العلاقة بين عمليات التجميل والتنوع العرقي

  • 1/13/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اقتصرت عمليات التجميل في الماضي على أصحاب البشرة البيضاء، لكن مع تقدم الطب وارتفاع القدرة الشرائية حول العالم، انخرطت أعراق أخرى في هذا المجال، الأمر الذي أوجد أنواعاً جديدة من العمليات تتناسب مع ملامح كل عرق. وذكر موقع «بلاستيك سيرجري» ان عدد الأميركيين من أصل آسيوي الذين خضعوا لعمليات تجميل زاد بنسبة 126 في المئة في الفترة بين العامين 2005 و2013، و56 في المئة بين الأميركيين من أصل أفريقي، و84 في المئة بين الأميركيين من أصل لاتيني. وأشار موقع «اي تي تي ان» الإخباري إلى انه بسبب اختلاف تلك الأعراق في الملامح والحاجات عن أصحاب البشرة البيضاء، انتشرت أنواع جديدة من العمليات لم تكن موجودة في الماضي، وأصبح لكل عرق عمليات تميزه. وقال رئيس «الأكاديمية الأميركية لجراحات التجميل» الدكتور شان بايكر ان «الصورة النمطية للجمال في أميركا التي طالما تحددت بالشعر الأشقر والعيون الزرقاء تغيرت بين الأقليات العرقية في الولايات المتحدة، ووضع كل عرق معايير خاصة به للجمال، وأصبح كل فرد يسعى إلى ان يكون أجمل بمقاييس عرقه». وأوضح الموقع بعض عمليات التجميل التي تميز الأعراق، ومنها: - جراحة رفع الجفن:  وهي جراحة منتشرة بكثرة بين الآسيويات في الولايات المتحدة وخارجها، ويعود انتشارها إلى أن العرق الآسيوي يمتاز بعيون مبطنة تخفي التجعد الطبيعي للجفن. وأثارت هذه العلميات الجدل، إذ يعتقد البعض انها تُفقد الآسيويات ما يميزهن، وانها محاولة للتشبه بالغربيات، فيما يرى آخرون ان لا علاقة للعملية بتقليد شعوب أخرى، وان الآسيويات يلجأن إليها لأنهن يردن ان يظهرن أجمل، خصوصاً اللواتي يعملن في مجالات تعتمد على المظهر.  - جراحات تجميلية تحافظ على الملامح العرقية: يختار الشخص القيام بهذا النوع من العمليات عندما يريد ان يغير من مظهره مع الحفاظ على ملامحه العرقية، وتنتشر في شكل ملحوظ بين الأفارقة الذين يلجأون إلى تجميل شكل الأنف، بالإضافة إلى اليهود، وسكان منطقة الشرق الأوسط، والشعوب اللاتينية.  - تبييض البشرة: تنتشر منتجات تبييض البشرة في دول أفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط، بالإضافة الى الهند والفيليبين واليابان حيث أصبحت تستخدم جزءاً من نظام المرأة اليومي للعناية بالوجه. وقالت رئيسة قسم علم الاجتماع في كلية «ميلز» الدكتورة مارغريت هانتر لموقع «هافتغتون بوست» الإخباري إن «ظاهرة تبييض البشرة تنمو بوضوح في العالم، وأصبحت مجالاً يجذب المستثمرين، إذ وصلت قيمة الاستثمارات فيه إلى بلايين الدولارات». وتُقبل المجتمعات التي تعتبر بياض البشرة مقياساً للجمال على شراء هذه المنتجات بكثرة. وقالت عالمة الاجتماع البروفيسورة في الدراسات الآسيوية – الأميركية في جامعة «كاليفورينا» لمجلة «ريفينري 29» إن «محاولات تبييض البشرة في الشرق الأدنى ليست أمراً جديداً، إذ طالما اعتُبرت البشرة الفاتحة هناك دليلاً على الرقي لأنها تعني ان الشخص غير مضطر إلى العمل تحت أشعة الشمس، ما يعني أنه من الطبقة الغنية في مجتمع كان يعتمد على الزراعة». وتُعتبر البشرة الفاتحة أحد مقاييس الجمال أيضاً في الدول التي كانت خاضعة للاستعمار الأوروبي مثل الهند وجنوب أفريقيا. وكشفت دراسة أجرتها كلية «ميلز» ان «الأوروبيين اعتادوا اعتبار أنفسهم طبقة اجتماعية أفضل من شعوب البلاد المستعمرة، وهو ما جعل البشرة البيضاء أحد مقاييس الجمال والرقي في تلك المستعمرات». وكانت الهند قررت أخيراً منع جميع إعلانات منتجات تبييض البشرة التي تظهر صاحبات البشرة الداكنة في مستوى اجتماعي أقل من نظيراتهن صاحبات البشرة الفاتحة.

مشاركة :