تتأهب إسرائيل قبل يومين من توجه مواطنيها إلى صناديق الاقتراع تحسباً لوقوع هجمات إلكترونية أو حملات تأثير من خصوم أجانب، لا سيما عدوها اللدود إيران، وذلك بهدف إثارة المزيد من التوترات بين سكانها المنقسمين. ويخوض الإسرائيليون، الثلاثاء، انتخابات هي الخامسة خلال أقل من 4 سنوات في ظل استمرار حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي. ويرى مكتب وزير الاتصالات الإسرائيلي، يوعاز هندل، أن الثلاثاء يوم “مغرٍ لحملات التأثير”. وتستعد الوزارة والمديرية الوطنية الإلكترونية لمكافحة الهجمات المباشرة على البنية التحتية لعملية التصويت بما في ذلك جهود القرصنة التي يمكن أن تستهدف المواقع الإلكترونية والخواديم التابعة للجنة المركزية للانتخابات. وتبقى هذه المخاوف ثانوية إذ أن التصويت يتم عن طريق الاقتراع الورقي. لكن مسؤولين وخبراء يخشون من تقويض الثقة في العملية الديمقراطية في إسرائيل من خلال حملات على الإنترنت. وحذر رئيس لجنة الانتخابات، إسحاق عميت، من جهود ترمي إلى “نزع الشرعية عن النتائج” و”الإضرار بالديموقراطية وإحداث انقسامات وريبة”. أما الباحث في جامعة تل أبيب، عوفر باريل، فأشار إلى وجود أدلة على جهود إيرانية “تحاول التأثير على المجتمع الإسرائيلي من خلال نشر أكاذيب ذات محتوى سياسي”. وأوضح: “نرى في الكثير من الحالات حسابات إيرانية مزيفة ضمن مجموعات كبيرة تضم المئات تبث رسائل تدفع إلى الشقاق او تنشر أكاذيب لالحاق الضرر بسمعة سياسي ما”. ورأى أن إسرائيل أصبحت معرضة أكثر لهجمات كهذه بسبب الانقسامات السياسية العميقة والتي ترتب عليها نتائج غير حاسمة في أربع انتخابات متتالية وانقسام كبير بين مؤيدي رئيس الوزراء السابق اليميني بنيامين نتانياهو وخصومه السياسيين. ويوضح باريل لوكالة “فرانس برس” أن “الهدف ليس استهداف شخصية سياسية محددة، بل تشجيع الاستقطاب والفوضى في السياسة الإسرائيلية المعقدة أساسا بفعل الجمود السياسي”. من جهتها، حذرت جمعية الإنترنت الإسرائيلية الشهر الماضي في رسالة وجهتها إلى الشركة الأم لفيسبوك “ميتا” من “عدم وجود إعداد كاف للشبكات الاجتماعية الشعبية قبل الانتخابات الإسرائيلية”. وأشارت رسالة الجمعية التي تدعو إلى الاستخدام المفتوح والمسؤول للفضاء الإلكتروني، إلى جهود ميتا القوية لضمان نزاهة الانتخابات في دول أخرى تشهد أجواء سياسية متقلبة وعنيفة أحيانا، مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكينيا والفيليبين وإثيوبيا والهند. وفي الوقت نفسه، قالت الجمعية إن لديها “شكوكا معتمدة على أبحاث” بشأن تطبيق معايير ميتا في إسرائيل عازية ذلك إلى افتقار القدرة على المراقبة باللغة العبرية. وكثفت مجموعات من المجتمع المدني جهودها ضد المحتوى السياسي التحريضي على الإنترنت لا سيما مجموعة “فيك ريبورتر” التي كشفت عن 100 حساب شخصي على فيسبوك تستهدف أنصار نتانياهو وجهود أكبر للتحريض على الكراهية. من جانبه، أجرى معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب محاكاة لتهديدات سيبرانية محتملة. وأشار مدير المعهد، تامير هيمان، إلى أن المخاطر على عمليات التصويت والفرز “ليست عالية” لكنه حذر من أن إسرائيل “منفتحة ومعرضة لتأثيرات من الخارج” بهدف تقسيم المجتمع. وأضاف: “حان الوقت لأن يكون لدى إسرائيل هيئة رسمية مسؤولة وتتمتع بصلاحية تحصين الديمقراطية الإسرائيلية من التأثير الأجنبي”، مضيفا أن الانتخابات الأربع غير الحاسمة ربما كانت لها فوائد بجعلها الناس يتمتعون “بوعي أكبر ويتوقفون عن تصديق كل ما ينشر. وأشار إلى أنه “بعد هذا العدد الكبير من الانتخابات خلال فترة قصيرة، سئم الناس الانتخابات والسياسة ولا يهتمون كثيرا”.
مشاركة :