استقبلت الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في مقر الأمانة العامة للمجلس بدبي، أمس، فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، الذي قدم التهنئة لها بمناسبة انتخابها لرئاسة المجلس كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط. جرى خلال اللقاء الذي حضره الدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس، بحث سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيزها على مختلف الصعد، بما يعكس رؤية وتوجهات قيادتي البلدين وما يرتبط به البلدان من علاقات أخوية متينة، فضلاً عن تعزيز علاقات التعاون البرلمانية وتبادل الزيارات بين المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الأعيان الأردني، مع التأكيد على أهمية إنشاء لجنة صداقة برلمانية بين الجانبين لأهمية دورها في تعزيز العلاقات وتنسيق المواقف في الفعاليات البرلمانية، إضافة إلى دورها على مستوى الدولتين لتسهيل التعاون في المجالات المختلفة بما يعود بالنفع المباشر على الشعبين. وأكد الجانبان خلال اللقاء وجود العديد من فرص التواصل وتقوية العلاقات التي تعكس اهتمام وحرص البلدين على تطوير وتنمية علاقات التعاون بينهما في العديد المجالات بجانب المجالين البرلماني والسياسي، ومن أبرزها القطاعات الثقافية والتعليمية والاقتصادية والاستثمارية. وأشادت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بالعلاقة الأخوية التي تجمع دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، التي بدأت منذ عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الملك حسين بن طلال، رحمه الله، مضيفة إن هذه العلاقات تعد نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية وفي التضامن الأخوي الصادق والدعم المتبادل. وتطرقت القبيسي والفايز إلى أهمية التعاون الدولي في احتواء التهديد الخطر الذي يشكله الإرهاب والتطرف على دول العالم وشعوبها، كونهما لا يعرفان حدوداً ولا قيوداً، ويشكلان تهديداً للأبرياء في كل مكان في العالم، وأكد الجانبان أهمية قيام البرلمانات بدور مواز للسياسة الخارجية للدول العربية إزاء التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة العربية بشكل عام، والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين على وجه الخصوص، مشددين على أهمية توحيد المواقف تجاه العبث بالأمن القومي للدول العربية، والتدخل في الشؤون الداخلية والتعدي على مبادئ الشرعية بشتى الوسائل، وعدم الاقتصار على المواقف السياسية فقط، بل لابد أن تتبعها مواقف في القطاعات الاقتصادية والتجارية. وأكد الفايز، في إطار جهود المملكة الأردنية للتصدي للإرهاب ومحاولة إلصاقه بالدين الإسلامي، وهو منه براء، على أهمية المضامين والمحاور التي تضمنتها رسالة عمان لشرح القيم الإنسانية السامية التي ركز عليها ديننا الحنيف، خاصة في ما يتعلق بمفاهيم الاعتدال والوسطية، مضيفاً أن رسالة عمان التي أصبحت منذ أن أطلقها الملك عبدالله الثاني قبل سنوات عدة وتحظى باهتمام مباشر منه، قاعدة للعمل الدعوي انطلاقاً من الحرص على ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال وتأكيد قيم التسامح والحوار وقبول الآخر. وقالت الدكتورة أمل القبيسي إن دولة الإمارات لها مواقف واضحة ومحددة في مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب تشريعياً وفكرياً وعسكرياً، وتقف بكل حزم أمام محاولات اختطاف الدين الإسلامي من قبل جماعات، ديننا الإسلامي منها براء، تعمل على ترويع الآمنين وقتل الأبرياء. وأشارت القبيسي إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية تعتبر شريكاً استراتيجياً لدولة الإمارات في مختلف الصعد، وعلى المستويات كافة، منوهة بمستوى التنسيق والتعاون بين البلدين في المحافل الدولية حول مختلف القضايا السياسية لدعم الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، معربة عن تقديرها للجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن على أراضيه لاستضافة أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري وما يشكله ذلك من أعباء كبيرة على الدولة الأردنية. كما تناول اللقاء ما تقدمه دولة الإمارات من مساعدات إنسانية ودعم كبير للاجئين السوريين في الأراضي الأردنية. وأعرب فيصل الفايز عن تقدير المملكة الأردنية الهاشمية للدعم المستمر الذي تقدمه الإمارات للأردن، وللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها والذي يمكّن الأردن من مواجهة الأعباء الكبيرة الناجمة عن استضافتهم. ونبهت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إلى خطورة ما يتم تناوله في وسائل الإعلام الغربية من تقليل وانتقاص من دور الدول العربية التي تستضيف اللاجئين والدول التي تقدم مساعدات إغاثية للاجئين، وما تقدمه من دعم كامل، وقالت لابد من العمل والتنسيق الجاد بين الدول العربية للتصدي لهذه الادعاءات وتوضيح الصورة الحقيقية للجهود الكبيرة التي تقوم بها الدول العربية في مساعدة أشقائها اللاجئين والوقوف إلى جانبهم. وأشاد الجانبان بالتعاون القائم بين البلدين في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف بالغة الصعوبة والحساسية، ما يتطلب تنسيق الجهود المشتركة والتعاون من أجل معالجة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لضمان أمن دولنا ومستقبل أفضل للأجيال القادمة من أبنائنا. وأكدت القبيسي والفايز أهمية تفعيل دور الاتحاد البرلماني العربي، وعقد اجتماعات فاعلة تتمخض عنها توصيات وقرارات يمكن تفعيلها وتحويلها إلى آليات تنفيذ عملية، خاصة في ظل الوضع الحالي الذي يتطلب عملاً حقيقياً وملموساً من جميع الدول العربية ككتلة واحدة في مواجهة الضغط الدولي على المنطقة العربية، والتصدي للمجموعات الإرهابية وأفكارها المتطرفة المنتشرة في مختلف المناطق. كما شدد الطرفان على أهمية التنسيق المشترك وتوحيد الجهود والمواقف بين برلمانات الدول العربية الأعضاء في البرلمان الدولي في حشد الرأي والتأييد للقضايا القومية العربية. كما أكد الفايز أن الأردن والإمارات حققتا نقلة نوعية في تعزيز التعاون المشترك بينهما في المجالات كافة، ووجه الفايز دعوة رسمية للقبيسي لزيارة الأردن لتفعيل التعاون البرلماني وتبادل الخبرات بين الجانبين.
مشاركة :