موسكو – الوكالات: أعلنت روسيا أمس أنها عثرت على حطام المسيّرات التي هاجمت أسطولها في سيفاستوبول، مشيرة إلى أنها استخدمت «منطقة آمنة» لتصدير الحبوب وطرحت احتمال أن تكون قد أُطلقت من «سفينة مدنية». وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «مسيّرات بحرية كانت تتحرّك في المنطقة الآمنة التابعة لـممر (تصدير) الحبوب»، مضيفة أنها «رفعت» جزءا من حطام المسيّرات من البحر. وقالت السلطات الروسية إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من صباح يوم السبت «بتسع طائرات مسيّرة وسبع مسيّرات بحرية»، ما تسبب «بأضرار طفيفة» لسفينة كاسحة للألغام. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن عددا من المسيرات المستخدمة يضم «وحدات ملاحية كندية الصنع». وأشارت إلى إمكان أن تكون إحدى المسيّرات قد أطلقت من «على متن إحدى السفن المدنية التي تستأجرها كييف أو أسيادها في الغرب لتصدير المنتجات الزراعية من موانئ أوكرانيا». وألقت روسيا باللوم في الهجوم على أوكرانيا وبريطانيا. وردا على الاتهامات، استنكرت وزارة الدفاع البريطانية ما اعتبرته «ادعاءات خاطئة» تهدف إلى «تحويل الانتباه»، في حين أشار مسؤول أوكراني إلى أن الحادث سببه «تعامل القوات الروسية بإهمال مع متفجرات». وردا على الهجوم علقت روسيا يوم السبت الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية. ويعد الاتفاق الذي وقعته روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة أساسيا للتخفيف من حدة الأزمة الغذائية العالمية التي تسبب بها النزاع. وأتاح اتفاق الحبوب تصدير ملايين الأطنان من الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء النزاع في فبراير. وتسبب الحصار المضروب على موانئ أوكرانيا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما أثار مخاوف من حدوث مجاعة في دول عدة. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس عن «قلقه البالغ» حيال وقف صادرات الحبوب الأوكرانية بحرا. وقال الناطق باسمه إن «الأمين العام يشعر بقلق بالغ حيال الوضع الحالي المرتبط بمبادرة الحبوب في البحر الأسود.. قرر تأجيل مغادرته لحضور القمة العربية في الجزائر مدة يوم من أجل التركيز على هذه القضية». وقال الناطق باسم جوتيريش إن «الأمين العام يواصل إجراء اتصالات مكثفة تهدف إلى وضع حد لتعليق روسيا مشاركتها في مبادرة الحبوب في البحر الأسود». وأضاف أن هذه الجهود تهدف أيضا «إلى تجديد وتطبيق المبادرة بشكل كامل من أجل تسهيل تصدير الأغذية والأسمدة من أوكرانيا، وإزالة باقي العقبات التي تقف في طريق تصدير الأغذية والأسمدة الروسية». وأشار مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس إلى أنه ناقش مع جوتيريش تنسيق التحرّكات الرامية إلى المحافظة على استمرار الصادرات من أوكرانيا، قائلا إن «على روسيا العودة إلى الاتفاق».
مشاركة :