قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة إن القوات الإسرائيلية اعتقلت اليوم (الخميس) 35 فلسطينيا من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، بينهم اثنان من مجموعة ((عرين الأسود)) التي أُعلن عن تشكيلها أخيرا في مدينة نابلس بالضفة الغربية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش اعتقل عددا من الفلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بينهم اثنان من مجموعة ((عرين الأسود)) في نابلس. وأوضح أدرعي في بيان أن القوات الأمنية تعرضت خلال نشاطها لاطلاق النار من قبل عدد من المسلحين، وردت باطلاق النار عليهم بالمثل دون وقوع إصابات. وكان المتحدث ذاته أعلن مساء أمس الأربعاء اعتقال ثلاثة ينتمون لنفس المجموعة بينهم الناشط محمد النابلسي شقيق إبراهيم النابلسي أحد مؤسسي المجموعة الذي قتلته إسرائيل في أغسطس الماضي. وتتألف مجموعة ((عرين الأسود)) من مقاتلين تابعين لفصائل فلسطينية مختلفة في نابلس من بينها فتح وحماس والجهاد الاسلامي وتبنت سلسلة عمليات إطلاق نار على قوات الجيش الإسرائيلي. من جهته، ذكر نادي الأسير الفلسطيني وهو منظمة غير حكومية تعنى بشؤون الاسرى والمعتقلين لدى اسرائيل، أن حملة الاعتقالات التي شنتها القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية خلال الساعات الماضية تركزت في مدن الخليل ورام الله وجنين ونابلس وأريحا وبيت لحم وطالت 35 فلسطينيا. وقال النادي في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن بين المعتقلين أسرى تم أطلق سراحهم أخيرا، مشيرا إلى أن قوات الشرطة الإسرائيلية اعتقلت فلسطينيين اثنين أيضا من قرى القدس الشرقية. وأدان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية اللواء قدري أبو بكر حملة الاعتقالات. وقال أبو بكر لـ((شينخوا)) إن القوات الإسرائيلية تتعمد استخدام "سياسة القوة المفرطة والتنكيل والتعذيب خلال عمليات الاعتقال، معتبرا أن هذا الأسلوب يتنافى بشكل كامل مع كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تكفل حقوق الإنسان". من جهة أخرى، أعلن منسق لجان الصيادين في غزة زكريا بكر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن نقابة الصيادين فقدت الاتصال الليلة الماضية مع مركب صيد على متنه 5 صيادين من عائلة واحدة أثناء عملهم قبالة ساحل بيت لاهيا شمال القطاع. وأوضح بكر أن النقابة أبلغت من جهات فلسطينية رسمية باعتقال الصيادين ومصادرة قاربهم إلى ميناء إسدود البحري، مشيرا إلى أن الحادثة تأتي في إطار ملاحقة البحرية الإسرائيلية للصيادين في البحر يوميا. وقال متحدث عسكري إسرائيلي للإذاعة العبرية العامة إن الصيادين الخمسة تجاوزوا مساحة الصيد المسموحة لهم بها والبالغة 6 أميال بشمال القطاع. من جهته، اعتبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان اعتقال الصيادين "انتهاكا لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية وتتعارض مع اتفاقية جنيف الرابعة التي تعنى بحماية المدنيين وقت الاحتلال". ودعا المركز المجتمع الدولي لإجبار السلطات الإسرائيلية على وقف ملاحقتها للصيادين الفلسطينيين في بحر القطاع، وتمكينهم من مزاولة أعمالهم بحرية وإلزامها بتعويض كافة الصيادين عن خسائرهم جراء "الاعتداءات المتواصلة ضدهم والإفراج عن المعتقلين". وأصيب 19 صيادا واعتقل 44 آخرين ما يزال سبعة منهم رهن الاعتقال منذ بداية العام الجاري، فيما تواصل السلطات الإسرائيلية احتجاز 18 قارب صيد وعشرات المعدات الخاصة بالصيادين، بحسب المركز الحقوقي. وتفرض إسرائيل قيودا مشددة على عمل الصيادين في قطاع غزة الواقع على ساحل المتوسط بزعم مكافحة التهريب عبر البحر وضمن حصارها المفروض على القطاع منذ منتصف العام 2007.
مشاركة :