أعلن مسؤول في الأمم المتحدة زار بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق أن المعاناة في هذه البلدة لا تقارن بكل ما شهدته طواقم العمل الإنساني في باقي سوريا، فيما أكد الصليب الأحمر الدولي ان هناك مفاوضات لاجلاء 400 حالة صحية حرجة من مضايا، في حين تم ادخال 28 سيارة محملة بمواد غذائية وملابس إلى حي الوعر في حمص في إطار المرحلة الأخيرة من الاتفاق الذي جرى بين النظام واللجان الخاصة بتسوية الأوضاع في الحي الشهر الماضي. وقال ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة سجاد مالك في مؤتمر عبر دائرة الفيديو من دمشق ما رأيناه مروع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئا للغاية. ووصف الوضع البائس لسكان البلدة وقال انه في العديد من الحالات بلغ الضعف لدى السكان درجة جعلتهم غير قادرين على الاعراب عن غضبهم. واضاف ان الطعام كان نادراً حتى ان الناس ذكروا مراراً ان سعر كيلو الارز وصل إلى 300 دولار (275 يورو). وأضاف ان إحدى العائلات باعت دراجة نارية للحصول على 5 كلغم من الارز. واضاف ما رأيناه في مضايا لا يقارن... بمناطق أخرى من سوريا. وأبدى هوله لما رآه موضحاً ان الأطفال كانوا يقتاتون من أعشاب يقتلعونها من أجل البقاء على قيد الحياة. وقال سكان لموظفي الأمم المتحدة ان المصدر الرئيسي للطعام خلال الأسابيع الماضية كان الشوربة المعدة من الأعشاب والتوابل. وقال مالك انه من المقرر دخول قوافل أخرى في الأيام المقبلة. وقال متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لاركي ان الاتفاق الذي سمح بادخال المساعدات إلى البلدات الثلاث ينص أيضاً على دخول قوافل إنسانية أخرى إلى مضايا والفوعة وكفريا وكذلك إلى مدينة الزبداني المجاورة لمضايا. وأكد مالك ان منظمة الصحة العالمية ستسعى إلى تحديد عدد من قضوا نتيجة الجوع في مضايا عندما يتم السماح بدخول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة. وأكد ضرورة مواصلة ادخال المساعدات الإنسانية خلال الاشهر المقبلة. ووسط الانهيار التام للخدمات الصحية في البلدة، قالت منظمة الصحة العالمية إنها ترغب في إقامة مستوصفات متنقلة في مضايا. من جهة أخرى، تعمل الأمم المتحدة على تأمين اجلاء نحو 400 شخص مهددين بالموت من بلدة مضايا. وتصدرت البلدة المحاصرة جدول أعمال جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي ليل الاثنين، وانتهت بتأكيد رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين للصحفيين ان نحو 400 شخص بحاجة إلى الاجلاء لتلقي رعاية صحية ملحة، منبهاً إلى إنهم مهددون بالموت ويعانون من سوء التغذية ومشاكل طبية أخرى. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك أمس نعمل مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري على تحقيق ذلك. في غضون ذلك، قال محافظ حمص طلال البرازي أمس ان 28 سيارة محملة بمواد غذائية وملابس دخلت إلى حي الوعر بحمص وسط سوريا في إطار اتفاق توصلت إليه قوات النظام واللجان الخاصة بتسوية الأوضاع في الحي الشهر الماضي. وأوضح البرازي في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية ان هذه تمثل الدفعة الأخيرة من المساعدات المقررة بموجب اتفاق اللجان الخاصة بتسوية الأوضاع في حي الوعر. (وكالات)
مشاركة :