مركبة "إنسايت" تؤكد أن الكوكب الأحمر ليس ميتا كما يعتقد

  • 10/29/2022
  • 21:08
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تظهر معظم الأنشطة الزلزالية التي رصدتها مهمة "إنسايت" على المريخ أن الكوكب الأحمر "ليس ميتا كما يعتقد"، مع تسجيل حركات للماجما (الصهارة) مشابهة لتلك الموجودة على الأرض أو الزهرة. ويبدو أن صور سطح المريخ المقفر، الملتقطة بواسطة مسابير هبطت هناك، مضللة. علق كليمان بيران الفيزيائي في مختبر علم الكواكب وعلوم الأرض في جامعة نانت الفرنسية بأن "النشاط البركاني الرئيس للكوكب يعود إلى 3.5 مليار عام، لذا فإنه ليس ميتا كما يعتقد"، وفق "الفرنسية". على العكس من ذلك، يبدو المريخ كوكبا حيا، وفق ما تظهره هزات دورية ناجمة عن زلازل مسجلة منذ شباط (فبراير) 2019 بواسطة مهمة إنسايت. وقد وضع مقياس الزلازل، وهو أداة عالية الدقة طورها المركز الوطني لدراسات الفضاء، على بعد أكثر من 1200 كيلومتر من حفر على المريخ معروفة باسم "سربيروس فوساي". هذه الأخيرة هي واحدة من "أصغر المناطق على سطح المريخ، ويبلغ عمرها نحو عشرة ملايين عام"، مع "وجود تصدعات مفتوحة مرتبطة بالأنشطة البركانية"، وفق ما أوضح بيران المشارك في الدراسة التي نشرتها مجلة نيتشر وقادها سايمون ستيهلر، من مدرسة الفنون التطبيقية في زيورخ. هذه الحفر، وهي "أخاديد حقيقية يبلغ طولها مئات الكيلومترات، ويصل عرضها إلى كيلومتر واحد وعمقها إلى كيلومتر واحد"، تهم الباحثين بأكثر من طريقة. فقد أظهرت دراسة جيولوجية حديثة، بمساعدة صور التقطها مسبار يدور حول المريخ، أن بقايا النشاط البركاني يعود تاريخها إلى ما بين 50 ألف عام و200 ألف. وبعبارة أخرى، هذا نشاط "حديث العهد شبيه بما يمكن رصده على صعيد البراكين الخاملة في فرنسا"، وفق بيران. تلقي مهمة إنسايت نظرة جديدة على هذه البيانات، وتؤكد، من خلال دراستها الزلزالية، أن كوكب المريخ لا يزال على قيد الحياة إلى حد كبير، حتى لو لم نشهد أي بركان في حالة نشاط. ويقول الفيزيائي "قبل التوجه إلى المريخ مع مهمة إنسايت، قلنا لأنفسنا إنه قد اقترب قليلا من نهاية حياته، مع وجود نواة لم تعد نشطة للغاية". وكان الباحثون يتوقعون العثور على كوكب هزته "زلازل صغيرة تضرب من كل مكان"، في إشارة إلى أنه ينكمش ببطء أثناء تبريده، كما يفعل القمر أو عطارد حاليا. لكن مقياس الزلازل في مهمة إنسايت سجل شيئا آخر، وهو "في الغالب مصدر يظهر نشاطا كوكبيا داخليا". واكتشفت الآلة زلازل في منطقة سربيروس فوساي، ما ينسبه العلماء إلى دوران الصهارة والصخور المنصهرة في قشرة المريخ على أعماق تراوح بين 15 و50 كيلومترا.

مشاركة :