المدربة زهراء ناصر: إصابات التايكواندو أقل بكثير من إصابات كرة القدم

  • 10/25/2022
  • 10:49
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

رياضة التايكوندو واحدة من الرياضات الدفاعية التي ظهرت في دولة كوريا، حيث اتخذها البعض من أجل الدفاع عن النفس، ويرجع ذلك إلى الحروب التي انتشرت في كوريا، وهي رياضة دفاعية ضد أي عدوان دون استخدام الأسلحة، وهنا أجريت مقابلة مع مدربة التايكوندو زهراء ناصر، لخبرة تتجاوز العشر سنوات. حدثينا عن بدايتك؟ في البداية كنت لاعبة كرة سلة لمدة ست سنوات، ولكنني بدأت في رحلة البحث عن رياضات مختلفة. كنت أريد إثبات نفسي ووضع طاقتي في رياضة فردية حيث كنت امتلك طاقة كبيرة، فلذلك لم أعثر على أي رياضة أخرى ترضيني غير رياضات دفاع النفس. كنت سأتوجه لرياضة الكاراتيه، لكن آنذاك لم تكن مشهورة مثل التايكوندو في مملكة البحرين، فبتالي اخترتها رياضة لي في عام 2007. ما الصعوبات التي واجهتك في بداية مسيرتكِ الرياضية؟ من الصعوبات التي واجهتني هي اختيار مدرسة التايكواندو المناسبة لي من حيث مستواي والتزامي، ذهبت لأحدى بطولات التايكوندو ومن هناك استطعت مراقبة المدربين ومستويات اللاعبين والمدرسة الأفضل في البحرين، ثم وقع اختياري على مدرسة المحترف، وهنا كان أساسي. كيف كانت ردة فعل عائلتك تجاه ممارستك لهذه اللعبة؟ في بادئ الأمر بالطبع تم رفض ذلك لأنني من عائلة محافظة وكان ذلك شيئا غريباً على المجتمع، لكن مع ذلك والدي لم يعارضني ووثق في اختياراتي لأنه رأى سعي المستمر وشغفي ومع مرور سنتين وحصولي على المركز الأول ببطولات البحرين ومستوى جيد ببطولة البحرين الدولية اعتادوا على كوني لاعبة تايكوندو. كم مباراة خضت؟ وكم بطولة حصلت؟ من المنافسات بطولة ارادوس في بداياتي حصلت على البرونز وفضيتين، ثم واصلت الحصول على الميداليات الذهبية بهذه البطولة، وحصلت على الذهبية ببطولة المهرجان الأول للاتحاد البحريني للدفاع عن النفس. كما شاركت ثلاث مرات ببطولة البحرين الدولية المفتوحة وحصلت سنة 2011 على الفضية.  وبسبب تركيزي على التحكيم ببطولات البحرين، وتركيزي على التدريب، توقفت عن المشاركة ورجعت للمشاركة سنة 2019 ببطولة التايكواندو الأولى المفتوحة للسيدات. وحصلت على المركز الأول، وضمن هذه المسيرة حصلت على المركز الأول في تصفيات المنتخب وزن 49، وأصبحت لاعبة منتخب، والكثير من المراكز الأولى والميداليات. كيف كانت تجربة التحكيم؟ بدأت التحكيم في عام 2015 وكان سبب توجهي الأساسي للتحكيم هو التعمق في مجال القوانين الخاصة بالتايكواندو. وهذا يرفع من مستواي كمدربة. وهناك نوعان من التحكيم: تحكيم بومسي، وتحكيم فايت، التحكيم صعوبته تكمن في الانتقادات الموجه للحكم من اللاعبين المنافسين، المدربين، الجمهور، ودائماً ما يتم توجيه اللوم على الحكم حتى إذا لم يكن أي حكم اصدره خاطئ، وكون لا يتم إعطاء تقدير كافي لمجهود الحكم الذي يكون عليه مشقة تحكيم منافسات كثيرة خلال يوم البطولة، أو حتى لمدة يومين. مدربك رجل، هل كان يتعامل معك بشكل مختلف كونك امرأة؟ ردت ضاحكة: كان يعاملني بشكل مختلف عن كوني امرأة بالنسبة لعدم اعتباري امرأة نظرًا لسرعتي ولياقتي البدنية العالية وكوني امتاز بركلات عالية. وفي موقف طريف، كان يدعو البنات للتسابق ولكنه أخبرني فجأة ان أقف بعيدة. تساءلت عن السبب، فقال لا انت مختلفة، انت امرأة خارقة. ولم تكن البنات من أقراني تحب ان تتسابق معي، وبصراحة كنت أحب التسابق مع فئة الشباب أو التنافس معهم للتطوير من مستواي. ما الذي تغير في حياتك بعد حصولك على هذه الانجازات في رياضة التايكوندو؟ شخصيتي تغيرت بصورة أفضل، التايكواندو يعلمك الاحترام بشكل كبير، الآن تلقائيًا عندما أصافح أحد انحني له، وليس بالحركة فقط بل أقدّر المستوى الذي هو عليه، والتايكواندو يعلمك ايضاً الالتزام. والالتزام يعني التضحية، التضحية بالسفر، بالخروج مع الأهل وأي متع أخرى، والالتزام بالتدريب والاستعداد الدائم له، لأن في أي لحظة تكون هنالك خطة بديلة للعبك. الاحترام والالتزام لا يكون فقط باسمي وإنما باسم المركز. واشبّه تدريب التايكوندو بالتدريبات العسكرية. وايضًا على صعيد الناحية الاجتماعية تجاه المدربين والحكام اللاعبات واللاعبين. هل تحرصين على تعليم المتدربات الالتزام؟ طبعاً كمدربة احرص على ارشاد طالباتي بالالتزام بالحضور وبجدية التمرين لأن لعبة التايكوندو قائمة على الالتزام ولا أسطيع تسمية لاعب التايكوندو بلاعب إذا لم يطبق قوانين اللعبة وإبراز روح التعاون واحرص على تنمية علاقة التواصل بينهم واخبارهم بأهمية السؤال عن أحوال بعضهم البعض. لأننا هنا أشبه بالعائلة. في الآونة الأخيرة هنالك اتجاه كبير لرياضة التايكوندو، برأيكِ ما السبب؟ اعتقد ان انفتاح وتوجه الناس على المجتمع الكوري هو السبب وراء ذلك، وبالأخص اهتمام الآخرين بالموسيقى الكورية، وبرأيي أن الإنسان إذا أحب شيئاً سيحب أن يتعرف على أي شيء يخصه. ما هو العمر الملائم للبدء بممارسة لعبة التايكوندو؟ لا علاقة للأعمار هنا، فالفارق هو الخبرة. وتستطيع البدء في أي عمر كان. وأي مرحلة عمرية تستطيع أن تنجز فيها، الفرق في لعبك منذ الصغر هل انجزت في مرحلة الناشئين؟ هل شاركت في بطولات مستواها قوي أم لا؟ لكن لا يعني أنني إذا تدربت متأخراً فذلك سوف يجعلني لا أستطيع مواجهة منافس متدرب منذ الصغر.  هل لديك طقوس خاصة قبل البدء بالتدريب؟ لا يوجد مدرب لا يستعد للتدريب، وخبرتي كلاعبة تسهل عليّ عملي وقبل أن اعطي التمرين أأديه وأقيس الفترة الزمنية وأحدد الشدة المطلوبة وكثافة التمرين مراعاة مع الفئات العمرية والمستوى العام، واخطط. والتخطيط لا يأخذ مني وقت طويل بسبب انني املك المخطط لسنوات طويلة واعطي كل شخص تمارينه التي يحتاجها من اعداد بدني خاص أو عام وحسب المستوى البدني لديه، والعناصر المهمة مثل السرعة والرشاقة والمرونة والقدرة العضلية. يعتقد البعض أن رياضة التايكوندو رياضة قاسية، ما رأيك؟ في مقال سابق لي كنت اتحدث عن كرة القدم والتايكوندو واخبرتهم بأن إصابات كرة القدم نسبتها كبيرة، أما التايكوندو فهو أقل نسبة في مجموع الإصابات من بين أي لعبة دفاعية، نحن نستخدم واقيات للجسم بأكمله، ولم اشهد في مسيرتي على أي إصابة خطيرة، ولا اعتقد أن اللعبة عنيفة، وارى أن معظم اللاعبين يتمتعون بإحساس مرهف ويحبون الفن وبالنسبة لي فهوايتي هي الرسم والعزف على القيثار. بِمَ تنصحين المقبلين على هذه الرياضة؟ قبل أن تضغط على نفسك في اللعبة، اسأل نفسك هل تحب اللعبة؟ بالطبع معرفة الجواب يكمن بممارسة الرياضة لفترة. ثانيًا تأكد هل ترى نفسك في اللعبة، وما هو الهدف الذي تريد الوصول له؟  إذا حققت الهدف هل تريد المواصلة بهدف اعلى؟ الأهم رغبتك في ذلك. ما هي المقترحات التي تقدمينها إلى الاتحاد البحريني للتايكوندو؟ نقدر الجهود المبذولة من قبل الاتحاد للارتقاء باللعبة، وما زلنا نطمح لمزيد من التطوير والتقدم، سواء فيما يتعلق بمستوى اللاعب البحريني والذي من وجهة نظري يعد الأفضل خليجيًا ولكن مقارنة مع المستويات خارج الإقليم الخليجي يعد متأخرًا، وليس نقصًا في مهارته أو قوته ولكنه يحتاج إلى المزيد من الرعاية والدعم المادي لصقل مهاراته لينافس في بطولات خارجية على مستويات عربية ودولية وعالمية، لذا نقدم توصيات للاتحاد بإقامة المزيد من البطولات والمعسكرات ومساندة المدارس ورسم خطة واضحة لأي نشاط تقوم به. هل لديكِ أمنية في وضع التايكوندو حصة مدرسية؟ لو كنت طالبة بالطبع أتمنى ذلك، وكوني معلمة رياضة بدنية لا امانع من أن تكون مقرراً في المدارس وادربه. حوار مريم محمد عطية، طالبة بجامعة البحرين.

مشاركة :