كل جهود تطوير التعليم سواء على مستوى السياسات التعليمية أو خطط التطوير التربوي أو الندوات والمؤتمرات التعليمية تؤول محصلتها في النهاية إلى جودة ما يجري فعلاً من أحداث ومناشط تعليمية داخل الفصل. أحياناً قد يحدث زلزال تطويري تعليمي/تربوي في الجهاز التعليمي المركزي، ولكن للأسف هذا الزلزال قد لا يصل ألى أسوار المدرسة، ناهيك عن أن يصل إلى داخل الفصل، بل قد يصل إلى أجهزة الإعلام والسوشيل ميديا قبل أن يصل إلى المدرسة. نخلص من ذلك إلى أن ما يجري داخل الفصل من تفاعلات بين المعلم وطلابه، وبين الطلاب أنفسهم، وبين الطلاب والخامات التدريسية المعملية هو جوهر عملية تطوير التعليم، ومع تعاظم التقدم التقني المعلوماتي، ومع التنامي الهائل في المعارف الإنسانية وجد التربويون أنفسهم يصطدمون بالسؤال التالي : ماذا عسانا أن نختار ونقدم لطلابنا من معرفة وسط هذا المحيط الهادر من المعرفة والمهارات والتقنيات المتجددة. في مثل هذا المناخ المتفجر معرفياً وتقنياً يرى التربويون أننا يجب أن نختار من المعرفة ما يجقق المنفعة لطلابنا، ولكن ما هو معيار المنفعة هنا؟ المنفعة تتحدد هنا بقدرة هذه المعرفة على مساعدة الطالب على حل مشكلاته الحاضرة، وليس مشكلاته المستقبلية. وهذا يتطلب أن يحدد التربويون طبيعة المشكلات التي يواجهها الجيل الحالي في كل مرحلة تعليمية، وهذا تحدٍّ آخر يواجهه التربويون.
مشاركة :