حضور النص الأدبي و د. القاسمي

  • 10/29/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أهداني الأخ العزيز الدكتور طلال قطبي نسخة رقمية من كتابه القيّم (حضور النص الأدبي: دراسة في أدب الدكتور علي القاسمي) الصادر حديثاً عن (دار المصورات) بالخرطوم، وقد وجدت في الكتاب جدة ومتعة في موضعه وفي طرحه، حيث عرف المؤلف بالدكتور علي القاسمي، الذي درّس بالمملكة العربية السعودية في جامعة الملك سعود في سبعينيات القرن المنصرم، وهو أحد مؤسسي معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة (الرياض) حينذاك، جامعة الملك سعود حالياً بالمملكة العربية السعودية. وهي تجربة مهمة من تجارب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وهو مفكر، وأديب واسع التجربة، غزير العلم. كتب في القصة والرواية، والنقد، والتنمية البشرية، وحقوق الإنسان. ويعد علي القاسمي رائداً من رواد المعجمية ويقف معجم الاستشهادات شاهداً على تفرده ورسوخه في واحد من أهم فروع اللغة وهو صناعة المعجم. تناول الكتاب تراجم الدكتور علي القاسمي، والتي أثمرت عن تراث أدبي وعلمي ثري. ومما يزيد في قيمة هذه الترجمات، هو اتصالها وارتباط موضوعاتها بحياة الإنسان وفيها من المتعة والتشويق الشيء الكثير. فمن التشويق، ترجمته الجميلة للنص الشعري، الذي ورد في الرقيم الحجري (حلم جلجامش). حيث أهدى إلى القارئ العربي هذه الترجمة النادرة، لأبيات الرقيم المفقود من أسطورة جلجامش الآشورية. وترجمة النص هي: التحمت نجوم السماوات معاً،  وسقط من السماء جلمود صخري رفعته، ولكنه كان ثقيلاً جداً بالنسبة إلي  دفعته، ولكنني لم أستطع تحريكه  وأحسب أنها قطعة نادرة من الأسطورة التي طبقت شهرتها الآفاق لمكانتها، باعتبارها أول نص أدبي في الوجود. ونرى في كتابه الدكتور طلال قطبي الحكي الجميل الأنيق، الذي يشدك ويخرجك إلى فضاءات العلم الرحبة. وهذه الكلمات تمثل قطيعة مع الكتابة المهيمنة على المشهد النقدي؛ بما فيها من حياة ومتعة وتشويق وصدق وواقعية دون أن يفرض على المتلقي صورة النقد الذي ينطق بالحقيقة المجردة ونرى الجهد الكبير الذي بذله الدكتور قطبي في قراءة أعمال الدكتور علي القاسمي؛ التي تستدعي الوعي بكثير من القضايا المعرفية. وقد تحقق له ذلك بأسلوب متميز في الكتابة والتحليل، سواء على مستوى التنظير، أو على صعيد الممارسة والتطبيق. وكنتُ أنوي تقديم خلاصة لمحتويات فصول الكتاب، ولكني عدلت عن ذلك لا لضيق الوقت فحسب، بل كي لا أبخس القارئ وأحرمه حقه في استكشاف الجمال واستشراف المعرفة.  الجدير بالذكر أن مؤلّف الكتاب معنا، بوصفه أستاذاً في قسم اللغة العربية بالكلية الجامعية بتربة، وله العديد من المؤلفات التي أثرت المشهد الثقافي والنقدي بشكل خاص. أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الطائف

مشاركة :