حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من التبعية للصين، وذلك في إشارة إلى استحواذ شركة صينية على جزء من محطة حاويات في ميناء هامبورج شمالي ألمانيا. وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر إن مهمة الحكومة التعلم من الأخطاء "ولذلك أعد أن من المهم للغاية ألا نعاود الاعتماد مرة أخرى أبدا على دولة لا تشاطرنا قيمنا، بشكل يضعنا لاحقا في موقف كهذا الذي شهدناه في الحرب الروسية وبشكل يقيد خياراتنا في التعامل". ورأت بيربوك أن تشويه المنافسة موجود في القواعد الصينية الخاصة بالاستثمارات الأجنبية "فالصين تحظر إمكانية استثمار شركات أجنبية في بناها التحتية، وتحظر على الشركات العمل في الصين- دون شركات محاصة- بينما نسمح بكل هذا في بلادنا؟". وكان مجلس الوزراء الألماني قد توصل في جلسته في الأسبوع الماضي إلى حل توافقي في الخلاف بشأن استحواذ مجموعة كوسكو الصينية على حصة في محطة حاويات "تولرورت" بميناء هامبورج الألماني، حيث قرر المجلس ما يعرف بالممانعة الجزئية، التي تسمح للمجموعة الصينية بالاستحواذ على حصة تقل عن 25 في المائة في محطة الحاويات مع عدم السماح بالاستحواذ على حصة أكبر. وكانت كوسكو تسعى في الأساس إلى الاستحواذ على حصة بـ 35 في المائة في المحطة. من جانبها، أعلنت محطة حاويات "تولرورت" بميناء هامبورج الألماني أمس، رحيل رئيسها التنفيذي عن مهام منصبه ونفت وجود علاقة لهذه الخطوة بالاستحواذ الصيني على حصة من المحطة. وفي تصريحات صحافية أمس، قال متحدث باسم شركة "إتش إتش إل إيه" للوجستيات الموانئ في هامبورج، إن رحيل الرئيس التنفيذي في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) ليس له أي علاقة على الإطلاق مع الدخول المزمع لمجموعة "كوسكو" الصينية في المحطة. ولفت إلى أن خطوة استحواذ الصين على حصة من إحدى محطات الميناء كانت قد تقررت قبل وقت طويل بالتوافق بين الجانبين، وفقا لـ"الألمانية". وفي تصريحات لإذاعتي "إن دي آر" و"دبليو دي آر"، قالت متحدثة باسم الشركة إن المدير التنفيذي "أعرب عن رغبته في تولي مهمة جديدة خارج شركة إتش إتش إل ايه". يذكر أن المدير التنفيذي57 عاما يعمل منذ أعوام عديدة في الشركة، وتولى الرئاسة التنفيذية لمحطة الحاويات منذ 2019، وقالت المتحدثة إن الشركة ممتنة له للغاية على الوظائف التي أداها في "إتش إتش إل إيه".
مشاركة :