نبه فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالبارئ الثبيتي من مخاطر المجالس الافتراضية التي تبث عبر منصات التواصل الاجتماعي، وما تشكله من خطر على أفكار مرتاديها، والإيقاع بالناشئة عبر أساليب تزرع الفتنة والعصبية الجاهلية، والإلحاد، وتنشر الأهواء المضللة، وتنشر الفكر المنحرف، والسلوك الشاذ، وتستهدف العقيدة، وتفتت لحمة المجتمع، والترابط الأسري.أدب الاجتماعوأوضح فضيلته في خطبة الجمعة أمس، أن الإسلام أعطى كل ذي حق حقه، وجعل للجلوس على الطرقات آدابا تشمل أدب الطريق وأدب الاجتماع وأدب الحق المشترك، ومن ضروب الجلوس على الطرقات المجالس الافتراضية عبر شبكات التواصل الاجتماعية التي برزت في عصرنا الحاضر، وقد تجاوزت الحدود، واخترقت الحصون، وتفجر تأثيرها.شر مستطيروبين فضيلته أن التهاون في التعامل مع هذه الممارسات التي تدور في المجالس الافتراضية قد يوقع في شر مستطير من نفخ النار وإضرامها لإيقاظ فتنة نائمة، وسن سنة سيئة يعمل بها من بعده، فلا يزال الإنسان عليه وزرها ووزر من عمل بها في حياته وبعد موته وفي قبره ما دام العمل بها قائما جيلا بعد جيل، ولا يصرفه من الوزر إلا انقطاع عمل الناس بها، فالمتعدي من الذنوب أخطر من القاصر، إذ المتعدي ذر صاحبه وسرا إلى غيره سريان النار في الهشيم، وأما القاصر فربما انقطع ومات بموت صاحبه، ومن هنا تكمن خطورة هذا التقنية عبر وسائل التواصل.فئة الشبابوأشار إلى أن هذه المجالس تستهدف قلب الأمة وفئة الشباب لسرعة تأثرهم، وحماسهم الدافق، ويمرر الخطر عبر مشوقات تهفو إليها نفوسهم من أعمال تتسم بالتحدي، وألعاب شبكية من خلالها يتسلل إلى الشباب الفكر الشاذ، والانحراف في السلوك، والإعاقة العقلية.رتب الكمالوفي مكة المكرمة، قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. بندر بليله، إن من خير ما يحرز العبد وينال: يقينا يرقى به رتب الكمال، يقينا يكون للنفس صبحا ونجحا، وغنما وربحا. فاليقين: سكون الفهم، واستقرار العلم، واطمئنان القلب لما جاء عن الله ورسوله، هو لباب الإيمان ومخبره، وحقيقته وجوهره، تنافس فيه المتنافسون، وشمر إليه المجدون، وتفاضل به العارفون، إنه سبب لدخول الجنة.مجاهدة النفسوأكد في خطبة الجمعة أمس، أن اليقين لا ينال إلا بيقين! علما بالله عز وجل، وعملا بطاعته، وتلمسا لمراضيه، ومجاهدة للنفس والشيطان والهوى، ألا إن له لأطيب الفوائد، وأزكى العوائد: فبه الهناء في الدارين، وباليقين الانتفاع بآيات الله، والاهتداء بأنوارها. وبين أن من حقق اليقين حاز التوكل، وورث الصبر، ووثق بالله في أموره كلها، ورضي بقضائه وقدره، واستحالت البلايا في حقه إلى عطايا، والنقم إلى نعم، وكان من أغنى الناس وإن لم يكن له حظ في الدنيا.رائحة اليقينوأشار فضيلته إلى أن مما يضاد اليقين ويناقضه: تعلق المخلوق بغير خالقه، والتفات قلبه إليه، وتطلعه إلى ما في يديه، قال سهل بن عبدالله رحمه الله: «حرام على قلب أن يشتم رائحة اليقين وفيه سكون إلى غير الله»، ومن أرخى سمعه وقلبه إلى الأباطيل والشكوك والشبهات، وقع في الردى والهلكات! فشر الأمور أكثرها شكا وريبا، وخيرها ما أسفر عن اليقين.
مشاركة :