الفنون التشكيلية في الإمارات مسارات معاصرة توثق للثقافة الشعبية

  • 10/30/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حافظت الفنون التشكيلية في الإمارات على حضورها بسمات مستوحاة من البيئة المحلية، واستطاعت أن تحقق قفزات نوعية على مسار الثقافة البصرية المعاصرة، واستفادت الكثير من أطروحاتها من تطور التكنولوجيا الرقمية، وأثبتت تفردها في توثيق الثقافة الشعبية ومخزونها الحضاري، وكذلك رصد المتغيرات المجتمعية، في سياق سرد لوني. حضور الموروث وحول حضور الموروث والثقافة الشعبية الإماراتية في أعمال الفنان الإماراتي، يقول الفنان خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، إن تجارب الفنان الإماراتي المعاصرة جاءت مؤثرة للغاية، واستطاع الكثير من الفنانين الخروج من دائرة المحلية إلى العالمية عبر تطويع أدواتهم ومفرداتهم التشكيلية والبصرية لصالح أفكارهم وأطروحاتهم التي لم تنفصل يوماً عن البيئة المحلية ومفرداتها كعامل مؤثر وملهم، حيث رسمت الموروثات الثقافية والشعبية وكذلك التقاليد خطوطاً عريضة للعديد من الأعمال المطروحة. رسالة بصرية وبما يتعلق بسمات توظيف الموروث والثقافة الشعبية في أعمال الفنان الإماراتي، يؤكد الفنان والقيم الفني عبيد السويدي، أن توظيف الرموز والثيمات المكانية والزمانية المحلية، وكذلك الأدوات، يتوقف على فكرة المنجز أو المشروع الفني، وكذلك رؤية الفنان المستندة إلى ثقافته الخاصة فيما يتعلق بتنصيف الموروث وإعادة إحيائه في تجارب وأعمال فنية تشكيلية تطرح رؤيتها باعتبارها رسالة بصرية وتفاعلية تسرد العديد من المفاهيم والقيم المعبرة عن الهوية المحلية، ولكنها في الوقت ذاته تلتقط روح المعاصرة من خلال تقنية الفنان المتجددة، التي تتماشى مع الفكر الإنساني. وهو ما لمسناه في أعمال العديد من الرموز الفنية التشكيلية الإماراتية من أمثال عبد القادر الريس الذي اشتهرت تجربته في رسم البيوت القديمة والأبواب والنقوش التراثية، والدكتورة الفنانة نجاة مكي، وكذلك الفنان عبد الرحيم سالم المعروف بأسلوبه التجريدي الرمزي في العمل الفني، إلى جانب الفنان محمد الأستاذ، وتنقله بين الأسلوبين الواقعي والسريالي، والكثير غيرهم من المواهب الشابة أيضاً الذين باتوا يشكلون مدارس وتيارات فنية استثنائية. رموز شعبية وتؤكد الفنانة التشكيلية عزيزة الحساني، أن الفنان الإماراتي يعد سفيراً فوق العادة للتعبير عن هويته الوطنية، عبر أعمالها التي تحمل الكثير منها سمات البيئة المحلية المغموسة في العادات والتقاليد بنهج وفكر معاصر في نسيج العمل ومضمونه، بما يتماشى وغايته التعبيرية، فبفعل الخيال المبدع يستعيد ما اختزنه في ذاكرته عن هذه الأشكال ليجسدها في خامته، محاولاً التقرب أو الابتعاد عما شاهده. وتكون صلة الفنان بما يحيطه من خامات محكومة بخلق علاقة ترابطية مع شكل وبنائية الفكرة المبتغاة، مستغلاً الباعث التعبيري لهذه الخامة، من هنا يظهر لنا جلياً أن الفن التشكيلي الشعبي ساهم في حماية الرموز الشعبية من الاندثار والزوال في عملية تأصيل وتوثيق للهوية من خلال الأعمال الفنية التي تظهر حضارتنا العريقة بقيمها الإنسانية؛ لذا أصبح التشكيل الشعبي بمثابة أداة فعالة في تدوين التراث وحمايته والحفاظ عليه، مما يوجب تقديم الدعم اللازم لمؤسسات تعليم الفنون ورعاية الدراسات والأبحاث داخل المعاهد المختصة بالفنون الشعبية الإماراتية ليظل تراثنا الشعبي دائماً مصدر إلهام المبدعين على مر العصور برموزه وأفكاره الشعبية الأصيلة. موروث ثقافي وبما يتعلق بمفهوم استلهام الموروثات الثقافية المادية وغير المادية المحلية في العمل الفني التشكيلي، يعتقد الفنان عبد الله الملا، بشكل عام أن ارتباط الهوية بالممارسات الفنية في الإمارات هو أمر لا غنى عنه، كونه ينقل مشاعر الفنان ووجدانه فلا يمكن وضعه في قوالب ثابتة فهو متغير في كل فترة تبعاً للمتغيرات المحيطة به، إذ لا يوجد فن قديم أو جديد، وإنما رؤى وأساليب مستحدثة تلقي بظلالها عليه وتعد الهوية بمثابة مخزون حضاري وتراثي وديني ولغوي يشكل الفن الجزء البصري الحسي منه، ما فتح المجال للغوص في التجريب وتحديث الشكل وتطويعه بما يضمن استمراريته وبما يتلاءم مع روح العصر، بهدف كتابة تاريخ جديد لفنوننا المحلية، وإيجاد روابط تجمع بين التوجهات الفنية للرواد والثقافة الجديدة، وذلك من خلال العلاقة الوثيقة بين الذاكرة الجماعية والمخيلة الإبداعية والتحرر من قيود الموضوع كمشهد تصوّري أو كمنجز تجسيدي وإعطاء اللون أو الصورة أو الوثيقة أو التشييد معاني جغرافية- رمزية تعكس دلالات الانتماء إلى الوطن، وكذلك المحيط العربي من خلال علامات الأرض وهوية الأمكنة وإشاراتها التراثية والحضارية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :