ارتفعت الأسهم الأميركية، خلال تعاملات يوم الجمعة، لتنهي الأسبوع بقوة، رغم نتائج أعمال غير جيدة لأغلب شركات التكنولوجيا الكبرى، وليسجل مؤشر داو جونز الصناعي رابع أسبوع على التوالي من المكاسب، للمرة الأولى منذ شهر نوفمبر من العام الماضي. وخلال تعاملات الجمعة، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من ثمانمائة نقطة، مثلت 2.6 % من قيمته، تقترب به من تسجيل أفضل أداء شهري منذ شهر يناير من عام 1976. وفي نفس اليوم، ارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بنحو 2.5 %، بينما وصلت مكاسب مؤشر ناسداك إلى 2.9 %. تسبب الإعلان عن نتائج أعمال غير جيدة، خلال الربع الثالث من العام من بعض كبريات شركات التكنولوجيا، في الضغط على المؤشرات في بعض أيام الأسبوع، حيث خسر سهم «فيسبوك» أكثر من ربع قيمته، وخسر سهم «ألفابيت»، الشركة الأم لمحرك البحث الشهير «جوجل»، أكثر من عشرة بالمائة من قيمته، بعد إعلان نتائج أعمالهما. وفي الإطار نفسه، خسر سهم «أمازون» أكثر من عشرين بالمائة من قيمته، وخسر سهم «مايكروسوفت» أكثر من عشرة بالمائة من قيمته، ومع ذلك، تمكنت المؤشرات الرئيسية الثلاثة من تحقيق مكاسب أسبوعية كبيرة. وبقيادة سهم «آبل»، الذي يشكل وحده أكثر من 7% من قيمة مؤشر «إس آند بي 500»، والذي ارتفع خلال تعاملات يوم الجمعة فقط بنسبة تجاوزت 7.5%، ارتفع المؤشر بنسبة 3.9%، وارتفع مؤشر «ناسداك» بنسبة 2.2، خلال تعاملات الأسبوع. أما مؤشر «داو جونز»، الأشهر على مستوى العالم، فقد بلغت مكاسبه الأسبوعية 5.7%. وانتعشت آمال مستثمري الأسهم والسندات الأميركية بسبب البيانات التي صدرت على مدار الأسبوع، والتي أوضحت إمكانية أن يكون معدل التضخم الأميركي قد بدأ في التراجع، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تخفيف نبرة بنك الاحتياطي الفيدرالي، والخاصة بالإبقاء على معدلات الفائدة عند مستوياتها التقييدية. وينتظر المستثمرون على أحر من الجمر المؤتمر الصحافي الذي سيعقب اجتماع أعضاء مجلس إدارة البنك الفيدرالي يوم الأربعاء القادم، والذي سيقوم فيه جيرومي باول، رئيس البنك، بإعلان قرارهم الخاص برفع الفائدة، والذي تشير أغلب التوقعات إلى أنه سيكون بـ75 نقطة أساس. ومع التوقعات التي تنتقل بمعدل الفائدة على أموال البنك إلى نطاق 3.75% - 4%، بعد أن كانت قريبة من صفر مطلع العام الحالي، تتطلع أنظار المستثمرين لما سيقوله باول، بعد إعلان قراره للصحفيين. توقع عدد من أعضاء «الفيدرالي»، أن تمثل الفترة الحالية النقطة المحورية Pivot، التي يعكس فيها البنك سياساته النقدية، حتى لا يدخل الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود. لكن لورانس سومرز، وزير الخزانة في عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، قال في لقاء مع قناة «سي إن إن» الإخبارية قبل يومين، إن «الأميركيين ليس لديهم خبرة في الخروج من التضخم المرتفع إلا بعد الدخول في ركود».
مشاركة :