تؤكد «المرحلة الملكية» أن لا شيء يدوم، لا فرح يدوم ولا حزن يدوم، وهذه نعمة النسيان. على الإنسان أن يواجه الحياة بصبر وتفاؤل وحب الخير له ولغيره، الحياة تؤخذ بتأمل وبساطة، لا تخلط شيئاً بشيء، وتجنب الاستعلاء، ولا تفتعل المشاكل مع الآخرين، الغضب يضعف الجهاز المناعي، والحكيم هو الذي يملك نفسه عند الغضب ويتجنب القلق والزعل. هذه الحكم والنصائح الأدبية، وغيرها كثير، جاءت في حديث الكاتب د. خالد المنيف خلال مناقشة كتابه «المرحلة الملكية»، أول أمس في مؤسسة «بحر الثقافة» بمقرها بالخالدية، وبحضور الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة المؤسسة، والشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وعدد كبير من عضوات المؤسسة ومتابعي نشاطها. وتابع الكاتب حديثه مصحوباً بعبارات واردة في كتابه، كما استشهد بأقوال العديد من الحكماء والفلاسفة والأدباء، ومنهم: طه حسين، أينشتاين، أحمد أمين، المنفلوطي، إيليا أبو ماضي، مارك توين، والعقاد الذي يقول: «عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة»، كما استشهد بقول الجاحظ: «إن السعيد من اتعظ بغيره، وكفاك أدبا لنفسك ما كرهت من غيرك». وأضاف د. المنيف قائلا: من يحب نفسه يرتقي بأفكاره، كما أن الحياة تحتاج إلى توازن ما بين الإنسان والأصدقاء والعلاقات مع الآخرين، مبينا أن على الإنسان أن يتعلم أشياء جديدة في كل يوم جديد، وهذه نعمة كبيرة من الله تعالى. وأكد الكاتب أهمية الحديث بين الشخص ونفسه قائلا: «الحديث بين الشخص وذاته هو أهم حديث، انتبه للغة بينك وبين نفسك، أوصِ بمعزة النفس ومعزة الذات وعلينا أن نتقبل الحياة، لأن الحياة تبدأ بيسر إذا أردتها أن تبدأ كذلك، وجدير بك أن تحيا أجمل أيامك، لا تهتم بصغائر الأمور»، متسائلا: هل يستحق أي شيء أن تستنزف طاقتك؟ لا تثر المشاكل مع الآخرين، إن السعادة أن تؤدي ما هو واجب عليك، ولكن على أساس ألا تنسى نفسك، احذر من جلد الذات ونبه الآخرين لتجنب ذلك، مؤكدا أن ذلك خطير جدا. وقال د. المنيف: العقلاء من صفاتهم ألا يجاهروا بالعداوة، وإن شخصاً واحداً يغنيك عن كثير من البشر، لا ترفع من توقعاتك حتى لا تقع في السلبيات، ولا تكثر من اللوم، وعلى الإنسان أن يتجنب متابعة الآخرين. وفي موضوع العلاقات معهم، اترك مسافة بينك وبينهم، ولا تضرب حصاراً على أي شخص، لأن أجمل ما يملك الإنسان حريته.
مشاركة :