شهد قطاع التعليم قفزات نوعية غير مسبوقة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم في البلاد، وحظي التعليم في عهده برعاية وعناية واهتمام وتطوير متواصل وخطا خطوات متسارعة في بناء الإنسان والاستثمار فيه على قواعد علمية راسخة ورصينة وفق رؤية وطنية طموحة. التعليم عن بعد حقق قطاع التعليم في عام 2021 بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة -حفظها الله- منجزات نوعية في تطوير منظومة التعليم وفق رؤية المملكة 2030، من خلال التعليم عن بُعد، وتطوير المناهج والخطط الدراسية، والتوسع في الطفولة المبكرة، وتعزيز موقع المملكة في التنافسية العالمية بتحقيق الجامعات السعودية مراتب متقدمة في التصنيفات الدولية. وحملت مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى؛ الإشادة بالنجاحات الكثيرة والمميزة التي حققها التعليم، وقدرته على تجاوز العقبات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، واستمرار العملية التعليمية دون توقف، من خلال استخدام أكثر من وسيلة في الوقت نفسه، ما بين التعليم عن بُعد، والتعليم الحضوري، واستمرار العمل في برنامج تطوير الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وحصول عدد من الجامعات على مراكز متقدمة في المؤشرات العالمية، كما تسير برامج الابتعاث إلى الخارج في التخصصات التي تخدم سوق العمل وتتواءم مع رؤية المملكة 2030 بشكل مميز. هيكلة تعليمية سجل قطاع التعليم في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- قفزات نوعية، شملت هيكلة مؤسساته التعليمية وإداراته، بعد دمج التعليم الجامعي والتعليم العام في وزارة واحدة، إضافة إلى تخصيص ميزانية كبيرة لقطاع التعليم العام والعالي. وكان من أبرز المنجزات التي حظي بها التعليم في عهده التحول إلى التعليم الإلكتروني الرقمي، بينما شهد التعليم الأهلي ظهور مرحلة توسع ونمو، حيث حقق نمواً مطرداً في عدد من المدارس والجامعات الأهلية، كما عزز التعليم الفردي لذوي الإعاقة بتطوير مناهج ابتكارية ودمج الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم إذ يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم محاور تطوير التعليم والتدريب الإلكتروني.كما تم اطلاق مشروع «تنمية الإبداع والتميز» الخاص بأعضاء الهيئات التدريسية، وإنشاء المراكز الخاصة بالتفوق العلمي في الجامعات السعودية، واستحداث برامج الابتعاث المختلفة والاهتمام بالطلاب المبتعثين، وتطوير الجامعات السعودية وتطوير البحث العلمي بها، وكذلك رفع جودة التعليم بالمملكة، ودعم الجمعيات العلمية، وتدشين مشاريع إنشاء مباني تعليمية في مختلف مدن المملكة، وإطلاق برامج في مجال البحث العلمي والمعرفة ومبادرات مركز التميز ومراكز الأبحاث الواعدة، ومدونة التخطيط المميّز، والأولمبياد الوطني للروبوت، والأولمبيادات العلمية، وبرنامج نشر، ومركز تطوير الأعمال البحثية، وتم تنفيذ برامج تدريبية للمعلمين والقيادات المدرسية بهدف تطوير مهاراتهم العلمية والعملية والشخصية التي تؤهلهم للتعامل مع الطلبة وإتقانهم أساليب التدريس الفعال. تجويد مخرجات التعليم وقد حقق قطاع التعليم خلال السنوات الماضية بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بناء إنسان المستقبل، واستثمار إمكاناته لتنمية وطنه، والمشاركة في تطويره، حيث كرست وزارة التعليم جهودها لتحقيق رؤية وطنية طموحة تشمل أكثر من 54 مبادرة للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، لتنمية القدرات البشرية، وتجويد مخرجات التعليم العام والجامعي بما ينسجم مع احتياجات سوق العمل، وتطوير برامج الابتعاث، والتدريب التقني والمهني، ودعم منظومة البحث والابتكار في الجامعات، وتعزيز فرص الاستثمار في التعليم الأهلي، إلى جانب العمل على برامج التحول الرقمي، والتعاون الدولي، ورفع كفاءة الإنفاق، وتمكين المرأة في المناصب القيادية. وبدعم القيادة تجاوز التعليم أكبر تحدٍ معاصر، وذلك خلال أزمة كورونا، التي فرضت قيودًا غير مسبوقة، لكن بالبرامج والخطط النوعية خرج منها التعليم بأفضل الحلول. التحول الإلكتروني ومن أبرز الإنجازات التي تحققت للتعليم في المملكة العربية السعودية التي تُعد نقطة التحول في رحلة التعليم، تأسيس وتطوير التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني، من خلال «مدرستي» التي أصبحت ضمن أفضل أربعة نماذج عالمية في التعليم عن بُعد، وتوثيق تجربتها من قبل اليونسكو وتقدّم تصنيف الجامعات الحكومية ضمن قائمة التصنيفات العالمية الأشهر (التايمز، شنغهاي، QS)، وتحسن مخرجاتها البحثية بنسبة 35%، إضافة إلى تقدمها في محور تعليم ريادة الأعمال بحسب المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM) عن العام 2021، وارتفاع نشر البحوث العلمية بنسبة %120 وأشادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بتميز جهود المملكة في التعليم عن بُعد بما يعكس الطبيعة التعاونية للعمل الوطني، وحققت المملكة التقدم في 13 مؤشراً من أصل 16 مؤشراً على متوسط 36 دولة في مستوى الجاهزية، وتم أيضاً افتتاح 32 مركزًا لتطوير العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) في 32 مدرسة في جميع المناطق، التي تسهم في تطوير قدرات الطلاب واتجاهاتهم وميولهم،وتم تدشين المنصة الإلكترونية سفير2 لخدمة الطلبة المبتعثين والراغبين في الدراسة بالخارج، وتحقيق 65 مشاركة في المسابقات الدولية والإقليمية، وتحقيق 38 ميدالية ووسامًا من قِبل طلاب وطالبات التعليم العام -بالمرحلتَيْن المتوسطة والثانوية- في عام 2021، واعتمدت منظمة اليونسكو العالمية الإطار التقويمي الذي أعده المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، لأفضل الممارسات العالمية في التعليم الإلكتروني، والتي ضمت المملكة العربية السعودية مع أهم ثلاث دول في العالم (كوريا الجنوبية والصين وفنلندا)، مشيدةً بتفوق المملكة على كثير من دول العالم في التعليم الإلكتروني وتم اعتماد المركز الوطني للتقويم والاعتماد التقني والمهني (مسار) وهو جهة حكومية تتولى تقديم الاعتماد لمؤسسات التدريب في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى اعتماد برامج التدريب ورخص المدربين، ويهدف المركز إلى تحقيق جودة عالية لبرامج ومخرجات ومدربي التدريب التقني والمهني، والبحث والتطوير والابتكار كان أحد العناصر الرئيسية التي تحرص عليها خطة التحول الوطني لاقتصاد المملكة العربية السعودية وفقاً لرؤية 2030.
مشاركة :