تبادل الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ رسائل غير مباشرة «بدعوة بعضهما إلى تعزيز التفاعل والتعاون، والمساهمة في زيادة المرونة واليقين في العالم وعدم السعي للصراع»، فقد أكد بايدن أنه على الولايات المتحدة والصين التحلي بالمسؤولية والعمل على ضمان عدم تحول المنافسة بينهما إلى صراع مباشر. وقال بايدن، خلال اجتماع عقده في البيت الأبيض مع كبار قادة الجيش الأميركي ومسؤولي الأمن القومي، إنه لا مفر من المنافسة، لكن واشنطن لا تسعى إلى الصراع مع بكين، بل تحمل على عاتقها مسؤولية إدارة المنافسة بحكمة. وفي وقت سابق أشار بايدن إلى استعداد واشنطن للمنافسة القوية مع روسيا والصين، مشددا على أن هذه المنافسة يجب ألا تتحول إلى صراع. ونشرت إدارة البيت الأبيض لاحقا وثيقة توضح أن استراتيجية الأمن القومي الجديدة تهدف إلى حماية الأميركيين ورفع المستوى الاقتصادي في الولايات المتحدة، والتنافس مع الصين على صدارة الاقتصاد الدولي. ولم تخف الوثيقة أن كبح جماح «روسيا الخطيرة» كما وصفتها حرفيا، يتربع على هرم أولويات استراتيجية الأمن القومي الأميركي في الوقت الراهن. من ناحية أخرى، أكد الرئيس الأميركي أن العالم يتغير، لكن الولايات المتحدة ستظل تقود العالم بالدبلوماسية التي تدعمها أقوى قوة عسكرية في التاريخ، مشددا على أن الولايات المتحدة ستظل قائدة في العديد من القضايا «من العدوان الروسي في أوكرانيا إلى المحيطين الهندي والهادئ». من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين في البيت الأبيض إن الاجتماع جاء في أعقاب إصدار استراتيجية الأمن القومي، وهو ضمن اجتماع يعقد مرتين سنويا، مبينا أن الاجتماع بحث «بكل وضوح التهديد الحاد الذي تشكله روسيا على قارة أوروبا»، إضافة إلى تهديدات تغير المناخ وحزمة قضايا أخرى. وحضر الاجتماع وزير الدفاع لويد أوستن ونائبته كاثلين هيكس ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الجنرال مارك ميلي ووزراء الجيش والبحرية والقوات الجوية كريستين ورموت وكارلوس ديل تورو وفرانك كيندال على التوالي وجميع قادة القوات المسلحة الأميركية والقيادة الأحد عشر، إضافة إلى القادة المدنيين والعسكريين للأفرع الرئيسة الستة للقوات المسلحة الأميركية. كما حضر الاجتماع مستشار الأمن القومي جاك سوليفان ونائبه جون فاينر ونائبته مستشارة الرئيس لشؤون الأمن الداخلي ليز شيروود راندال، إضافة إلى مجموعة من كبار القادة في وزارة الدفاع والمسؤولين في مجلس الأمن القومي. وفي وقت يبدأ ولايته الثالثة على رأس النظام الشيوعي، اعتبر شي جينبينغ أن الصين والولايات المتحدة يجب أن «تجدا سبلًا للتوافق»، من أجل صون السلام والتنمية في العالم. وتوترت العلاقات بين واشنطن وبكين في السنوات الأخيرة، بشأن قضايا تشمل تعديات بكين على تايوان المتمتعة بحكم ذاتي، والقمع لمؤيدي الديموقراطية في هونغ كونغ وانتهاكات حقوق الإنسان المفترضة في شينجيانغ. واتهمت واشنطن بكين بتوفير غطاء دبلوماسي للغزو الروسي لأوكرانيا. وفاز شي، في ختام مؤتمر الحزب الشيوعي الأحد، بولاية ثالثة تاريخية تمتد خمس سنوات على رأس الحزب الشيوعي الصيني. وفي تصريحات أدلى بها قبل لقاء محتمل مع بايدن في قمة مجموعة العشرين الشهر المقبل، كتب الرئيس الصيني في رسالة تهنئة لمؤسسة اللجنة الوطنية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، حسبما نقل تلفزيون «سي سي تي في»، «إن العالم اليوم ليس سلميا ولا هادئا». وقال للمنظمة غير الربجية، ومقرها في نيويورك، «كقوى عظمى، فإن تعزيز الاتصال والتعاون بين الصين والولايات المتحدة سيساعد على زيادة الاستقرار واليقين العالميين وتعزيز السلام والتنمية في العالم». ولفت شي إلى أن الصين «مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لمنح الاحترام المتبادل والتعايش السلمي (...) وإيجاد سبل للتوافق في العصر الجديد»، موضحا أن ذلك «لن يعود بالنفع فقط على البلدين بل أيضا على العالم». وقالت إدارة بايدن هذا الشهر إن الصين هي المنافس الوحيد للولايات المتحدة «الذي لديه نية لإعادة تشكيل النظام الدولي و(تملك) بشكل متزايد القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لتحقيق هذا الهدف».
مشاركة :