أكد الدكتور عبدالله بن حمود النفيعي، الأستاذ المشارك في كلية الإدارة بجامعة الملك فيصل، أن الوعي المالي يساعد الأفراد في اختيار الاستثمارات الآمنة وتجنب الغش والتدليس المالي، وأيضًا تجنب التعامل مع الشركات والاستثمارات الوهمية. وتابع: نظرًا لأهمية الوعي المالي كجانب أساسي في حياة الفرد، وتقوية قدرته وكفاءته في التعامل مع الصدمات والطوارئ أو الصعاب المستقبلية؛ سَعَت الحكومات -وعلى رأسها حكومة المملكة العربية السعودية متمثلة في الرؤية الشابة الطموحة لسمو ولي العهد رؤية 2030- إلى دعم وتنمية ثقافة الوعي المالي والاستثماري بين الناس؛ حيث هدفت تحديدًا إلى زيادة نسبة الادخار لدى الأسر من 6% إلى 10% خلال السنوات القادمة؛ مما يعني المساهمة في تحسين مستوى الادخار لدى الأسر السعودية، وتقليل الإنفاق على غير الضروريات، ومن ثم استخدام هذه المدخرات في الاستثمارات المستقبلية. وأضاف الدكتور النفيعي: سعت المملكة أيضًا -ممثلة في جهاتها المختلفة- إلى نشر ثقافة الوعي المالي عن طريق تشجيع القطاع الحكومي والقطاع الخاص في نشر ثقافة الوعي المالي بين الناس، وخاصة البسطاء منهم؛ فقامت على سبيل المثال بعقد شراكات بين بعض البنوك السعودية؛ مثل البنك السعودي للاستثمار، وجامعات مختلفة -مثل جامعة الملك فيصل ممثلة في عمادة البحث العلمي- على تمويل مشاريع وأبحاث وكراسي علمية تَصُب في نشر ثقافة الوعي المالي لدى الناس، وأيضًا تطوير نماذج وأساليب وطرق مختلفة للاستثمارات الآمنة والمناسبة. وأردف: على الرغم من كل هذه الجهود المبذولة؛ فإن الإحصائيات العالمية بشكل عام تقول إن الوطن العربي بشكل عام لا يزال يعاني من مستوى ضعف كبير فيما يخص ثقافة الوعي المالي، ونوّهت التقارير أيضًا بأن المملكة العربية السعودية أيضًا تعاني من المشكلة نفسها؛ حيث إن نسبة الذكور المُصَنّفين على أنهم واعون ماليًّا في المملكة لا تتجاوز 34%، أما من النساء فلا تتجاوز النسبة 29%، وهي نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بباقي الدول المتقدمة. وعلى الرغم من أنه يمكن القول بأننا في المملكة العربية السعودية نسير بخطى متسارعة نحو نشر ثقافة الوعي المالي؛ فإننا لا نزال في بداية الطريق، وعليه فإننا لا نزال بحاجة إلى بذل الكثير من الجهود لنشر ثقافة الوعي المالي التي ستعود بلا شك بالنفع والفائدة على الناس، وستساهم في تقليل إنفاقهم، وزيادة مدخراتهم، وتوجيه هذه المدخرات نحو الاستثمارات المستقبلية المناسبة، كما أن نشر ثقافة الوعي المالي في المملكة سيساهم أيضًا في توعية الناس بخطر الانجرار وراء بعض التحايلات المالية التي قد تتم عن طريق الحسابات البنكية أو بعض التطبيقات المستخدمة في حياتنا اليومية. واختتم بقوله: يتطلب نشر ثقافة الوعي المالي أيضًا تكاتف جميع فئات المجتمع في رصد أي ممارسات قد تؤدي إلى الإضرار بممتلكات الناس المالية، أو استثماراتهم، والإبلاغ عنها للجهات المختصة.
مشاركة :