218 سفينة تتوقف بعد تعليق روسيا اتفاق تصدير الحبوب .. مخاوف من ارتفاع أسعار

  • 10/30/2022
  • 22:33
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية أمس "إن 218 سفينة في المجمل توقفت فعليا بسبب قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب". ووفقا لـ"رويترز"، أوضحت الوزارة عبر تطبيق تيليجرام أن 95 سفينة محملة كانت قد غادرت الموانئ الأوكرانية تنتظر حاليا التفتيش للإبحار باتجاه المستهلك النهائي، وأن 101 سفينة فارغة تنتظر التفتيش لدخول الموانئ الأوكرانية، فيما كانت 22 سفينة محملة بالسلع الزراعية تنتظر المغادرة. وكانت روسيا أعلنت السبت تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لتصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، في أعقاب هجمات على أسطولها في شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا. وأشارت أوكرانيا إلى أن الاتفاق، الذي أتاح فتح ثلاثة موانئ على البحر الأسود، سمح لها بتصدير نحو تسعة ملايين طن من السلع الزراعية حتى الآن. وتتزايد المخاوف العالمية من ارتفاع أسعار الحبوب خلال الأيام المقبلة، بعد الانسحاب الروسي. ووفقا لـ"الفرنسية"، صدرت أوكرانيا منذ آب (أغسطس) الماضي نحو تسعة ملايين طن من المواد الغذائية، بما في ذلك القمح والذرة، بموجب الاتفاق. وأغلقت العقود الآجلة للقمح الجمعة الماضي، عند أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع وسط مخاوف بشأن الطلب، لكنها قد تقفز مرة أخرى بعد الخطوة الروسية. ويعرض قرار روسيا تعليق المشاركة في اتفاق البحر الأسود، للخطر، طريق التصدير الرئيس للحبوب والأسمدة التي تشتد الحاجة إليها لمعالجة أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن حربها ضد أوكرانيا. وقال كونستانتين كوساتشيف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، "إن موسكو مستعدة لاستبدال الحبوب الأوكرانية بالكامل في السوق العالمية"، بعد الانسحاب من اتفاق البحر الأسود. وأعلن مركز التنسيق المشترك المكلف بالإشراف على تطبيق الاتفاق الدولي أنه لم يسجل أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود أمس. وقال المركز في بيان بعدما أعلنت موسكو تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي وقع في 22 يوليو في إسطنبول بسبب هجوم مسيرات على سفنها "تعذر التوصل إلى اتفاق في مركز التنسيق المشترك بشأن حركة خروج سفن الشحن ودخولها في 30 أكتوبر". وأوضح المركز الذي يضم مندوبين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في إسطنبول أنه تبلغ من روسيا "قلقها على أمن سفن الشحن"، وقد نقل هذه المخاوف إلى الوفدين التركي والأوكراني. وأضاف "تم تبليغ منسق الأمم المتحدة لمبادرة الحبوب في البحر الأسود مخاوف الوفد الروسي لدى مركز التنسيق المشترك بشأن أمن تحرك السفن التجارية". وتابع يقول "نقلت هذه المخاوف إلى الوفدين التركي والأوكراني في مركز التنسيق المشترك". وأضاف "يدرس مركز التنسيق المشترك المستجدات الأخيرة ويقيم تأثيرها في عملياته ويناقش المراحل المقبلة". وتمكنت تسع سفن شحن السبت من استخدام الممر البحري في البحر الأسود "وثمة أكثر من عشر سفن أخرى" جاهزة لذلك في الاتجاهين، على ما أوضح المركز الذي يسهر على تطبيق الاتفاق. وينص هذا الاتفاق خصوصا على تفتيش سفن الشحن التي تسلك البوسفور في الاتجاهين إن كانت فارغة أو محملة من قبل خمسة فرق مؤلفة من مفتشين اثنين لكل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة. ومنذ مطلع الشهر الحالي انتقدت أوكرانيا بطء عمليات التفتيش متهمة روسيا بعرقلة العملية. وقدر المركز خلال الأسبوع الحالي بأكثر من 170 عدد سفن الشحن الجاهزة للتفتيش قبالة إسطنبول. وسمح الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس بتصدير أكثر من تسعة ملايين طن من الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من المرافئ الأوكرانية، على ما أفاد المركز. وأدان حلفاء كييف، بما فيهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق، الموقع بوساطة الأمم المتحدة. وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي حث روسيا أمس، على إعادة النظر، حتى بشأن ما قاله نائب روسي عن استعداد موسكو "لاستبدال الحبوب الأوكرانية بالكامل". بدوره، قال دميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكراني "إن روسيا تحاول القيام بحيلة دعائية من خلال إتاحة حبوب من أوكرانيا، بينما تغلق ممر التصدير الآمن من أوكرانيا". وأشار دميترو كوليبا "روسيا تمنع تصدير مليوني طن من الحبوب إلى الجزائر واليمن وفيتنام وبنجلادش وغيرها الآن". وندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعلان روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق السماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، ووصفه بأنه "تصرف شائن". وقال بايدن، بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات النصفية في وقت مبكر أمس في ويلمنجتون في ولاية ديلاوير "سيزيد ذلك المجاعة، لا يوجد سبب لقيامهم بذلك". وندد الاتحاد الأوروبي بإعلان روسيا تعليق صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود. وقالت نبيلة مصرالي المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي "إن برنامج التصدير هو جهد إنساني حاسم له تأثير إيجابي واضح في وصول الغذاء إلى ملايين الأشخاص حول العالم". وغرد جيمس كليفرلي وزير الخارجية البريطاني عبر موقع تويتر قائلا "إن الاتفاق مع روسيا لتصدير الحبوب مفيد للأمن الغذائي العالمي، يجب أن تسمح روسيا لصادرات الحبوب بالوصول إلى الجياع في العالم". وقالت وزارة الدفاع الروسية "إنها أوقفت المشاركة في اتفاق يسمح بالعبور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، بعد هجمات بطائرات من دون طيار ضد سفنها البحرية". وقبيل الإعلان عن تعليق اتفاق الحبوب، انتقد دميتري باتروشيف، وزير الزراعة الروسي مرة أخرى النص على التلفزيون، واتهم دول الاتحاد الأوروبي باحتكار الصادرات الأوكرانية، التي ينبغي أن تذهب إلى الدول الفقيرة. وسبق أن أنكر مركز التنسيق الموجود في تركيا هذه الادعاءات. وقال باتروشيف "إن اتفاق الحبوب مع الأسف لم يحل مشكلات الدول المحتاجة، بل فاقمها أيضا إلى حد ما"، وتعهد بتسليمها مجانا شحنات تصل إلى 500 ألف طن من الحبوب الروسية. وأوضحت روسيا أن 3 في المائة فقط من المواد الغذائية المصدرة بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لإخراج الحبوب من الموانئ الأوكرانية المحاصرة ذهب إلى الدول الأشد فقرا، وحصلت الدول الغربية على نصف الشحنات الكلية. ومنذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة في تركيا في 22 يوليو، تم تصدير عدة ملايين من أطنان الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا من أوكرانيا. من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى الحفاظ على اتفاق تصدير الحبوب، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام "من الحيوي أن تمتنع كل الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر"، مؤكدا أن لهذا الاتفاق "أثرا إيجابيا" لتأمين الغذاء لملايين في مختلف أنحاء العالم.

مشاركة :