الحصار الذي احكم قبضته النظام السوري على سكان مضايا متجاوزا شهره السادس ، في مشاهد مؤلمة تبثه شاشات القنوات الفضائية ، دون أن تحرك ساكنا في الضمير العالمي وحقوقه الإنسانية التي يدعيها أوصيا الحقوق ، كونها تتمحور وفق الأهواء المتفق عليها ، التي لا تعرف من هذه الحقوق إلاّ أرقام بنودها المتهالكة ، ليتم تطبيقها على بعض أجزاء اليابسة وفق بوصلة الأهواء السياسية ، وهي حقيقة يجب الاعتراف بها أمام شعوبنا العربية ، بتجاوزها عصر قدر الشعوب ومآل إليه حالها ، وعجز الضمير الإنساني الدولي ليقول كلمته إنصافا للعدالة وإعطاء الشعوب المكلومة حقوقها ، وهاهي تئن تحت هيمنة الظلم والاستبدال من دول كثيرة ، كنا نضنها ترفع شعار الحرية والعدل والمساواة بين شعوب العالم ، بدلا من تهديدها بعض الشعوب المقهورة التي عانت من حكامها أصناف الذل والهوان ، وتكتيم الأفواه الجائعة والنفوس المنكسرة والحقوق المغتصبة ، من أجل التمسك بكرسي الحكم التي بدأ ضائعا بمطالب الشعب السوري ، ولم يعد لحاضر الأيام أملا في استجابة تعالج الجراح النازفة. فالذي يعرف الشعب السوري الشقيق على حقيقته ، كما يعرف تاريخ حضارته ومواقفه ومشاركاته البطولية مع أشقائه ، يدرك أن للمواقف البطولية رجالها وللسياسة حكامها ، قبل أن يعتلي سدنة الحكم من لا صلة له به ، وإنما ابتليت بهم مجتمعاتهم وأصبحوا ضحايا حُكام الظلم والقهر والاستبداد ، ومن النماذج الحية لهؤلاء الحكام ما يجري الآن على مرأى ومسمع العالم في الشقيقة سوريا ، هو دليل واضح لغياب الضمير ليس بفعل نظام أباد شعبه ورقص على جماجم شهدائه ومن سانده في تلك الجريمة النكراء ، وللإنصاف والى وقت قريب ومع وجود بعض الأخطاء السياسية ولعلها أقل ضررًا ، كانت سوريا صاحبة القرار المؤثر والجناح الدافئ لأمتها العربية ، ولعل نائب الرئيس السوري الأسبق عبدالحليم خدام أحد شهود العصر الذي لديه الكثير مما يمكنه أن يقوله ، هذا إن كانت ذاكرته لازالت تحتفظ بما كان لسوريا من دور قومي في صناعة القرار السياسي العربي ولكنه زمن التغيير الأسوأ في عالم يرسم خطاه لمزيد من الهزائم والنكبات ، بدء من هزيمة الخامس من حزيران التي اقتربت من عقدها الخامس ، للمشاركة في احتفالات رأس السنة بأنغام موسيقى الروك ، والاعتداء على براءة الطفولة ببرنامج the voice في موسمه الثالث ، وغياب الوعي العربي نحو مفاهيم تربوية توقظ في الأمة بعض وليس كل أحلامها ، لنتذكر حال أطفال ونساء مضايا البائسة. ترنيمة :ــ من شعر محمد سعيد رباح يموتُ صغارُنا برداً وجوعاً وتنزفُ دمعَها وجعاً مضايا وأصدقُ من قوافي الشعرِ دمعٌ يشقُ العينَ من وجعِ الصبايا على تلك الحدودِ كتبتُ شعري وسكينُ العروبةِ في الحشايا
مشاركة :