الخطأ والصواب وجهان لعملة الحياة - هدى بنت فهد المعجل

  • 1/13/2016
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

جرّب سؤال شخص ما عن أبرز محطات حياته. ستجده يعدد إنجازاته، نجاحاته، المكانة التي وصل إليها، دون التطرّق لأخطاء ارتكبها في حياته شكّلت أبرز محطّات حياته، بالتالي ساهمت في نجاحاته وتحقيق إنجازاته. لماذا لم يتطرق لها!؟. لأنها أخطاء. والاعتقاد الشائع عند بعضهم أن الأخطاء وصمة عار لا ينبغي التحدث عنها، أو إطلاع الآخرين عليها!!. ما من شخص يصل إلى الحياة بيده دليل التصرّف فيها. بل إن غالبية الأخطاء قد تكون في وقتها حلولاً لو لم نأت بها لاتسعت رقعة الخطأ. الموقف المُعتم من بعض الأخطاء إشارة إلى أن المخطئ يعاني ويلات الندم على ما فات معاناة رُبما تكثّف السلبية في حياته؛ لأنه لم يستطع تجاوز هذا الموقف، ولأنه أيضًا لن يستفيد من استمرارية الندم، حيث لا يمكنه إعادة عقارب الساعة وتصحيح أخطاء ارتكبها، أو شطبها!. وقد يكون لها من الجانب الإيجابي الشيء الكثير. فمن أخطأت في اختيار الزوج المناسب خطأ انتهى بانفصال، يفترض ألا تجلد ذاتها أو تندم على ذلك الزواج إذا ما نظرت إلى الأطفال أو الأبناء نتيجة هذا الزواج. الخطأ والصواب وجهان لعملة الحياة. بل إن الخطأ يمكن أن يقودنا إلى الصواب. من يدّعي أنه لم يخطئ قط فهو لم يتسدل بعد إلى طريق الصواب. كيف عرفت أن هذا الطريق لا يصل بك إلى مدينة تريدها!؟. عندما سلكت الطريق قاصدًا تلك المدينة، أنتهى بك إلى لا شيء، فعرفت أنه لا يصل بك إليها!؟. هل ستسلك الطريق مرة أخرى؟. لا. هل تندم على إضاعة الوقت في السير على الطريق الخاطئ!؟ أم تشكر الخطأ لأنه كوّن لديك معلومة حيال هذا الطريق؟. على هذا المثال يمكن قياس كافة أمثلة حياتنا مع الأخطاء التي نقترفها وننظر إليها من زاوية سلبية مع أن الصحيح النظر إليها من زاوية إيجابية أو التوازن عند النظر، وكيف أننا استطعنا تكوين معرفة من تجربة شخصية أو تقويم سلوك لدينا ما كان له أن يتقوّم!، من كثرة مراقبة الناس لنا ومحاسبتنا عليه أو الشماتة بنا بسببه. الموقف السلبي من الأخطاء نراه من الآباء مع أبنائهم عندما يحتدون معهم إذا أخطأوا في حياتهم بصرف النظر عن نوع الخطأ وحجمه وفداحته. بعض الآباء يريدون أبناء لا أخطاء! فكيف يتعلمون في حياتهم أن لم يخطئوا!!. بعضهم يرون الفرص الضائعة في حياتهم خطأ وقعوا فيه، بالتالي يندمون على فوات تلك الفرص! في حين لو ركّزوا في حياتهم وجدوا أنهم نالوا فرصًا أفضل منها لم تدركها أذهانهم؛ لأنهم شغلوها بالضائع من الفرص! وجد علماء ألمانيون أن عدم الندم على الفرص الضائعة في الحياة والتركيز على ما هو جميل هو مفتاح الحياة السعيدة المحفوفة بالصحة في الكبر. هل استطاع الندم على ما فات تصحيح الفائت أو تصحيح الخطأ!؟. إن الندم على الفائت إما ندمًا على ضياع فرصة أو ندمًا على خطأ مُرتَكب. يمكننا أخذ جرعة معقولة من الندم تعطينا مناعة من تكرار الخطأ مع الانتباه من خطورة الجرعة الزائدة!. النتيجة: طمس الخطأ وإبقاء الصواب تزوير لعملة الحياة. مقالات أخرى للكاتب لا بقاء لأشياء البشر وقفات مع نهاية 2015 معرفة الحرية والتحرر لا تخرجنا من أسرهما مبادرة (10KSA).. أو الحملة الوطنية للتوعية بمرض سرطان الثدي أمة إقرأ لن تقرأ.. لماذا!!

مشاركة :