أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة قدم خلالها قراءة في الوثيقين اللتين أصدرهما جناحا جماعة الإخوان: «جبهة منير» و«تيار التغير»، مستعرضة دلالات ذلك وتوقيته. وذكرت الدراسة، التي جاءت بعنوان «وثيقتا الإخوان.. قراءة في الدلالات الرمزية للعنف»، أن إصدار جبهة المكتب العام للإخوان، أو ما يُطلق عليهم «تيار التغيير» أو «الكماليون الجدد»، الوثيقة السياسية الأولى، جاء ضمن المؤتمر الذي عقده المكتب في 15 أكتوبر 2022 تحت عنوان «الوثيقة الأولى.. الإصدار السياسي». وبينت الدراسة التي أعدها الباحث منير أديب، المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة، أن الإعلان عن الوثيقة، جاء بعد ساعات من إعلان جبهة إبراهيم منير في لندن عن وثيقتها السياسية، لتقطع الطريق على شباب المكتب الذين يعتبرون أنفسهم ممثلين للإخوان، حيث يرى أصحاب كل وثيقة أنهم المعبرون عن أفكار الإخوان وخط التنظيم، وما طرحه المؤسس الأول حسن البنّا. وأوضحت الدراسة أن اختيار المكتب العام للإخوان لشهر أكتوبر لإعلان وثيقته جاء ليكون متناغمًا مع الذكرى السادسة لمقتل مؤسس اللجان النوعية للإخوان محمد كمال، الذي قُتل في أكتوبر 2016، مشيرة إلى محاولة تيار التغيير الإيحاء بأنه مُعبّر عن كل المؤمنين بالعمل الثوري وإطار لتجميع المعارضين في الخارج، من خلال دعوة شخصيات معارضة متنوعة، مثل الدكتور سيف عبدالفتاح ورموز سلفية مثل أحمد مولانا. وذكرت الدراسة أن الوثيقتين مختلفتان في الشكل، ولكنهما متفقتان في المضمون، فكلتاهما تعبّران عن وجهة نظر الإخوان التي تناصب الأنظمة العربية العداء، لكن لكل واحدة منهما تصورها في ما يتعلق بطريقة المواجهة مع هذه الأنظمة، فالمكتب العام يرى ضرورة مواصلة ما يُطلق عليه العمل الثوري، في حين ترى وثيقة جبهة إبراهيم منير تهدئة الأوضاع.