الوضوح والمصداقية والتفاهم ما يعززه بناء شراكات اقتصادية وتنموية بحيث ينعكس هذا التقارب في الرؤى السياسية على المصالح الاقتصادية والاستفادة المتبادلة من الفرص المتاحة في كل دولة من الدول العربية، بما يصب في النهاية في توطيد عناصر العمق الاستراتيجي العربي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وقال معالي المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة: "واليوم ونحن نشهد حالة من الحراك العربي الفاعل والذي تقوده مصر والإمارات وعدد من الأشقاء ندرك تماماً بأن الدور الإماراتي المصري أثبت بأنه قادر على تفعيل منظومة العمل العربي المشترك والتصدي للعديد من المشاكل والتي لا تنحصر في المشاكل السياسية بل تتعدى ذلك إلى القضايا الاقتصادية والتنموية والأمن الغذائي والصحي وغيرها من القضايا، وهذا ما يعطي المنطقة نوعاً من الثقل الإقليمي ضمن نظام دولي تتنازعه الأقطاب". وعبر قرقاش عن اعتزازه بحجم الانجاز الذي تحقق في العديد من الملفات الإقليمية نتيجة التعاون الإماراتي المصري لاسيما أنه في منطقة من أكثر مناطق العالم تأثراً بالمشهد الدولي نظراً لطبيعتها الجيوسياسية والجغرافية، ما حتم تعزيز الرؤى المشتركة والبحث في سبل جديدة لمواصلة العمل بما يخدم مصالحنا ومصالح كافة شعوب المنطقة انطلاقاً من التعامل العقلاني والواقعي الذي ميز القيادة في كلا البلدين الشقيقين. وقال قرقاش: "لعل ما يجعلنا أكثر تفاؤلاً هو أن الرؤية الإماراتية المصرية لمستقبل المنطقة أثبتت نجاعتها وقدرتها على تسوية الكثير من النزاعات والصراعات ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ولعل ما مكّننا من تخطي العديد من الصعاب هو أن رؤيتنا متجذرة ومستندة إلى تاريخ طويل من الثقة والاعتماد المتبادل والوضوح والمصداقية، وهذا ما انعكس على فعالية عملنا السياس ي والدبلوماسي المشترك". وأشار قرقاش إلى الدور الكبير الذي تقوم به الإمارات ومصر في الملفات المهمة للإنسانية وفي مقدمتها القضايا المتعلقة بالتغير المناخي، وهذا ما يتضح من خلال استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 27) هذا العام واستضافة الإمارات للنسخة المقبلة من المؤتمر العام المقبل، مما يعزز الدو ر الرائد للدولتين في هذا المجال. وفي ختام الجلسة أكد معالي المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أن الرؤية المشتركة خلال السنوات الخمسين الماضية تشكل رافعة صلبة لرؤية الخمسين سنة المقبلة، وهي رؤية طموحة وواعدة مفادها بأن المنطقة قادرة على تغيير الواقع والخروج من عباءة التراجع والتشرذم وعدم الاستقرار إلى فصل جديد من الاستقرار والتنمية والازدهار، وهو ما تعمل عليه الإمارات ومصر، فالإيمان مشترك والهدف واحد وهو مصلحة شعوبنا وتنمية دولنا وضمان مستقبل مزهر للأجيال المقبلة. -مل-

مشاركة :