أوباما يعرض رؤيته لأميركا في آخر خطاب له حول حالة الاتحاد

  • 1/13/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أمس، آخر خطاب له حول حالة الاتحاد أمام الكونغرس الملتئم بمجلسيه، لعرض حصيلة ولايته، لكن أيضًا لتحديد رؤيته لأميركا ما بعد 2016. وشكل هذا اللقاء التقليدي بالنسبة للرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الفرصة الأخيرة التي يتوجه فيها إلى الأميركيين قبل أن تغرق واشنطن وبقية أنحاء البلاد بالكامل في أجواء الانتخابات، حيث يستعد المرشحون الديمقراطيون والجمهوريون للانتخابات الرئاسية للدخول مؤخرًا في صلب الموضوع مع بدء الانتخابات التمهيدية في الأول من فبراير (شباط) في ولاية آيوا. وحضر الخطاب في الكونغرس ثلاثة مرشحين جمهوريين لخلافة أوباما، وهم أعضاء مجلس الشيوخ ماركو روبيو (فلوريدا)، وتيد كروز (تكساس)، وراند بول (كنتاكي). وإذا كان البيت الأبيض أكد أكثر من مرة أن أوباما لن يتدخل في الانتخابات في هذه المرحلة، إلا أنه لا يفوت فرصة انتقاد خصومه، حيث أكد مدير مكتبه دينيس ماكدونو، في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي»، أن الرئيس «متفائل جدا إزاء المستقبل.. وهذا مختلف جدا عن الخطابات الكارثية اليومية للمرشحين الجمهوريين». وهيمن على الخطاب الرئاسي مسألة النهوض الاقتصادي، والشوط الذي قطعه منذ وصول الرئيس إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) 2009 خلال أخطر أزمة تشهدها البلاد منذ الثلاثينات. وفي الوقت المناسب جاء نشر أرقام الوظائف خلال الشهر الماضي، والتي تجاوزت توقعات المحللين، حيث وصلت البطالة إلى 5 في المائة، وهو أدنى مستوى لها منذ سبع سنوات. كما أن قوة سوق صناعة السيارات الأميركية التي ظهرت عبر معرض ديترويت، تشكل أيضًا مؤشرًا قويًا، حيث تم بيع نحو 17.5 مليون سيارة في الولايات المتحدة السنة الماضية، وهو رقم قياسي. لكن المرشح الجمهوري الملياردير دونالد ترامب، الذي يتصدر استطلاعات الرأي في الانتخابات التمهيدية لحزبه، عرض صورة سلبية للوضع الاقتصادي خلال المقابلات المتلفزة التي تجري عادة يوم الأحد، وقال بهذا الخصوص: «لسنا في وضع جيد، والبلاد ليست في وضع جيد.. فالاقتصاد ليس قويًا بالفعل، ونحن أمام فقاعة قد تنفجر في أي وقت». وقبل 12 شهرا من انتهاء ولايته، وفي مواجهة كونغرس يهيمن عليه الجمهوريون، يطرح المواطنون هذا السؤال الجوهري: هل سيكتفي الرئيس بدور متفرج؟ وللجواب على هذا السؤال تؤكد الإدارة الأميركية أن الرئيس لا يزال يعمل «بالزخم نفسه»، مذكرة بأنه تم توقع له هذا الدور بعد النكسة التي مني بها الديمقراطيون في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014. لكنه سجل سلسلة نجاحات منذ ذلك الحين في ملفات كبرى، مثل الملف النووي الإيراني، واتفاقية التبادل الحر في آسيا - المحيط الهادئ، وقضية التغير المناخي مع اتفاق باريس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. لكن الأمور تبدو أصعب بالنسبة لأوباما على صعيد مكافحة تنظيم داعش، حيث يعد جل الأميركيين، بحسب ما أظهرت بعض استطلاعات الرأي، أن الرئيس لم يكن مقنعا في هذه المسألة. ولذلك سيكون على أوباما تركيز الاهتمام أيضًا على وعد انتخابي قديم قطعه، ولم يتحقق حتى الآن، وهو إغلاق سجن غوانتانامو. وقد اعتبر أن إبقاء هذا السجن «يضعف الأمن القومي» للولايات المتحدة عبر ضخ موارد مالية كبرى، ويقدم وسيلة دعاية للمتطرفين. كما وعد البيت الأبيض بتقديم خطة قريبًا إلى الكونغرس في هذا الصدد. لكن يرتقب أن تصطدم بمعارضة، لأنه من دون دعم نواب لا يملك الرئيس السلطة القانونية لنقل المعتقلين. وهذه المسألة غير المسبوقة تثير انقسامًا لدى الخبراء القانونيين. وارتدى الخطاب حول حالة الاتحاد أيضًا رمزية كبرى، حيث دعا لاجئ سوري فر من القصف الذي يقوم به النظام السوري في بلاده، ليحل ضيف شرف ويجلس قرب المكان المخصص للسيدة الأولى ميشيل أوباما، وجرى ترك مقعد شاغر أيضًا باعتباره تحية لكل الأميركيين الذين قتلوا بالأسلحة النارية (أكثر من ثلاثين ألفا سنويا)، علما بأن أوباما المصمم على ضبط مسألة استخدام الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، أعلن في الآونة الأخيرة عن سلسلة إجراءات يتجاوز بها الكونغرس. ومن أجل إيصال الرسالة بشكل أفضل، كثف البيت الأبيض هذه السنة وسائل النشر على شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل جذب انتباه شريحة الشباب.

مشاركة :