أن تتجول بين جنبات دبي فأنت على موعد مع مشهدٍ فني ثري ومتجدد يتجسد فيه معنى الجمال، فزوايا المدينة لا تخلو من بصمات الإبداع التي تتجلى في العديد من الأعمال الفنية التي تحتضنها، سعياً منها لأن تكون متحفاً فنياً مفتوحاً على السماء، إيماناً بأن الفنون على اختلاف مدارسها وتوجهاتها تتحول مع الوقت إلى شاهدٍ على تاريخية المكان. وفي دروب تعزيز حضور الفنون في دبي، تسير هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) التي تعمل من خلال اهتمامها بهذا القطاع، على توسيع مساحات التعبير الإبداعي في الإمارة، عبر استقطابها لأصحاب المواهب الإبداعية ودعم مساهماتهم في تحقيق التنمية المستدامة، تعزيزاً لرؤيتها الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب. وفي هذا السياق، يقول الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي: «تمكنت دبي عبر السنوات من تحقيق مكانة مرموقة في قطاع الفنون الذي يحظى بدعم كبير، واهتمام بالغ في الإمارة التي طالما شكلت موطناً للفن والفنانين والموهوبين في شتى المجالات والذين ترجموا على أرض الواقع توجهات دبي بأن تكون متحفاً فنياً مفتوحاً على السماء، ليجسدوا بأعمالهم المختلفة الإمتاع البصري والفكري، وقد أثروا بأفكارهم وأعمالهم مشهد دبي الفني والثقافي». بصمات في دبي تتسع رقعة الفنون، بوصفها إحدى أعمدة الاقتصاد الإبداعي الذي تتطلع الإمارة لأن تكون عاصمته العالمية في 2026. فها هو «مهرجان سكة للفنون والتصميم» الذي تنظمه «دبي للثقافة» ويندرج تحت مظلة «منصة سكة للفنون والتصميم» يواصل المضي في مسيرة النجاح، وفي الوقت الذي بدأ فيه الاستعداد لعقد دورة جديدة تنطلق في فبراير المقبل كجزءٍ من موسم دبي الفني، وستكون غنية بالأعمال الفنية التي تحمل بصمات أسماء محلية وعالمية، كانت دورة المهرجان التي عقدت في مارس الماضي قد أقفلت أبوابها بتحقيق رقمٍ قياسي من حيث الحضور الذي بلغ 80 ألف زائر، تابعوا نحو 1269 عملاً فنياً و75 ورشة، وهو ما يؤكد على المكانة التي حققتها دبي في هذا القطاع، وفي هذا الصدد يؤكد بن خرباش أن «منصة سكة للفنون والتصميم» باتت تمثل دليلاً حياً على أن دبي أصبحت موطناً للجمال والفنون، متسلحة بالرؤى الطموحة، التي تستند إلى خلق مساحات دعم تتيح للفنانين إطلاق العنان لإسهاماتهم الثقافية والإبداعية، وتعينهم على تبني أساليب مبتكرة في التعبير عن رؤاهم البصرية الخاصة، لاستقطاب المتابعين والشغوفين بالإبداعات الفنية والثقافية المختلفة. بيئة ملائمة «مهرجان سكة للفنون والتصميم» لا يعد الحدث الفني الوحيد الذي تحتضنه دبي التي تتسع حدودها لتضم أيضاً منطقة القوز الإبداعية التي تعمل على توفير بيئة ملائمة للمبدعين في كل المجالات، فيما يمثل حي الفهيدي التاريخي موطناً لعشاق الفنون الذين يمكنهم اكتشاف أسرار وجماليات الفنون بين جنباته. في المقابل، تعودت مكتبة الصفا للفنون والتصميم فتح أبوابها أمام عشاق التصوير والفنون لتمكينهم من الاطلاع على مجموعة من الأعمال والمعارض الفنية التي ترعاها «دبي للثقافة» في إطار التزامها بدعم المواهب الإبداعية، وإيجاد بيئة ملائمة لهم تمكنهم من النجاح والتطور، وهو ما يعكس نضارة وثراء المشهد الفني في دبي. الاهتمام بالفنون وتوسيع نطاقاته في دبي، مهمة حملتها «دبي للثقافة» على عاتقها، وسعت إلى تحقيق ذلك عبر صقل المواهب الإبداعية بالتعليم إيماناً منها بدوره الفاعل في تطوير التفكير الإبداعي، وهو ما يؤكده بن خرباش بقوله: «عملت «دبي للثقافة» على توفير كل ما تحتاجه المواهب الإبداعية من منصات تعليمية مبتكرة، تعينهم على تطوير إمكاناتهم وتوسيع نطاق إبداعاتهم»، مشيراً إلى أن اهتمام الهيئة بتعليم الفنون وإتاحتها أمام كل فئات المجتمع، نابع من إيمانها بأن «الفن أصبح لغة الحوار التي تجمع العالم في مكان واحد، وأداة التواصل التي تؤسس لاقتصاد إبداعي مستدام، وهو ما ينسجم مع محاور الخطة الاستراتيجية للهيئة، ويساهم في تحقيق استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي». طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :