بن غفير «اليميني المتطرف» صاحب الدور الحاسم في الانتخابات الإسرائيلية

  • 10/31/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتناقض الآراء في إسرائيل حول زعيم اليمين المتطرف إيتمار بن غفير، الذي كان يعتبر في وقت من الأوقات منبوذاً في الساحة السياسية الإسرائيلية، لكنه قد يلعب اليوم دوراً حاسماً في الانتخابات المقبلة في البلاد. ينظر كثيرون إلى بن غفير، البالغ من العمر 46 عاماً، على أنه مشرّع مهووس بتفجير التوتر، معتبرين أن سياسته تهدّد بإشعال النار في البلاد. في شقته الفاخرة في تل أبيب، يقول المحامي بنظارته المستديرة وقلنسوته البيضاء، لوكالة «فرانس برس»: «لقد تغيرت، عندما قلت قبل 20 عاماً إنني أريد طرد كل العرب، لم أعد أعتقد ذلك، لكنني لن أعتذر». انتخب بن غفير لعضوية البرلمان في أبريل 2021، وهو يرأس حزب «القوة اليهودية»، وأمضى سنوات في حملة لصالح اليمين المتطرف. يدعم برنامجه ضمّ إسرائيل للضفة الغربية المحتلة التي يقطنها 2.8 مليون فلسطيني، ونقل بعض السكان العرب الإسرائيليين في البلاد. في شبابه، وُجّهت إلى بن غفير أكثر من 50 لائحة اتهام بالتحريض على العنف أو خطاب الكراهية. يتفاخر بأنه تخلص من 46 اتهاماً، وكان درس القانون ليتعلم كيف يدافع عن نفسه، ولسنوات رفضت نقابة المحامين طلبه الانتساب إليها بسبب سجله الجنائي. اليوم هو أحد أبرز الشخصيات في السياسة الإسرائيلية، وهو أب لستة أطفال ويعيش في مستوطنة كريات أربع في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. أنقذوا البلاد قبل أسابيع فقط من انتخابات الكنيست التي ستجرى في الأول من نوفمبر، لوّح بن غفير بمسدس في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، وسط مواجهات بين السكان الفلسطينيين من جهة والقوات الإسرائيلية ومؤيديه من جهة أخرى. في اليوم التالي، نشر بن غفير صورته وهو يقف بجانب اثنين من أطفاله حاملين مسدسات لعب، وكتب على «تويتر»: «بعد أعمال الشغب.. أقوم بتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الإرهابيين». ويقصد بن غفير بشكل متكرّر المسجد الأقصى في القدس القديمة الذي تشهد باحاته بانتظام مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين، ويزداد التوتر بين المسلمين واليهود عند كل زيارة لبن غفير. ويقول بن غفير: «أنا هنا لأنقذ البلاد، أنا في حرب مع الجهاديين، وأولئك الذين يريدون مهاجمة البلاد». كمحامٍ دافع بن غفير عن موكلين مثل المستوطنين المتهمين بالعنف، وكان من بينهم المتورطون في عملية إحراق منزل عائلة دوابشة الفلسطينية في الضفة الغربية عام 2015، ما أسفر عن مقتل طفل رضيع ووالديه. لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني بالنسبة لبن غفير الذي يتحدث عن «أزمة وجودية من أجل بقاء الشعب اليهودي». ويُكسبه خطابه مؤيدين في جميع أنحاء البلاد، فيما لوحظ أن نسبة الشباب من مؤيديه تتزايد. يتحالف حالياً مع يميني متطرف آخر هو بتسلئيل سموطريتش، وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحصل الثنائي على 13 مقعداً في الانتخابات المقبلة، أي ما يقرب من ضعف مقاعدهم السبعة الحالية. ومن المرجح أن يشكّلا، في حال صحّ ذلك، ثالث أكبر تحالف في البرلمان، ما قد يضع بن غفير في موقع مؤثر في أي ائتلاف حكومي. ويمكن لزعيم المعارضة اليميني بنيامين نتنياهو أن يستفيد من دعم «القوة اليهودية»، وأن يعرض في المقابل منصباً وزارياً على بن غفير. يغذي الخوف ويقول الباحث في معهد شالوم هارتمان في القدس، يوسي كلاين هاليفي، إن بن غفير سيسعى للحصول على حقيبة وزارة العدل أو الأمن الداخلي. ويقول يوسي كلاين هاليفي من معهد «شالو هارتمان إينتيتيوت» في القدس، إن وصوله إلى مثل هذا المنصب سيجعله «مسؤولاً عن حفظ القانون والنظام، والتأكد من استمرار الاضطرابات والتوتر والكراهية في الشوارع». غير أن طموح بن غفير السياسي جعله يخفف من حدة بعض آرائه، فبدلاً من «الموت للعرب»، صار يهتف «الموت للإرهابيين!». ولد بن غفير في ضواحي القدس لأبوين شرقيين، ويستلهم أفكاره من الحاخام المتشدد مائير كاهانا، زعيم حركة «كاخ» التي سعت لطرد العرب في إسرائيل. وكاهانا الذي دخل الكنيست عام 1984، مُنع من الترشح مرة أخرى في 1988 بسبب عنصرية حزبه. وكان كاهانا الذي اغتيل في نيويورك عام 1990، مصدر إلهام أيديولوجي لباروخ غولدشتاين، الذي قتل 29 مصلياً فلسطينياً في الخليل في 1994. اعتاد بن غفير تعليق صورة لغولدشتاين في منزله، لكنه أزالها بعدما دخل عالم السياسة. وبحسب كلاين هاليفي، فإن زعيم اليمين المتطرف «يزيّف تحوله السياسي». ويقول الباحث الذي ألّف كتاباً عن انجذابه للتطرف اليهودي، عندما كان مراهقاً: «التظاهر الآن بأنه إن لم يكن معتدلاً تماماً، فعلى الأقل هو متشدد محترم، هو كذبة». ويضيف: «إنه الديماغوجي الذي يتغذى على الخوف والإحباط والغضب». • درس القانون ليتعلم كيف يدافع عن نفسه، وطوال سنوات رفضت نقابة المحامين طلبه الانتساب إليها بسبب سجله الجنائي. • يقصد بن غفير بشكل متكرّر المسجد الأقصى في القدس القديمة، الذي تشهد باحاته بانتظام مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين، ويزداد التوتر عند كل زيارة لبن غفير. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :