كثفت ميليشيات «الحوثي» هجماتها الإرهابية على السكان في مدينة تعز المحاصرة، التي تعيش وضعاً مأساوياً على وقع ضربات الهاون والقنابل، وصرخات أهالي المختطفين من قبل الميليشيات الانقلابية. وأكدت مصادر طبية، أمس، إصابة ثلاثة أطفال من أسرة واحدة بقذيفة لميليشيات «الحوثي» الإرهابية استهدفت حي المطار القديم غرب مدينة تعز. والأطفال المصابون تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، وتم نقلهم لتلقى العلاج. ويقول عصام الشاعري، وكيل لجنة حقوق الإنسان في اليمن، إن الهجمات «الحوثية» على تعز أصبحت لا تحتاج إلى توثيق، حيث أصبح بإمكان الجميع أن يراها في حجم الدمار في المدينة المحاصرة، على الرغم من تعهدات «الحوثي» السابقة بفك هذا الحصار بسبب الأزمة الإنسانية الخانقة. وطالب الشاعري، في تصريحات لـ«الاتحاد»، المجتمع الدولي بالاضطلاع بدوره تجاه الأزمة الإنسانية الخانقة في تعز، والتي أدت إلى نقص كبير في الغذاء خلال الفترة الماضية، بينما تواصل جماعة «الحوثي» الإرهابية قتل المدنيين وعمليات الخطف والتدمير للمنشآت والبنية التحتية، بشكل يجعل من الصعب استعادة الأمن بسهولة بعد فك الحصار. ويثير القصف المدفعي الحوثي على الأحياء السكنية غرب مدينة تعز، حالة من الهلع والرعب في أوساط السكان، فيما يستهدف قناصة الميليشيات بشكل مباشر المدنيين قرب خطوط التماس في المدينة. واعتبر الصحفي والباحث اليمني محمود الطاهر أن القصف «الحوثي» على تعز يقضي على أي جهود مستقبلية لتجديد الهدنة بين الأطراف اليمنية، خصوصاً مع عدم وفاء الميليشيات بجميع العهود الماضية، بفك الحصار عن اليمنيين في تعز على مدار عامل كامل. وأضاف الطاهر: «في الوقت الذي من المفترض فيه أن تتدخل الجهات الأممية لوقف هذه الانتهاكات المستمرة، يواصل الحوثي القصف والتدمير». وتابع في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن انتهاك الاتفاقات يجب أن تتبعه قرارات من الأمم المتحدة لوقف التمدد «الحوثي»، واستخدام السلاح ضد المدنيين المستمر دون مراعاة لأي اتفاقات، محذراً من أن «الحوثي» سيستمر في انتهاكاته داخل تعز وغيرها في غياب الصمت الدولي. وقال إن على القوى الدولية والأمم المتحدة بذل جهد أكبر، لاحتواء الأزمة الإنسانية المستفحلة في اليمن بفعل الانتهاكات الإرهابية لجماعة «الحوثي»، خلال السنوات الماضية، والتي زادت بشكل واضح خلال الأشهر الأخيرة. ولفت إلى أن الإجراءات الدولية واضحة فيما يتعلق بالتعامل مع هذه الانتهاكات التي يجب وقفها في أسرع وقت، خصوصاً بفعل تأثيرها على المدنيين والأطفال مع استمرار عمليات الخطف والتجنيد من قبل الميليشيات الإرهابية.
مشاركة :