قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمس إن التعبئة الجزئية التي أعلنتها روسيا في سبتمبر اكتملت. وفي حديثه خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين أذيع على التلفزيون الرسمي، قال شويجو لبوتين "اكتملت المهمة التي حددتها بتعبئة 300 ألف فرد. لا توجد خطط لتدابير إضافية". وقال شويجو إن من بين 300 ألف جندي شملتهم التعبئة، لا يزال 218 ألفا في التدريبات، بينما تم نشر 82 ألف مجند في منطقة الصراع، من بينهم 41 ألف مجند وزعوا على وحداتهم. وأضاف أن عملية التجنيد في حملة أوكرانيا في المستقبل ستعتمد على المتطوعين والجنود المحترفين، بدلا من حشد مزيد من الملايين المدرجين على قوة الاحتياط. وأعلن بوتين تعبئة جزئية تشمل 300 ألف من جنود الاحتياط 21 سبتمبر، بعد سلسلة من الهزائم العسكرية التي منيت بها القوات الروسية وجعلتها تنسحب من منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا ووضعتها تحت ضغوط متزايدة في منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا. وتسببت التعبئة في نزوح رجال في سن التجنيد من روسيا، إذ توجه عشرات الآلاف إلى دول من بينها جورجيا وأرمينيا وكازاخستان، وهي دول تسمح للروس بالدخول دون تأشيرات. واعتقل نحو ألفي شخص في مظاهرات مناهضة للتعبئة في أنحاء روسيا. واعترف بوتين بوجود مشكلات في التعبئة، قائلا إن تلك المشكلات كانت حتمية، وأضاف أنه من الضروري إجراء "تصحيحات" في تطوير القوات المسلحة الروسية. من جانب آخر، أعلن مسؤول في السلطات الموالية لروسيا أن عملية إجلاء المدنيين من منطقة خيرسون، التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا، التي تتعرض لهجوم أوكراني، قد استكملت. وأعلنت السلطات، التي عينتها موسكو في خيرسون في 13 أكتوبر أنها بصدد إجلاء السكان من الضفة المكشوفة على نهر دنيبر إلى الضفة الأخرى، ومن ثم إلى مناطق في روسيا أمام تقدم القوات الأوكرانية. ومن ثم فإن هذه العملية استكملت. وكتب رئيس سلطات القرم المعين من موسكو سيرجي أكسيونوف في حسابه على تليجرام البارحة الأولى إن "عملية تنظيم نقل سكان نحو مناطق آمنة في روسيا استكملت". وتصف أوكرانيا، التي تشن هجوما في المنطقة وتحقق تقدما على جبهات أخرى، عمليات نقل السكان هذه بأنها "عمليات ترحيل". من جهته، قال أكسيونوف ناشرا صورة له على "تليجرام" إلى جانب نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية سيرجي كيريينكو "أنا سعيد لأن أولئك الذين أرادوا مغادرة المنطقة التي قصفتها القوات المسلحة الأوكرانية، قد تمكنوا من القيام بذلك، بسرعة وبكل أمان". وكان فلاديمير سالدو المسؤول في السلطات الموالية لروسيا في خيرسون، قد أكد الأربعاء الماضي أن 70 ألفا من السكان على الأقل غادروا منازلهم في المنطقة خلال أقل من أسبوع. ويأتي ذلك فيما أشارت القيادة العسكرية الأوكرانية في تقريرها اليومي الذي نشر أمس، إلى أن "ما يسمى إخلاء الأراضي مؤقتا في منطقة خيرسون يتواصل". وقالت إن القيادة الروسية في خيرسون تحاول "إخفاء الخسائر الحقيقية للجنود" من أجل "تجنب إثارة الذعر". وتحدثت عن "تعزيز تشكيلات الروس على الضفة اليمنى" في منطقة خيرسون. وفي إشارة إلى تكبد موسكو خسائر فادحة، قال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في ساعة متأخرة البارحة الأولى إن 23 من مقاتليه قتلوا في معارك حول خيرسون هذا الأسبوع وأصيب العشرات. وأضاف قديروف، الذي أرسل قواته للقتال إلى جانب قوات الكرملين، على "تليجرام"، "في بداية هذا الأسبوع، تعرضت إحدى الوحدات الشيشانية للقصف في منطقة خيرسون"، مشيرا إلى أن "23 جنديا قتلوا وجرح 58 آخرون". في هذه الأثناء، قال أسكيونوف إنه زار مع كيريينكو محطة زابوريجيا النووية، التي تسيطر عليها روسيا واستهدفت مرارا بقصف تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنه.
مشاركة :