ضغوط تواجه مساعي سوناك لتوحيد حزب المحافظين البريطاني لندن - يواجه رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك أسئلة متزايدة حول قيامه بإعادة تكليف سويلا برافرمان بحقيبة وزارة الداخلية، بعد أيام على استقالتها لمخالفتها القواعد الأمنية. واستقالت المحافظة المتشددة البالغة 42 عاما من حكومة ليز تراس في التاسع عشر من أكتوبر، بعد اعترافها باستخدام بريدها الإلكتروني الشخصي لإرسال مستندات رسمية، ما يخالف مدونة السلوك الحكومية. ولكن بعد وصوله إلى داونينغ ستريت، أعاد رئيس الحكومة الجديد تعيينها الثلاثاء. وتعتزم المعارضة العمالية الأسبوع المقبل السعي لإجبار الحكومة على نشر تقييمات لأوجه قصور الوزيرة، مشيرة إلى قضايا أمنية خطيرة. وأفادت صحيفة “ذا ميل أون صنداي” بأن هاتف تراس النقال تعرض للاختراق ”من جانب عملاء يشتبه في أنهم يعملون لحساب الكرملين”. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنيّة لم تُسمّها قولها إنّ هاتف تراس تعرض للاختراق “من جانب عملاء يشتبه في أنهم يعملون لحساب الكرملين”. ويُشتبه في أنّهم تمكّنوا من الولوج إلى “محادثات في منتهى السرّية مع شركاء دوليّين”. وقال متحدث باسم الحكومة “نحن لا نعلق” على الترتيبات الأمنية المتعلقة بالأفراد، لكنه أضاف أن هناك “أنظمة قويّة مطبّقة للحماية من التهديدات السيبرانيّة”. وشدّدت النائبة العمالية المعارضة إيفيت كوبر على ضرورة “التحقيق في كل هذه المشاكل الأمنية ومعالجتها على أعلى مستوى”. وقال مصدر للصحيفة إن الهاتف “المخترق” وُضع في خزانة مغلقة في مكان حكومي آمن بعد اختراق رسائل لمدة تصل إلى عام ويتعلق بعضها بـ”مناقشات شديدة الحساسية” حول الحرب في أوكرانيا. وذكرت الصحيفة أن الاختراق اكتشف هذا الصيف عندما كانت تراس وزيرة للخارجية وتقوم بحملة لتصبح زعيمة لحزب المحافظين ورئيسة للوزراء. وأشارت إلى أن هناك “تفاصيل حجَبَها” رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون وسيمون كيس أكبر مستشاريه السياسيين. وقالت النائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي ليلى موران “نحتاج إلى تحقيق طارئ مستقل لكشف الحقيقة”. ولم تُحدد الصحيفة السبب الذي يدفع إلى الاشتباه في وقوف روسيا وراء الهجوم المزعوم، لكنها نقلت عن مصدر قوله إن “الأمر سيستغرق بعض الوقت لمعرفة من يقف وراء هذا النوع من الهجمات، غير أن روسيا تميل إلى أن تكون في رأس اللائحة”. ورأت النائبة المعارضة، المسؤولة عن القضايا الأمنية، أن على البريطانيين معرفة ما إذا كان هذا هو أول انتهاك من هذا النوع. وتابعت كوبر “لا يمكن أن تكون لدينا وزيرة داخلية لا تحظى بثقة الأجهزة الأمنية”، مستنكرة “خطأ التقدير الفادح” الذي ارتكبه سوناك بإعادة تسميتها “بعد ستة أيام من انتهاكها للقانون الحكومي”. والأحد دافع الوزير مايكل غوف عن زميلته معتبرا أنها زعيمة سياسية “من الطراز الأول”. السلطات البريطانية تؤكد أن هناك "أنظمة قويّة مطبّقة للحماية من التهديدات السيبرانيّة" وقال غوف “لقد اعترفت بارتكاب خطأ” و”هي تعمل جاهدة لتكون حدودنا أكثر أمانا وحفظ النظام أكثر فعالية”. وقال رئيس حزب المحافظين، الحاكم، في بريطانيا نديم الزهاوي إن وزيرة الداخلية السابقة برافرمان، التي عينت مجددا ضمن الحكومة الجديدة، تستحق “فرصة ثانية”، رغم تصاعد رد الفعل إزاء إعادة تعيينها. وأضاف الزهاوي أن سوناك محق في إعطاء برافرمان فرصة“للتكفير عن الأخطاء”. وتتعرض محاولة سوناك لتوحيد حزب المحافظين، لضغوط، إذ أشار سلف الزهاوي، السير جيك بير، إلى “انتهاكات متعددة” للقانون الوزاري. وتردد أن مسؤولين حكوميين حققوا مع برافرمان بعد تسريب عن مسألة تتعلق بالأجهزة الأمنية. ودافع الزهاوي عن إعادة تعيين برافرمان، وبرر الأمر بأنها اعترفت بالخطأ، واستقالت “على الفور”، وهو توصيف عارضه مسؤولون. ويصر حلفاء الوزيرة الملقبة بـ”سِوي المسرِبة” على أن اقتراح إعطاء جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (أم.آي 5) دروسا عن المعلومات التي يمكنها مشاركتها مع آخرين، وتلك التي لا تستطيع مشاركتها لمنع حدوث خرق آخر، مجرد “هراء”.
مشاركة :